طفل في السادسة من
عمره، يضربه زملاؤه في المدرسة، فيبدو كأنه سعيد بذلك! يبتسم لهم في هدوء طالبًا
المزيد!! فهو لا يشعر بالألم ولا بالإهانة، كما أنه لا يستطيع الدفاع عن ممتلكاته،
حيث أن زملاءه يسلبونه أشياءه، لذا فإن أمه تشعر بالقلق، وهي تسعى جاهدة لإيجاد حل
لهذه المشكلة.
وبعد المتابعة تبين أن
هناك أمرين مهمين: إن أمه تضربه ضربًا شديدًا مبرحًا، فهي تتعامل معه باللَّكَمَات
أكثر من بالكلمات!! فلم يَعُد الضرب رادعًا له، ولم يصبح أمرًا مخيفًا يهابه،
ولعله ألغى قدرته على الدفاع عن نفسه، فقد اعتاد أن يكون دائمًا في وضع المتلقي
للضربات والركلات.
ليس معنى ذلك أن أمه
تكرهه، إنها تحبه، ولكنها عصبية، تظن أن العنف خير رادع له، فهي بقسوتها تسيء في
حالات الغضب، كما أنها تسيء إليه أيضًا في حالات الرضا، حيث تعطيه كل يوم وهو في
طريقه إلى المدرسة، الكثير من الحلوى والشوكولاته، مما يثير بعض زملائه ضده،
فتتطلع نفوسهم إلى ما في يده، وقد يدفعهم ذلك إلى محاولة الحصول عليه بالقوة،
وبذلك فإن أمه تحمِّله فوق طاقته، لأنها تعطيه مثيرات يعجز عن حمايتها.
هكذا نجد أن مثل هذا
الطفل، يعاني من إفراط في القسوة والحب، وكلاهما يحمِّله ما لا طاقة له به، لذا
فإننا ندعو أم هذا الطفل وأمثالها، أن تضبط انفعالاتها، فإن لم تفعل، ستجني مُرَّ
الثمر، أما الثمار الطيبة، فإنها تُروى بمزيج متوازن من الحب والانضباط.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق