قصة وعبرة

الجمعة، 4 يناير 2013

• السيف مصدر عزة العربي المسلم.. وكرامته



   لقد اعتز العربي القديم بسيفه اعتزازًا كبيرًا. ويعود ذلك لأن العرب كانت تعيش وسط صحراء مقفرة مليئة بالوحوش والقبائل المتحاربة لذلك كان لابد له أن يحمل معه سلاحًا يدافع به عن نفسه، وكان حريصًا دائمًا على صقله وشحذ طرفه ونصله وجعله متأهبا دائمًا. ولم يكن العربي يحمل سيفه فقط، بل كان أحيانًا ينام بجانبه أيضًا، ولذلك تحول السيف إلى دليل على العزة والكرامة. وقد سمي العديد منهم بأسماء السيوف مثل سيف الدولة وأبي سفيان السيوفي والسيفي.

          ولعل أشهر أبطال القصص الشعبية هو سيف بن ذي يزن ذلك البطل العربي الذي خرج من جبال اليمن ليحارب جيوش الفرس التي كانت تحتل بلاده.
          وأشهر السيافين هو "مسرور" الذي تروي عنه حكايات ألف ليلة وليلة، فقد كان الملك شهريار يأمره بأن يقتل كل ليلة المرأة التي يتزوجها، إلى أن جاءت شهرزاد وتزوجت الملك وأقنعته بأن يتخلى عن هذه العادة الدموية السخيفة، ويكتفي بسماع الحكايات بدلا من القتل. وعندما جاء الإسلام ازداد اعتزاز العرب بسيوفهم لأنها كانت وسيلتهم لقهر الأعداء وفتح البلدان ونشر دين الله. وقد اشتهرت العديد من السيوف في هذه المعارك مثل سيف "ذو الفقار" الذي كان يحارب به الإمام علي بن أبي طالب. وسيف "الوشاح" لذي كان يحمله الخليفة عمر بن الخطاب و"الاولق ذو القوط" الذي ظل مع خالد بن الوليد زمنا طويلاً ونجا من التكسير. وتتنوع السيوف حسب مصدر صناعتها. أشهرها هو السيوف اليمنية التي كانت تصنع في اليمن. وكانت أجود أنواع السيوف، والسيوف الهندية أو المهند، والسيوف الدمشقية التي ازدهرت في بلاد الشام أيام الدولة الأموية. وقد انتشرت هذه السيوف في كل بلاد الإسلام حتى جاء تيمورلنك واحتل دمشق ونقل معه إلى بلاده كل صناع السيوف المهرة.
          وللسيف في اللغة العربية أكثر من اسم مثل المهند والصمصام والحسام والبتار والمرهف والصارم. ولم يعد السيف أحد أدوات القتال الآن.. ولكنه تحول إلى الزينة أو إلى العاب الرياضة، ولكنه مازال تحفة فنية تثير الاحترام وتذكر بمصادر القوة في الأيام الماضية.  


إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق