جاءني أحد الآباء، وقال أن ابنه البالغ من العمر أربع
عشرة سنة، ليس متفوقًا في دراسته، ولا يصبر على الجلوس كثيرًا لاستذكار دروسه.
كما أنه ليس
مواظبًا على صلاته، بل ندفعه إليها دفعًا، ونشدّه من أمام التلفاز شدًا، فيتركه
على مضض ليسارع إلى الكمبيوتر، فإذا جلس بعد ذلك إلى الكتاب، جلس متكاسلاً، فلا
يمر وقت طويل، حتى يداعب النوم عينيه، ثم ينكفىء على مكتبه ويروح في نوم عميق.
قلت له: أعانك الله عليه، فالمشكلة مركبة، وتحتاج شيئًا
من الجهد والصبر، ففاجأني بقوله، ليس من أجل هذا سألتك، ولكن ابني يرغب في شراء
جيتار، فهل هذا حلال أم حرام! قلت له سبحان الله، تقول أنه يتكاسل عن صلاته، وعن
استذكار دروسه، ويقصر في واجباته تجاه نفسه ووطنه؟ والمؤكد أنكم مسؤولون أمام الله
عن كل هذا، ألستم مقصرين؟ أليس الله يسائلكم عن هذا التقصير؟ أحرام هذا أم حلال؟
فأولادنا أمانة في أعماقنا، وتريد أن تفتح له بابًا جديدًا يشغله ويفتح له طريقًا
إلى أنماط من الأصدقاء والسلوكيات، فيزداد سلوكه اضطرابًا، وفكره جنوحًا، ورغباته
انفلاتًا؟
إنه في حاجة إلى أن يتغير نظام الأسرة كي يكون سياجًا
آمنًا له، يقوده إلى الخير، ويدربه على الانضباط، ويُعدّل فكره، ويصحح معايير
التميّز عنده، ويُصوّب له اختيار القُدوة، وكل هذا يحتاج وقتًا وصبرًا، فما
أفسدناه في سنين، لا يتغير في يوم وليلة.
تابعونا
على الفيس بوك
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق