هنا يا فادي سنبني قصرنا الكبير.
قال فادي: أوافقك الرأي يا أختي.. إنه
موقع مناسب وأرضه مستوية.
وللحال، أحضر فادي وميرنا حقيبة البحر وأخرجا
منها المجرفة والرفش والعربة والمكعبات البلاستيكية الملونة.
خط فادي حدود القصر، وصممت ميرنا منافذه
وأجزاءه، وابتدأ العمل:
حفرت ميرنا حفرة كبيرة، في موقع لا يبعد أكثر
من متر واحد عن نهاية انسياب الأمواج، وأخذت تنقل الرمل الرطبة منها.
تحفر.. ترفش.. تكدِّس فوق العربة، تجر العربة
إلى فادي، فيضعها في المكان المختار حسب تصميم القصر.
جهدا بفرح، وتصبّبا عرقًا، وتحمّلا دخول حبيبات
الرمل في عيونهما، لكنهما استمرا في العمل باندفاع، حتى تأسس
البناء، وأخذ يعلو شيئا فشيئًا. ثم شرعت ميرنا تجمع الأصداف الملونة من الشاطئ، بينما
كان فادي يتفنن في بناء الأبراج فكانت تعلو متماسكة جميلة، دقيقة الصنع. وأتت ميرنا
تلصق وتغرز الأصداف البرّاقة على رؤوس تلك الأبراج العنيدة.
بعد أن انتهى العمل من الأبراج والقباب وفتح
النوافذ والمطلات قالت ميرنا والبسمة مرسومة على وجهها: إنه حصين
كقلعة.
قال فادي: صحيح: ليتنا نعيش فيه، نرى السفن عن
بعد، ونسمع موسيقى الأمواج.
أضافت ميرنا: ونتمتع بحرارة الشمس ونتنسّم
الهواء النقي وننعم بالأمن والسعادة.
وسرح فادي وميرنا بأحلامهما العذبة لم يشعرا
كيف رافقا أبويهما للسباحة.
لعبا الكرة في الماء وضحكا، وسبحا بدواليبهما
المنفوخة. ولكن عندما خرجا من الماء، وجدا نهايات الأمواج تصل إلى
قصرهما، فأخذا بالصياح وحاولا بأقدامهما منع الأمواج من هدم أمنيتهما دون
جدوى.
وكانت القباب والأبراج تتساقط واحدًا إثر
الآخر، مع انسكاب دموع من عيون طفلين، لم يحسنا اختيار الموقع، ولم
يفهما أن قصرهما كان من رمال.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق