الخميس، 2 مايو 2013

• الأولاد الذين لا يستطيعون الابتعاد عن أهلهم

صورة الطفل الذي يتعلق بثوب أمه كغريق يتشبث بخشبة خلاص، بينما تحاول إعداد الطعام أو الخروج من المنزل، ليست مجرد صورة وهمية بالنسبة للعديد من الأهل، بل هي مظهر متعب عاطفياً يلقى بثقله على الحياة اليومية.

 ومع أن ذلك ليس بالأمر السهل، عليكم ألا تستسلموا لإغراء البقاء في المنزل أو اللعب من دون انقطاع مع طفلكم في الوقت الذي تحاولون فيه أيضاً أن تعيشوا حياتكم. فإذا أردتم أو توجب عليكم أن تتركوا طفلكم في عهدة إحدى حاضنات الأطفال، عليكم أن تطمئنوه بأن تقولوا له إنكم فخورون به لأنه يلعب وحده وينتظر عودتكم. وأظهروا سعادتكم بصدق لأنه محظوظ باللعب مع الحاضنة. فموقفكم الإيجابي ينتقل الى طفلكم بالعدوى (كما ينتقل اليه موقفكم السلبي) ويساعده على الشعور بأنه في وضع جيد وعلى أنه يلهو حتى بعيداً عنكم مع تحقيقه للمزيد من الاستقلالية. وعندما تغرقون طفلكم بالقبلات والمداعبات في أوقات محايدة، فإنكم تحولون دون أن يشعر بالإهمال وبأن عليه أن يتعلق بكم لاجتذاب انتباهكم. ثمة فرق بين أن يتشبث طفلكم بكم وبين أن يضمكم الى صدره، فالتشبث هو مطالبة مباشرة وملحة بالاهتمام.
الإجراءات الوقائية
تعودوا على ترك صغيركم وهو لايزال صغيرًا جدًا
لكي يعتاد طفلكم على واقع أنكم قد لاتكونون دائماً بتصرفه، اتركوه بين الحين والآخر لفترات قصيرة (عدة ساعات) وهو لايزال صغيراً.
كلموا طفلكم عن نشاطاتكم خلال فترة غيابكم
عندما تكلمون طفلكم عما تعتزمون فعله خلال فترة غيابكم، فإنكم تقدمون له نموذجاً رائعاً عن الطريقة التي يمكن أن يجيبكم بها عندما تسألونه عن نشاطاته خلال النهار. صفوا له برنامج عمله وبرنامج عملكم بحيث لايقلق على مصيركم ولا على مصيره، يمكنك أن تقولي له: "لورا ستعد لك العشاء وستقرأ لك قصة ثم ستذهب بعد ذلك الى السرير. أبوك وأنا سنتناول العشاء خارج المنزل وسنعود في الحادية عشرة"، أو "علي الآن أن أهيىء العشاء. وعندما أنتهي وتنتهي أنت من اللعب بألعابك، فإننا سنقرأ معاً إحدى القصص".
العبوا معًا لعبة "الغميضة"
هذه اللعبة البسيطة يعتاد معها طفلكم على فكرة أن الأشياء تغيب وأنكم تغيبون، غير أن الأهم من ذلك أنها ترجع وترجعون، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وخمسة أعوام يلعبون الغميضة بأشكال متعددة: بالاختباء خلف أيديهم، أو بالنظر الى الآخرين من خلف أصابعهم، أو باللعب بلعبة "الغميضة" الحقيقية (بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام).
اجعلوا طفلكم يطمئن الى عودتكم
لاتنسوا أن تقولوا له إنكم سترجعون واثبتوا له أنكم تحترمون كلمتكم بالعودة في الموعد المحدد.
حددوا لطفلكم نشاطات مخصصة لأوقات غيابكم أو انشغالكم
فالطفل يفرح بهذه الأنشطة ويسعد بها فلا يشعر بالوحشة أثناء غيابكم.
هيئوا طفلكم للإنفصال
اجعلوه يفهم أنكم ستخرجون وأنه قادر على تحمل غيابكم. يمكنكم أن تقولوا له: "أعرف أنك لست طفلاً صغيراً وأن كل شيء سيسير على مايرام أثناء غيابنا". إذا خرجتم من دون أن تعلموه بالأمر فإنه سيتساءل على الدوام متى ستختفون فجأة مرة أخرى.
الحلول
ما ينبغي فعله
هيئوا أنفسكم لسماع صراخ طفلكم عندما تتركونه دون رضاه
تذكروا أن الصراخ لن يهدأ إلا عندما يتعلم طفلكم درساً مفيداً جداً مفاده أنه يستطيع مواصلة العيش بدونكم لفترة قصيرة. قولوا في أنفسكم: "أعرف أن بكاءه يعني أنه يحبني. لكن عليه أن يتعلم أنه حتى لو لم ألعب معه ثم تركته وذهبت، فإنني سأعود على الدوام وسألعب معه في أقرب وقت".
عزّزوا طفلكم بعد أن تتركوه
اجعلوا طفلكم فخورًا بقدرته على أن يلعب وحده. قولي لها مثلاً: "أنا فخورة جداً لأنك لعبت وحدك عندما كنت أقوم بتنظيف جهاز الطبخ، أنت بالفعل صبية بكل معنى الكلمة". وبذلك تجدان كلاكما فوائد في ابتعادكما عن بعضكما البعض.
استعملوا "كرسي البكاء"
قولوا لطفلكم إن له الحق في ألا يحب أن تكونوا منشغلين أو أن تتركوه، غير أن بكاءه يزعجكم. "أنا آسفة لأنه لايعجبك أن أبدأ الآن بتحضير طعام العشاء. اذهب الى "كرسي البكاء" وابق هناك حتى يصبح بإمكانك أن تلعب من دون أن تبكي". اتركوا طفلكم الباكي يبكي. . . ولكن بعيداً عنكم.
اعترفوا بأن طفلكم يحتاج لقضاء الوقت معكم و... بدونكم
حالات الافتراق ضرورية للأطفال مثلما هي ضرورية للأهل وبالتالي، عليكم أن تواصلوا القيام بنشاطاتكم اليومية حتى ولو احتج طفلكم لأنكم تقومون بعمل آخر غير اللعب معه أو لأنكم تتركونه أثناء ذلك مع المربية.
عودوه تدريجيًا على الفراق
إذا كان طفلكم يأخذ كثيرًا من وقتكم اعتبارًا من السنة الأولى من عمره، فالعبوا معه لعبة "السباق مع عقارب الساعة". أعطوه خمس دقائق من وقتكم ثم اتركوه ليلعب وحده مدة خمس دقائق ثم اطيلوا الفترات التي يلعب فيها وحده مقابل كل خمس دقائق تكرسونها له من وقتكم حتى تصلوا به الى أن يلعب ساعة كاملة بمفرده.
ما ينبغي تجنبه
لا تغضبوا إذا تعلق طفلكم بكم
قولوا في أنفسكم إنه يكون أكثر ارتياحاً معكم وإنه يفضل صحبتكم على صحبة كل من في العالم الواسع.
لا تعاقبوا طفلكم لأنه يتعلق بكم
بينوا له كيفية تحمل الافتراق باستعمال الساعة المنبهة.
لا تطلبوا منه تنفيذ أمور غير واضحة
تجنبوا أن تطلبوا من طفلكم أن يذهب للعب في مكان آخر في حين تواصلون الإمساك به والتربيت على كتفه ومداعبته، لأنه لا يعرف في هذه الحالة ما إذا كان عليه أن يذهب أو أن يبقى.
تجنبوا إظهار الاهتمام الزائد بطفلكم عندما يكون مريضًا

لا تجعلوا المرض أكثر جاذبية من الصحة، وذلك بأن تتركوا طفلكم يقوم بأعمال غير مسموح بها في الأوقات العادية. فقد بينت الأبحاث حول تحمل الألم من قبل الراشدين أن الأطفال الذين نوليهم اهتماماً كبيراً في حال مرضهم لا يتحملون الألم المزمن إلا بصعوبة كبيرة عندما يمرضون وهم في سن الرشد. لذا ينبغي عدم إيلاء مرض الطفل اهتماماً زائداً والاكتفاء بإدخال تغييرات طفيفة على السير العادي للحياة اليومية. 

تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا

للمزيد

حدوثة قبل النوم

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق