الثلاثاء، 7 يناير 2020

• كيف تُجبِر نفسك على المذاكرة بجدية


هل تجد أنك تلجأ إلى التأجيل في حين أنك تعلم جيدًا أنه ينبغي عليك المذاكرة؟ هل أنت متأكد أنك لو استطعت فقط أن تلتزم بالمذاكرة أكثر من ذلك بقليل ستحصل على درجات مرتفعة؟ إن كانت إجابتك بنعم فاعلم أنك لست وحدك، فمعظم الطلاب يجدون صعوبة في المذاكرة من حين لآخر. اقرأ الخطوات التالية لتعرف كيفية التوقف عن التسويف وإجبار نفسك على المذاكرة بجدية.
أولاً: التغلب على عدم الرغبة في المذاكرة

1)    توقف عما تفعله وابدأ المذاكرة حالًا. دائمًا ما يكون من السهل أن تقول لنفسك مرارًا وتكرارًا: "سأبدأ المذاكرة بعد ساعة" حتى يضيع اليوم بأكمله. لكن إن أردت المذاكرة بجدية يجب ألا تسوِّف بعد الآن وتتوقف عما تفعله على الفور وتأخذ كتبك وأدواتك الدراسية لمكان هادئ وآمن وتبدأ في المذاكرة. لا تحاول أن تضلل نفسك بأن تحاول لعب آخر دور في لعبة من ألعاب الفيديو أو مشاهدة آخر برنامج من برامج التلفاز وهكذا. كلما أسرعت في البدء في المذاكرة، كلما انتهيت منها مبكرًا وأصبح لديك وقت الفراغ الذي تقوم فيه بما يحلو لك.
·       إن "البدء" في عمل أي شيء أصعب بكثير من "الاستمرار" في عمل أي شيء، لذلك بمجرد أن تهزم مقاومتك المبدأية للمذاكرة ستجد أن الاستمرار في المذاكرة أسهل بكثير.
2)    اجبر نفسك على المذاكرة بالكتابة والرسم أيضًا. يساعد الرسم على إضافة بعض المرح للمذاكرة، كما أنه يُسهِّل تذكُّر المعلومات. لنفترض مثلًا أنه يجب أن تتذكر الكثير من المعلومات المرتبطة بحرب أكتوبر عام 1973 فارسم بعض الرسومات التوضيحية عنها. واعلم أن أول عدة دقائق في المذاكرة هي الأهم لأن الدقائق الأولى هي التي تؤدي إلى استمرارك في المذاكرة أو النهوض لفعل شيء آخر وتركها، فإذا أردت أن تتجنب الاختيار الثاني فابدأ مذاكرتك بالكتابة على الفور حتى لو كانت الملاحظات التي تكتبها ليست دقيقة. ثم بمجرد أن تشعر أنك أنجزت شيئًا في المذاكرة (وإن كان إنجازًا صغيرًا) ستجد أن التوقف عن المذاكرة أصعب بكثير عما لو لم تحرز إنجازًا.
·       لا تنسَ أنه يمكنك دائمًا أن تعيد كتابة ملاحظاتك المبدئية أثناء المذاكرة لاحقًا إن وجدت أنها لا تساعدك على تذكُّر المعلومات.
3)    حفِّز نفسك. يلعب التحفيز دورًا هامًا في نجاح أو فشل جلسة المذاكرة، لذلك "تحمَّس" للمذاكرة في بدايتها وحافظ على حماستك طوال جلسة المذاكرة. إليك بضعة أفكار لتساعدك على الحفاظ على تحفيز نفسك لكن أنت فقط من يعلم أكثر الأشياء التي تحفِّزك:
·       استمع للموسيقى الحماسية وهو نوع الموسيقى التي قد تستمع لها قبل الأحداث الرياضية.
·       تحرَّك في حجرتك أو اقفز أو مارس الملاكمة وهكذا.
·       شاهد خطبة حماسية.
·       غيِّر مكان المذاكرة من حين لآخر ولا تسمح لنفسك أن تصل لمرحلة الملل من المكان المحيط بك.
4)    حدّد بعض المكافآت. إن معرفتك بأنك ستحصل على شيء ترغب فيه بعد انتهاءك من المذاكرة ستسهِّل عليك المذاكرة وتحفِّزك لها، لذلك حدد بعض المكافآت التي تحصل عليها بعد انتهاءك من كل جلسة مذاكرة لأن هذا الأمر يساعد على إنجاح عملية المذاكرة. لنفترض أنك ستكافئ نفسك بالحلوى فخصص بعض الوقت لتذهب لمحل بيع الأيس كريم وتشتري واحدة بعد أن تنتهي من جلسة المذاكرة بنجاح.
5)    خبِّر الآخرين بما تنويه بخصوص المذاكرة. اجعل الخجل هو محفِّزك عندما تفشل الحلول الأخرى، فأخبر أصدقائك وأفراد أسرتك أنك ستجتهد في المذاكرة وتحصل على درجات مرتفعة في الاختبارات القادمة. الخوف من إهمال المذاكرة ثم الحصول على درجات سيئة مما يجعلك تظهر بمظهر من لا يلتزم بكلمته أمام الآخرين سيُشجعك كثيرًا، وكلما اقترب وقت الاختبارات كلما شعرت بضغط أكبر تجاه المذاكرة، الأمر الذي سيُسهِّل عليك البدء في المذاكرة.
·       الأفضل من ذلك أن تخبر أصدقائك أنك ترغب في المذاكرة معهم، بهذه الطريقة ستجبر نفسك على المذاكرة في حضور أصدقائك الذين يساعدونك على الاستمرار في المذاكرة، أو إلغاء الموعد معهم. سيعرف أصدقاؤك في الحالتين إذا كنت قد ذاكرت أم لا.
ثانياً: تجنُّب ما يمكن أن يشتت انتباهك
1)    خصص وقتًا محددًا للمذاكرة. ينبغي أن تهب نفسك تمامًا للمذاكرة عندما تبدأ بها، لأنك إن قسمت انتباهك بين المذاكرة وبين شيء آخر مثل فيلم يُعرَض على التلفاز أو الرد على هاتفك المحمول أو القيام بمهمة ما لن تستطيع استذكار المعلومات. لذلك احرص على المذاكرة بفعالية بتخصيص فترة زمنية معقولة كل يوم من أجل المذاكرة ولا شيء غير المذاكرة.
·       تحتاج لتحديد جلسة مذاكرة واحدة أو عدة جلسات بناءً على كم المذاكرة الذي ينبغي عليك الانتهاء منه، والأفضل أن تخصص عدة جلسات حتى تعتاد على تخصيص جزء من يومك من أجل المذاكرة.
2)    إبحث عن مكان بعيد عن التشتت. للأسف يخصص الكثير من الناس الوقت لجلسات المذاكرة ليضيعون هذا الوقت عندما يسمحون للإلهاءات بتشتيت انتباههم عن المذاكرة. لذلك احرص على أن يكون المكان أو الغرفة التي تذاكر بها خالية من أي مصدر إلهاء كان يشتت انتباهك في الماضي. ويعني ذلك أنه سيتعين عليك إيجاد مكان هادئ وخاص ليس به تلفاز أو ألعاب فيديو أو أصدقاء تتحدث معهم أو إنترنت.
·       أما إن كنت ستحتاج إلى استخدام الإنترنت في المذاكرة لكنك تشعر بالقلق من أن تستخدمه في التصفح والألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي وهكذا فجرب أن تستخدم تطبيقات الإنتاجية أو إدارة المهام من موقع جوجل كروم لأن تلك التطبيقات تسمح لك بحظر مواقع معينة مؤقتًا بحيث لا تستطيع الدخول إليها أثناء المذاكرة.
3)    استخدم الموسيقى أو الضوضاء البيضاء إذا احتجت لذلك. أحيانًا ما يكون الصمت المطبق تشتيتًا في حد ذاته، لذلك إن كان هذا هو الحال معك فجرب أن تستمع للموسيقى أو للضوضاء البيضاء أثناء المذاكرة، فأحيانًا ما يكون للموسيقى تأثير إيجابي على البعض بحيث تشجعهم على التركيز عندما يكونوا ممن يميلون بطبيعتهم للشرود. ويستمتع البعض الآخر بالاستماع للضوضاء البيضاء أثناء المذاكرة، وهي عبارة عن أصوات هادئة من الطبيعة مثل هطول الأمطار أو تلاطم الأمواج، لأنها تسمح لهم بالاسترخاء والتركيز وتغطِّي على الأصوات الخارجية. المهم ألا يُلهيك ما تستمع إليه عن المذاكرة، لذلك إن وجدت نفسك تغني مع الأغنية بدلًا من التركيز على الصفحة التي أمامك فقد تحتاج لأن تغلق مُشغل الموسيقى، ولا تُشغِّلها إلا إذا شعرت أنك بحاجة إليها.
4)    لا تسمح لمصادر التسويف بالتمكن منك. قد تحتاج – إن كنت تفرط في التسويف – إلى أن تتخلص من كل مصادر التسويف من حياتك مؤقتًا أو حتى دائمًا. إن كنت تسوِّف بدء المذاكرة دائمًا بسبب اندماجك في ألعاب الفيديو فاترك ألعابك عند صديقك بمنزله أثناء العطلة الأسبوعية حتى تصبح لديك فرصة أكبر في المذاكرة. بالرغم من أن هذا أمر مؤلم إلا أن التخلص من جذور التسويف تستحق المعاناة لنتيجتها على المدى الطويل.
5)    مارس الرياضة وتناول الطعام واسترح قبل المذاكرة. يمكن أن تحبط الإلهاءات الجسدية من جوع أو إرهاق أو نقص النوم مجهوداتك في المذاكرة، مثلها مثل الإلهاءات الذهنية تمامًا. لذلك يجب أن تحرص على تلبية احتياجاتك الجسدية حتى تضمن أن تستطيع المذاكرة جيدًا، فتناول وجبات صحية ومتوازنة خلال اليوم ومارس بعض التمرينات الرياضية واحرص على أن تنال قسطًا كافيًا من النوم كل ليلة لأن الاهتمام بجسدك من خلال القيام بتلك الأشياء يمنح عقلك الفرصة لتتعلم معلومات جديدة بأفضل طريقة ممكنة.
أفكار مفيدة
ü   ذاكر الأجزاء الأساسية جيدًا وامدح نفسك عندما تجيب إجابة صحيحة، فالتعلم عملية مستمرة وليس غاية.
ü   كافئ نفسك بمكافآت صغيرة عندما تجيب عن الأسئلة الصعبة أو تقوم بمهام صعبة.
ü   ضع جانبك دائمًا كمية كافية من الأقلام الرصاص والأقلام الجافة وأدوات المذاكرة.
ü   اشترِ كتب المراجعة زهيدة الثمن لأنها تلخص النقاط الهامة في صفحات قليلة مما يجعل مراجعتها وتذكُّرها أسهل.
ü   اطلب من أحد والديك أن يجلس معك ويساعدك بالمذاكرة بأن يستمع لك تشرح له ما ذاكرته كي تتأكد أنك فهمت المقصود من الدرس، لأن هذا الأمر سيساعدك على الفهم عندما تتأكد أن شخصًا ما يستمع لك ويصحح أخطاءك.
ü   خُذ استراحات قصيرة بين جلسات المذاكرة، وحاول أن تقوم بتصفية ذهنك في تلك الاستراحات.
ü   صفِّ ذهنك تمامًا قبل المذاكرة ولا تفكر بشيء أو حدث يمكن أن يؤثر على مشاعرك أو يشغل تفكيرك.
ü   حاول أن تنظم أغراضك جيدًا لأن هذا الأمر سيجعلك تشعر بالهدوء وتركز أكثر.
ü   استخدم الصور وبطاقات الاستذكار والخرائط الذهنية والرسوم البيانية لتساعدك على أن تتذكر النقاط الهامة بكل موضوع.
ü   حاول أن تذاكر لمدة 3 ساعات كل يوم.
ü   لا ترهق نفسك بالمذاكرة، بل ذاكر بجدية ولو لفترة قصيرة.
ü   إن ممارسة الشيء تؤدي إلى إتقانه لذلك مارس المذاكرة جيدًا حتى تصل لمبتغاك.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا                           

الضمير وتنشئة الطفل

التوحّد عند الأطفال: التشخيص والخصائص المشتركة

كيف تُحفِّز وتُشجّع نفسك على الدراسة والمذاكرة

قصة وعبرة: الخادم النمام يوقظ بوق الفتنة

الاكتئاب: كيف تتغلّب على الاكتئاب

الرسوب في الامتحان: كيف تساعد وتدعم الطالب الذي رسب


للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق