الأربعاء، 13 فبراير 2013

• كلماتك تصنع ابنك... أو تدمره



من منكم غبي لا يفهم؟ سؤال وجهه أحد التربويين للطلاب في إحدى المدارس العربية... والعجيب أن بضعة تلاميذ رفعوا أيديهم (نحن)، وهنا ارتفع صوت بعض الطلبة قائلاً: يا أستاذ، هناك فلان وفلان أيضاً لم يرفعوا أيديهم، فقام التلميذان المشار إليهما في خجل، فسألهما التربوي: هل أنتما فعلاً كذلك؟ فقالوا: نعم.

والسؤال: كيف عرف هؤلاء المساكين أنهم أغبياء؟
والإجابة بلا تردد من أشخاص كان الأجدر بهم أن يتحملوا أمانة هؤلاء التلاميذ بدلاً من تحطيمهم، الأب يقول: أنت غبي لا تفهم، المدرس يعيدها أمام التلاميذ، الطلبة ينادون بها المسكين، إلى أن تصبح حقيقة بداخلهم، ويبرمجوا أنفسهم عليها.
لقد تحول كلام الأب أو الأم أو المدرس إلى نبوءة يعمل الطفل على تنفيذها، ويدفع نفسه لا شعورياً إلى التماشي معها.
والأمر ليس بحاجة إلى ذكاء كي نعرف أن هؤلاء التلاميذ سيكونون مضرباً للمثل على الفشل والتخلف ما لم تتغمدهم رحمة من الله أو تتلقاهم يد أمينة واعية.
وهناك دراسة مؤلمة تقول: "إن الفرد وإلى أن يصل سن المراهقة يسمع ما لا يقل عن 6000 كلمة سيئة مقابل بضع مئات من الكلمات الحسنة أو الطيبة".
ومن الحقائق المقررة لدى علماء التربية أن الصورة التي يرسمها الطفل عن نفسه هي نتيجة كلماتنا عنه.
وأن كثيراً من إحساس الولد بنفسه وذاته إنما تأتيه من طريقة معاملتنا له.
"صحيح أنه أخذ يدرك أنه إنسان مستقل عن الآخرين، إلا أنه لا يعرف بعد طبيعة هذا الإنسان تماماً. ولذلك إذا قلت له إنه (ولد جيد)، وإذا أشعرته بمحبتك له وبأنه هام في حياتك فإنه سيكوّن عن نفسه فكرة أنه مُكَرَّم، وأن له شأناً في هذه الحياة، وبالمقابل إذا كنت تقول له أنه (سيء أو غير جيد)، وإذا كنت عديم الصبر والعطف عليه، وإذا كنت لا تُشْعره بالمحبة والرعاية العاطفية والجسدية فإنه سيفكر بأنه لا قيمة له ولا شأن، أو بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه".
فلماذا لا نستبدل قاموسنا السلبي بآخر إيجابي، رأفة بأبنائنا المساكين؟ لماذا لا نلصق على ألسنتنا عبارات مثل:
أحسنت.. بوركت.. بارك الله فيك.. أنت بطل.. أنت لها.
يحكي السلطان محمد الفاتح (فاتح القسطنطينية)، التي بشر رسول الله فاتحها بأنه في الجنة، أن أمه كانت تأخذه إلى الشاطئ وتشير له بإصبعها إلى أسوار القسطنطينية وتقول له: أنت فاتح تلك المدينة، ولمثل هذا اليوم أربيك.
ويضيف -رحمه الله-: فكنت وأنا صغير أركب الفرس وأقتحم به الموج ناحية القسطنطينية متخيلاً يوماً أقود فيه الجيوش لفتحها إلى أن كان.
من الذي زرع هذا الهدف الكبير بقلب ذلك الفتى اليافع حتى صار حلماً يراوده يوماً بعد يوم، ثم إلى حقيقة وحدث تاريخي لا ينسى.
إنها كلمات الأم الإيجابية التي حركت مشاعره وألهبت حماسته، وأيقظت ذكاءه.
عزيزي الأب، لا تستهن أبداً بكلماتك التي تقولها لطفلك، ولا تتفوه أمامه إلا بكلمات إيجابية طيبة تساعدك على بناء شخصيته.
فطفلك يرى العالم من خلالك، وينظر لك أنك مرشده ودليله في دنياه، واستهزاؤك به واستخفافك بقدراته يراه خيانة منك لهذا الدور، وقسوة لا تبرير لها.

   تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا





هناك تعليقان (2):

  1. رائعة جدآ مقالاتك
    بارك الله فيك على هذه المنشورات
    وجعلها الله في ميزان حسناتك

    ردحذف
  2. رائع جداً جزاااااااااااااااااكم الله خيراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًاً

    ردحذف