الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

• طفلك يسرق.. ماذا تفعلين؟.. أسباب السرقة وخطوات العلاج


     يمكن تعريف السرقة عند الأطفال بأنها «استحواذ الطفل على أشياء ليست ملكًا له، دون وجه حق»، وهي سلوك مرضي يعّبر عن حاجة نفسية لديه تحتاج إلى إشباع.

قد تبدأ السرقة لدى الأطفال بصورة واضحة في المرحلة العمرية من سن 4 إلى 8 سنوات، حيث يسرق الطفل بشكل عفوي أو تلقائي، لأنه لم يصل إلى مرحلة النضج العقلي أو الاجتماعي الذي يجعله يميز بين ملكيته وملكية الآخرين. أما إذا استمر هذا السلوك لديه في المرحلة العمرية من سن 10 إلى 15 عامًا، فإنه يصبح سلوكًا مرضيًا، ومشكلة نفسية تحتاج إلى معرفة أسبابها وضرورة علاجها. وعادة ما يبدأ الأطفال بسرقة أشياء بسيطة من المنزل، تكون أغلبها أشياء تؤكل يمكن التخلص منها، ثم يتطور الأمر فيسرق الطفل النقود من والديه. ويلجأ بعض الأطفال إلى سرقة أشياء ثمينة مثل الحلي والذهب، أو أشياء ذات فائدة استهلاكية مثل الساعات والنظارات واللعب، ومن الأمور الشائعة لجوء الطفل السارق إلى إخفاء ما سرقه، بحيث يصعب توجيه الاتهام إليه أو إثباته، وغالبًا ما ينكر قيامه بالسرقة خوفا من العقاب، وخجلاً من افتضاح أمره.
لماذا يسرق الأطفال؟
يلجأ الأطفال إلى السرقة لأسباب ودوافع مختلفة، ومنها:
·      عدم معرفة معنى الملكية:
فالطفل عندما تمتد يده لأخذ لعبة أخيه أو زميله في المدرسة، لا يفعل ذلك بدافع السرقة، وإنما لأنه يجهل معنى الملكية، فهو يعتقد أن ما فعله ليس أمرًا مشينًا ولا مذمومًا، لأن نموه العقلي والاجتماعي لا يمكنه من التمييز بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين.
·      الغيرة والانتقام:
قد يلجأ الطفل إلى السرقة في بعض الأحيان بدافع الانتقام، فقد يسرق الطفل والده، لأنه صارم وقاس في معاملته له، وقد يسرق الطفل زميله في المدرسة لأنه يغار منه، بسبب تفوقه وتميزه، وقد تتحول هذه الغيرة للانتقام في حالة قيام المدرس بمقارنة بين الطفل المتفوق والطفل السارق، وبالطبع لا تكون المقارنة في مصلحته فيلجأ إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.
·      الخوف من العقاب:
أحيانا يفقد الطفل أحد أغراضه، وهو يلعب مع زملائه خارج المنزل، مثل: كرته التي اشتراها له والده، أو ساعته، فيخشى إخبار والديه بذلك خوفًا من عقابهما له، وللتخلص من هذا المأزق يلجأ إلى السرقة، التي غالبا ما تكون سرقة نقود أحد الوالدين لشراء لعبة أخرى شبيهة باللعبة التي فقدها، لإخفاء فعلته، واتقاء عقاب والديه.
·      الفقر والحرمان:
فالطفل قد يلجأ إلى السرقة لشراء شيء أو حاجة هو محروم منها، بسبب فقر أسرته أو بخل والده الشديد، فيسرق إما لشراء طعام يشتهيه، لأنه جائع، وليس معه نقود، أو يسرق ليشتري لعبة هو محروم منها، وقد يسرق في بعض الأحيان لإشباع هواية لديه، فقد يسرق لمشاهدة فيلم في السينما، أو لدخول مدينة الملاهي للاستمتاع باللعب الموجودة فيها.
·      التفاخر والمباهاة:
بعض الأطفال يعانون الحرمان من اللعب التي تروق لهم، وعندما يشاهدون مثل هذه اللعب مع أصدقائهم يشعرون بالغيرة والنقص، خاصة عندما يتفاخر أصدقاؤهم بهذه اللعب، فيلجأ هؤلاء الأطفال لشراء مثل هذه اللعب أو أفضل منها، ليتفاخروا بها على أصدقائهم، مدَّعين أن آباءهم قاموا بشرائها لهم.
·      حب الاستطلاع والاستكشاف:
عندما يكون أحد الوالدين شديد الحرص بصورة مبالغ فيها في الحفاظ على الأشياء الغالية والرخيصة، حيث تبالغ الأم مثلا في اتخاذ الاحتياطات الأمنية للحفاظ على الأشياء، بعيدًا عن متناول الطفل، فيندفع الطفل بدافع حب الاستطلاع والاستكشاف لمعرفة ما تقوم أمه بإخفائه عنه، والعبث به أو سرقته.
العلاج ممكن.. فما هي الخطوات العلاجية للسرقة عند الأطفال
يمكن معالجة مشكلة السرقة عند الأطفال باتباع بعض الخطوات، أهمها:
·      غرس معنى الملكية لدى الطفل منذ صغره، وذلك بتخصيص خزانة خاصة به، يضع فيها أدواته وملابسه ولعبه.
·      على الوالدين إفهام الطفل حقوقه وواجباته، وأن هناك أشياء من حقه الحصول عليها، وأخرى ليس من حقه الحصول عليها، وتعليمه كيفية احترام ملكية الآخرين.
·      إشباع حاجات الطفل المتعددة والضرورية من مأكل وملبس وأدوات ولعب، حتى لا يشعر بالنقص والدونية، فيلجأ للسرقة لتعويض النقص.
·      عدم معايرة الطفل أمام إخوته أو أصدقائه في المدرسة في حالة السرقة، والابتعاد عن مناداته أمام الآخرين بألفاظ تجرح كرامته مثل مناداته بعبارة «يا لص» أو «يا سارق»، وعدم عقابه أمام الآخرين، بل توجيه النقد إلى سلوكه وليس إلى شخصة، فبدلاً من قولنا «أنت سارق»، نقول له «أنت أخذت ممتلكات غبرك».
·      غرس خلق الأمانة في نفوس الأطفال، فواجب الآباء والأمهات والمدرسين الاهتمام بغرس خلق الأمانة كسلوك إيجابي في نفوس الأطفال.
·      يجب أن يشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة وبسيطة خطورة جريمة السرقة، وتحريم الدين وتجريم القانون لها.
تابعونا على الفيس بوك
إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق