الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

• النشاط المفرط والحركة الزائدة.. الأعراض، الأسباب، والحلول

العلامات التي تؤدي إلى تشخيص حالة نشاط مفرط عند الطفل كثيرة منها: أن يتململ الطفل بعصبية، يغادر مقعده، يركض ويتسلق بشكل مبالغ فيه، يعجز عن اللعب بهدوء، لا يتعب أبدًا ويكثر من الكلام.

 أضف إلى ذلك أن الطفل المفرط في النشاط يجيب عن الأسئلة قبل أن ننتهي من طرحها، لا يطيق الانتظار في صف للحصول على شيء أو انتظار دوره، وهو غالبًا ما يقاطع الناس ويتدخل في ما لا يعنيه.
أن هذا النمط من السلوك شائع عند معظم الأطفال قبل سن الخامسة، لذلك من الصعب جدًا أن نجزم إذا ما كان ذلك الطفل الصغير مصابًا بحالة "نشاط مفرط".
من الضروري إجراء اختبارات عيادية للتوصل إلى تشخيص سليم. لكن حتى هذه الاختبارات قد لا تكون جازمة عند الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الخامسة.
فإذا لاحظتم وجود أربعة من العوارض المذكورة أعلاه عند طفلكم بشكل يومي لمدة ستة أشهر على الأقل، فعليكم أن تطلبوا المساعدة من إختصاصي متمرس في تشخيص حالة النشاط المفرط، وذلك لكي تعرفوا الفرق ما بين طفل نشيط وطفل يعاني من الحالة المرضية التي تسمى النشاط المفرط (Hyperactivity) وبإمكان هذا الاختصاصي أن يرشدكم إلى طريقة تتعاملون بها مع سلوك طفلكم في الحالتين.
ملاحظة: يعتبر النشاط المفرط جزءًا من خلل أكبر يسمى عادة: النشاط المفرط الناتج عن عدم القدرة على التركيزAttention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)
ويأتي هذا الخلل بأشكال ثلاثة:
·      النشاط المفرط الناتج عن عدم القدرة على التركيز الذي يظهر أكثر ما يظهر على شكل عدم قدرة على التركيز والإصغاء.
·      النشاط المفرط الناتج عن عدم القدرة على التركيز الذي يظهر أكثر ما يظهر على شكل نشاط مفرط وتهور.
·      النشاط المفرط الناتج عن عدم القدرة على التركيز الذي يظهر أكثر ما يظهر على شكل عدم قدرة على التركيز والإصغاء مصحوبًا بنشاط مفرط وتهور.
   الإجراءات الوقائية  للنشاط المفرط والحركة الزائدة
   إقترحوا عليه القيام بنشاطات هادئة
إذا كان طفلكم يركض غالبًا عوض أن يمشي، ويصرخ عوض أن يحكي، اقترحوا عليه القيام بنشاطات هادئة تخفف من سرعته اللاهثة.
إلعبوا معه لعبة هادئة، إقرؤوا له قصة، أو سيروا معه على رؤوس أصابعكم وتكلموا همسًا لبعض الوقت لكي تعلموه أن السلوك الهادىء هو تغيير ممتع.
   راقبوا مستوى نشاطكم الشخصي
هل النشاط المفرط مشكلة عائلية وراثية؟ بيّنت الأبحاث أنه عندما تشخّص لدى أحد الوالدين حالة نشاط مفرط في طفولته، فمن المرجح جدًا أن يكون عند طفله أو طفلته المشكلة نفسها.
راقبوا حياتكم: هل تأخذون بعض الوقت للجلوس؟ هل تتكلمون بسرعة؟ هل أنتم على عجلة من أمركم، فإذا كنتم من الأشخاص الذين يتمتعون بطاقة فائضة ولا يشعرون بالتعب أبدًا، وإذا لم يقف نشاطكم المفرط في طريق نجاحكم وسعادتكم، فلا تقلقوا على طفلكم. لعله ورث عنكم الطبع نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال بارعون في تقليد الكبار، فلعلكم إذا أبطأتم أنتم معدل نشاطكم، لقنتم طفلكم درسًا في التمهل للاستمتاع بكل لحظة من اللحظات.
   جنبوا الطفل مشاهدة أفلام التشويق
إذا كان طفلكم لا يهدأ فلا داعي لأن تكون وسيلة التسلية لديه هكذا أيضًا.
في الواقع، تقولب البرامج التلفزيونية التشويقية والعنيفة سلوك الطفل بشكل لا تريدونه. أطفئوا التلفزيون للتخلص على الأقل من مصدر واحد للضجيج والنشاط المفرط، الذي لا تحتاجون إليه في البيت. عوضًا عن ذلك إستمعوا إلى موسيقى هادئة وناعمة، ولا تسمحوا بمشاهدة التلفزيون إلا إذا كان صوته منخفضًا والبرنامج الذي يعرض فيه غير عنيف.
   ألحلول للنشاط المفرط والحركة الزائدة
   ما ينبغي فعله مع الطفل مفرط النشاط
   التمرن على الهدوء
أعطوا طفلكم فرصة تمرّن على السير من النقطة أ إلى النقطة ب، لا على الركض من الأولى إلى الأخرى.
قولوا له مثلاً: "أرني كيف تسير من المطبخ إلى غرفة النوم. أعلم أنك لا تستطيع ذلك. عندما تسير عوض أن تركض تتجنب الإصابة بالحوادث"
   توفير نشاطات متنوعة
يتنقل الأطفال المفرطو النشاط من نشاط إلى آخر بسرعة ويجدون صعوبة في البقاء في مكان واحد.إمنحوا طفلكم المفرط النشاط خيارات عديدة. قولوا له مثلاً: "يمكنك أن تلوّن على طاولة الرسم، أو تلعب بالطبشور في المطبخ، أو تبني عمارات بمكعباتك. سأضبط الساعة المنبهة، ويمكنك أن تقوم بأحد النشاطات حتى يرن الجرس. بعد ذلك تستطيع أن تختار شيئًا آخر إذا أردت". هكذا تسمحون لطفلكم بأن يحقق حاجته لأن يكون منهمكًا دائمًا دون أن يستأثر بكل انتباهكم.
   تمرين
يحتاج طفلكم المفعم بالحيوية والطاقة إلى طرق بناءة ينفّس من خلالها عن هذه الطاقة ويشبع حاجاته للحركة الدائمة. دعوه يركض في المنتزه أو الحديقة أو أي مكان تختارونه كلما كان ذلك ممكنًًا. وإذا كان في دور حضانة أو في صفوف الروضة فنسقوا مع المعلمة للحصول على حصته من الركض. لعلكم تفكرون في تسجيله في نادٍ رياضي يمارس فيه الرياضة بكثافة، لكن احذروا من أن يمارس طفلكم في سن مبكرة رياضة تؤثر سلبًا على نموه، أو تجعله يحرق وحدات حرارية أكثر مما يستهلك، الأفضل أن تنتظروا حتى يبلغ العاشرة من عمره لتدعوه ينخرط في نشاطات رياضية منتظمة. فالأطفال الصغار يحتاجون إلى الحرية ليجعلوا محركهم اليافع يدور من دون أن يلتزموا بفرق منظمة ورياضات تنافسية.
   علموه كيفية الاسترخاء
عندما يتعلم طفلكم كيفية الاسترخاء يخف نشاطه البدني ويتناقص شعوره بالحاجة إلى الحركة السريعة الدائمة. ساعدوه على أن يتفادى دفع نفسه بالقوة إلى القيام بالمزيد من الحركة بسرعة أكبر ووقت أقل. لتحقيق ذلك علموه بصوت هادىء وناعم يجعله يستكين أو قوموا بتدليك ظهره، أو التحدث إليه عن الاسترخاء والهدوء اللذين ينعم بهما جسده في هذه لحظات كهذه.
   اطلبوا المساعدة
استشيروا إخصائيًا ذا خبرة في هذا المجال لتحديد السبب الذي يجعل معدل نشاط طفلكم يتجاوز الحد الطبيعي، وبخاصة إذا كان هذا النشاط المفرط لديه يهدد صحته أو يؤذي غيره أو يؤثر سلبًا على نتائجه المدرسية.
   ما ينبغي تجنبه
   لا تعاقبوه
عندما يصطدم طفلكم المفرط النشاط بآنية الزهور المفضلة لديكم بطريقة عرضية، فتقع وتتحطم، خذوا نفسًا عميقًا وقولوا له:"أنا آسف لأنك اخترت أن تركض عوض أن تمشي. عليك الآن أن تتمرن على المشي بهدوء في المنزل، لأرى إن كنت قادرًا على ذلك. وبعد أن ينتهي التمرين  سننظف قطع الآنية المحطمة عن الأرض".
هكذا تستطيعوا أن تحققوا هدفكم المنشود، أي تعليم طفلكم المشي بدلاً من الركض في المنزل، وفي الوقت نفسه تعلمونه أيضًا احترام ملكية الغير وتحمّل مسؤولية أعماله.
   لا تحجزوه في الداخل
يحتاج طفلكم النشيط فرصة يومية للعب خارج المنزل، فإذا عاقبتموه باحتجازه في المنزل أو داخل غرفته فسوف تثيرون مشكلتين: الأولى هي أن نشاطه المفرط سوف يحتقن إلى حد الانفجار، والثانية هي أن طفلكم سيتعلم أن يكون مفرط النشاط داخل المنزل لا خارجه.
   لا تعتمدوا على الأدوية وحدها
الاعتماد على الأدوية وحدها لن يعلم طفلكم كيفية السيطرة على نفسه. استحصلوا على تقويم دقيق وكامل لحالة طفلكم من إختصاصي في هذا المجال له خبرة في علاج الأطفال مفرطي النشاط قبل أن تقرروا أي الوسائل العلاجية أو السلوكية ضرورية لتأمين وضع سليم ومريح لطفلكم.
 تابعونا على الفيس بوك
إقرأ أيضًا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق