عند الظهيرة اجتمعت
العائلة على طاولة الغداء، وضعت أم محمود سدراً من الأرز والدجاج المحمر وقطعاً من
الخبز المحمص تحميصاً حتى الاحتراق..
نظر محمود إلى الخبز
المحروق وأراد أن يعترض لكنه تراجع عن رأيه عندما رأى والده يضع الخبز المحروق في
اللبن ليلين قليلاً ثم يأكله دون أن يتكلم بأية كلمة تسيء إلى زوجته..
بعد قليل أخذت الأم تعتذر
لزوجها عن الخبز المحروق بسبب أعمالها الكثيرة وضيق الوقت.. فتبسّم الأب ابتسامة
حلوة وهو يقول بحب:
- لا تكترثي – يا زوجتي
الغالية- فأنا أحب – أحياناً- أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم.
عندما ذهبت الأم لإعداد
الشاي طلب محمود من والده – وهو يغمزه- أن يحدثه عن مشاعره وهو يأكل الخبز المحروق
بسعادة !!! فضمه الأب إلى صدره بحب وابتسامة رضا على محياه:
- يا ولدي الغالي.. تعلّم
أن الحياة مليئة بالأشياء الناقصة، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه.. علينا أن
نتعلم كيف نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية
مستديمة.. فالخبز المحروق قليلاً يجب أن لا يكسر قلباً جميلاً محباً أراد أن
يسعدنا دائماً.. فليعذر بعضنا بعضاً، وهذه هي السعادة الحقيقية..
أخذ محمود يد والده يقبلها
بعز ويقول:
- ما أروعك يا أبي!!!
مجلة الفاتح
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق