يقول أحد الآباء أن تحولاً شديدًا طرأ على ابنه فجأة،
فقد كان من المتفوقين في دراسته، حتى بداية العام الدراسي الحالي، ولكن تبدل حاله،
فتراجع مستواه، وتغيرت بعض سلوكياته، وبدأ يهتم بأشياء لم تكن تشغله من قبل، بل
كان ينظر إليها أنها من توافه الأمور.
سألته: هل طرأ شيء جديد في حياته؟ قال: لا.. كل ما في
الأمر أنه شديد الانطواء، محدود العلاقات، وكنت أشجعه من وقت لآخر أن يتواصل مع
الآخرين، وأن يقيم علاقات طيبة مع زملائه، ولكنه كان يرفض ذلك، ومنذ شهور عاد
أولاد خالته من الخارج، حيث كان أبوهم يعمل في إحدى البلاد العربية، واستقروا بشكل نهائي في بيتهم
الذي لا يبعد كثيرًا عنّا، فنشأت صداقة قوية بينه وبين أولاد خالته، فهم يأتون
لزيارتنا، وهو يذهب لزيارتهم، بل ويبيت أحيانًا عندهم، وقد شجعته على ذلك لكي يخرج
من العزلة التي كان فيها.
قلت له: الأمر واضح، فلماذا تسأل عن سبب تراجعه الدراسي
والسلوكي؟ فالمتغير الجديد هو أولاد خالته.. والأرجح أنهم السبب، فإذا عرف السبب،
بطل العجب! قال: ولكني لا أستطيع أن أطلب منه مقاطعة أولاد خالته، كما أنها فرصة
للخروج من عزلته.
قلت له: صحيح أنه ينبغي أن يخرج من عزلته، ولكن لا بد أن
يكون خروجًا آمنًا ومدروسًا ومتدرجًا، فلا يخرج من عزلته إلى وسط يصيبه بالخلل
السلوكي، والفشل الدراسي، أما بالنسبة لأولاد خالته، فنحن لم نطلب منك أن تحضّه
على قطيعتهم، فأولاد الأقارب الذين نخشى من سلوكهم، على أولادنا، نتواصل معهم
بالقدر المناسب، فنسأل عنهم، ونطمئن عليهم، ولا بأس من الحد المطلوب من التزاور،
ولكن دون أن يتحول الأمر إلى علاقة وطيدة، تؤدي إلى العدوى السلوكية.
إقرأ
أيضًا
مشكلة التصرفات العدوانية عند الأطفال: الوقاية والحلول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق