الجمعة، 15 فبراير 2013

• ساعد طفلك في بناء ضميره


الضمير هو الرقابة العليا التي تحيط بالإنسان في حركاته وتصرفاته وأفعاله، وهو دليله نحو الحق، ومانعه من الشر، ومؤنبه على الخطيئة،
وهذا الضمير يبنى مع الإنسان رويدًا رويدًا ويلعب البيت دورًا هامًا في هذا البناء.

والضمير بتعريف بسيط هو مجموعة القيم والمبادئ والمعتقدات والمسلمات، والمثل والرؤى والرموز التي تسكن أعماق الإنسان وتحدد له مصيره.
وعلى مقدار وضوح هذه الآليات في ذهن صاحبها، وانسجامه النفسي معها يكون تماسك شخصيته وطمأنينته الروحية، وتكون منطقية مواقفه وسلوكياته.
وتأتي أهمية الضمير أن الحياة ببريقها، والرغبات بجموحها قد تدفع الإنسان للتنازل عن بعض من مبادئه وقيمه ومعتقداته، وتصبح مكانتها لديه مكانة فارغة وتصبح شعارات جوفاء بلا معنى.
بيد أن الشخص الذي يمتلك ضميرًا يقظا ترى مبادئه ثابتة ويقينه راسخًا
ومعتقداته لا تتزحزح، ومثله العليا لا تفقد بريقها، وقيمه تخط له سير حياته، يأبى أن يتنازل عن قشة من الرصيد الأخلاقي لديه مقابل كنوز الأرض جميعًا، لا تهزه المساومات أو تلعب به الرغبات، كذلك فإن الخط الفاصل بين الحق والباطل والحرية والفوضى والخير والشر، والثبات والبلادة خط رقيق هين لا يميزه بوضوح إلا أصحاب الضمائر اليقظة
والنفوس اللوامة والقلوب المتصلة بالله.
إن مصالحنا كثيرًا ما تتعارض مع مبادئنا، ويتحتم علينا أن نتخلى عن بعض مصالحنا في لحظة ما، إذا ما أردنا أن نظل على الطريق الصحيح.
لا بد للأبوين أن يوضحا لأولادهما أن الإنسان الذي يثبت على مبادئه قد يخسرعلى المدى القصير، لكنه الرابح الأكبر على المدى البعيد؛ حيث لا نجاة ولا فوز من غير ثبات على الحق واستمساك به.
وعليهما أن يوضحا لهم أن الذي يخرج على مبادئه في سبيل تحقيق بعض المصالح قد يربح في المدى القصير، لكنه في النهاية يكون من الخاسرين.
سلوكك هو أهم العوامل في تكريس معنى الضمير في ولدك. إن صورتك وأنت تضع في كف مسكين حسنة، أو تقوم بأي عمل فيه توقير لله وانصياع له تنطبع في ذهن ولدك، وترقق قلبه، وتساعده في بناء ضميره. كذلك وعظك له وتعهدك الدائم بالنصيحة الطيبة السهلة يجد في عقله مكانًا، لأن النصيحة لغة العقول السوية.

   إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق