قصة وعبرة

الأحد، 23 يونيو 2013

• المراهقون: لماذا يميلون إلى التهور؟


   يشكو الآباء والأمهات من تهور أبنائهم المراهقين، وكثيرًا ما يرددون أن أولادهم يتصرفون كما لو أنهم بلا عقل! علمًا أن معظم الآباء قد مروا بهكذا تجارب ومارسوا تصرفات مشابهة، لكنهم ينسون أو يتناسون ذلك.

الحقيقة أن ميل المراهقين إلى اقتراف أفعال متهورة أو غير محسوبة، له تفسير علمي، فما هي أسباب التهور عند المراهقين؟
مخ المراهق يختلف عن مخ الكبار!
نعم هذه حقيقة، فقد أثبتت دراسات أطباء النفس أن مخ المراهق يختلف عن الكبار والأطفال، ففي هذه الفترة يكون المراهق عنده قدرة أكبر على التعلم والتقاط المعلومات بسرعة، بالإضافة إلى وجود قدرة أكبر على التفكير في اتخاذ القرارات، نتيجة حدوث نضج تدريجي في نمو أجزاء المخ المختلفة، المشكلة أن هذا النضج يبدأ في الأجزاء الخلفية للمخ، ويتجه تدريجياً نحو الأجزاء الأمامية منه، فيكون القسم الأمامي من المخ هو آخر الأجزاء التي يصيبها التطور والنضوج عندما يبلغ الإنسان سن الرشد، والقسم الأمامي من المخ هو المسؤول عن الحكم على الأمور وتقديرها وتكوين رؤية محددة في المواقف المختلفة، وهنا يكمن تفسير كل التصرفات الغريبة التي يقدم عليها المراهقون، وهو يفسر أيضاً قدرة المراهق على أن يكون شخصًا لماحًا وسريع البديهة وعنده قدرة أكبر للتعلم، لكن قد يفتقر إلى الحكم الجيد على الأمور.
المراهق يميل إلى التميز ولفت الانتباه
من التغيرات التي تطرأ على الشخصية في فترة المراهقة، هو ميل المراهق إلى لفت الانتباه إليه، ليعلن بشكل غير مباشر أنه أصبح شخصية مستقلة عن الكبار، ومختلفة أيضاً، ويصاحب ذلك أيضاً الميل إلى الجنس الآخر، ومحاولة لفت الانتباه بشتى الطرق، فنراهم مثلاً أنهم يلبسون أزياء غريبة أو يقومون بتصفيفات شعر غير مألوفة، وقد يذهب البعض إلى القيام بتصرفات متهورة مثل قيادة الدراجات البخارية بشكل مجنون، أو القيام بحركات بهلوانية بألواح التزحلق، مما يجعلهم يشعرون بالإثارة والمتعة.
دور الأهل في التعامل مع المراهق المتهور
من الأخطاء التي يقع فيها الآباء مع المراهقين، هو مواجهة تصرفات الأبناء بالتعنيف والمواجهة، والحقيقة أنهم لا يعلمون أنهم بهذا يقفوا أمام طبيعة الشخصية المراهقة، ولو أنهم توقفوا قليلاً مع أنفسهم سيتذكرون مغامراتهم في مثل عمر أبنائهم، وكيف كانوا يشعرون عند القيام بتلك التصرفات.
لكن الأنسب في هذه الحالات هو محاولة التحدث معهم بهدوء وإبداء التفهم بطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها أبنائهم، من الهام أيضاً أن يحس المراهق أن تحفظات الآباء تأتي بدافع خوف حقيقي عليهم، مصدره حبهم واهتمامهم له، الأبناء في هذه المرحلة بحاجة إلى الاحتواء والتفهم أكثر من أي وقت آخر.. من المهم جداً أن يخبر الآباء أبناءهم عن مدى الألم والأسى الذي يشعرون به إذا أصاب الأبناء مكروهًا، وأن يكسبوا ثقة أبنائهم في أنهم لن يكونوا سببًا لألمهم أو تعاستهم، فالمراهق يحتاج للشعور بأنه محل ثقة.
أخيراً يتوجب على الآباء أن يتذكروا أن كل التجارب التي يمر بها الأبناء سواء الجيدة أو السيئة هي ما يساهم في تكوين شخصيتهم فيما بعد، وأن عليهم التحلي بالصبر والاحتمال حتى تمر مرحلة المراهقة في سلام بكل ما لها وما عليها.

هل أنتِ أم لمراهقين؟ هل تعانين من مشكلة التهور مع أبنائك؟ ما هو أكثر تصرف متهور صدر من أحدهم؟ وكيف تعاملت معه؟ شاركينا بتعليقاتك.
 إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق