المكافآت
للمكافأة أثرها الطيب على
الطفل، بل ربما يطلبها نظير اجتهاده وتفوقه.
وبالمكافأة تستطيع تسييس
الطفل، والسيطرة على سلوكه، وتساعده كذلك في إلهاب حماسه وإعزاز وتنمية ثقته بنفسه،
وإشعاره بأنه مقبول اجتماعيًا، ومرغوب به.
وأعظم وأهم أنواع المكافآت هي:
المكافأة النفسية.. فالعناق والمديح والثناء الحار والتصفيق يسعد الأطفال، بل
والكبار أيضًا.
وإعلان إعجابك به والثناء عليه
خاصة أمام أقرانه وأصدقائه له أثر غير عادي على نفسيته، ويساعده على كسب الثقة
بنفسه وزيادة معدل إنجازاته.
وليس هناك أروع من أن تخرج مع
ولدك للتمشية أو للعشاء وتستمع منه إلى مشكلاته وأحلامه. إن تفهمك لمشكلاته على
بساطتها وأحلامه على غرابتها يؤثر في طفلك بشدة ويشعره بسعادة غير محدودة، وفوق
هذا فإن المكافآت النفسية تؤتي ثمارًا طيبة في فترة المراهقة، وتمهد الطريق لصداقة
بينكما في فترة معروفة بخطورتها واشتهارها بالتمرد والعصيان من قبل الأبناء.
وتأتي في المرتبة الثانية
المكافآت المادية؛ النقود.. الحلوى.. الألعاب.. مشاهدة التلفاز.
هذه كلها نماذج للمكافآت
المادية والتي لها أثر محمود في نفس الطفل، ولا يصح إغفالها كذلك.
ويجب كي تؤتي المكافأة أثرها
الإيجابي أن تكون حال إنجاز الشيء المراد إنجازه، كما يجب ألا نهمل المكافآت
النفسية لظننا أن الحلوى أو النقود هي كل مطلب الطفل؛ فالقبلة والحضن الدافئ هي
أثمن ما يعطيه الأب لطفله.
متى تكون المكافأة
خطرًا
احذر أن يعلق ولدك القيام
بمهمة معينة بالحصول على مقابل لهذا العمل، خاصة إذا كان هذا العمل من صميم
واجباته، كأن يقول: لن أذهب لإحضار كذا من "السوبر ماركت" إلا إذا سمحت
لي باللعب مع أصدقائي.
أو أن يرفض مثلاً الذهاب
لإحضار الجريدة فتقول له: اذهب وسأعطيك بعض المال.
فهذا يجعله لا يقوم بالعمل
المطلوب منه إلا إذا قبض الثمن، ويمحو من نفسه الإحساس بالواجب وضرورة إتيانه.
والأخطر أن يعمم الولد هذا
الأسلوب - أسلوب لكل شيء ثمن - على حياته المستقبلية، فيكون لديه حس مادي بغيض،
وربما يدفعه إلى سلوكيات مشينة كالرشوة وتقييم كل شيء تقييمًا ماديًا.
"وهنا تصبح المثوبة شرًا
خالصًا لا خير فيها؛ لأنها تعوق الإحساس بالواجب، الواجب الذي ينبغي أن يُعمل لأنه
واجب في ذاته لا لأن هناك أجرًا عليه. وهذا تعويق للنمو النفسي، وإفساده كذلك
للشخصية؛ ففي اللحظة التي يتحول فيها التشجيع -الحسي والمعنوي- إلى شرط للقيام
بعمل أو الكف عنه ينبغي أن يوقف التشجيع في الحال، ويلزم الطفل بأداء العمل أو
الكف عنه إلزامًا بغير أجر.. ولا بأس بعد ذلك من العودة إلى التشجيع بعد القيام
بالعمل المطلوب، وبعد أن تزول نهائيًا صورة الشرط سواء كان شرطًا مقدمًا أو مؤخرًا..
المهم هو الفصل الكامل بين أداء العمل الضروري وبين اشتراط للثمن المدفوع".
هذا ولا حرج أن تشجع ولدك
وترصد له المكافآت - المادية والمعنوية - في شيء ليس من واجبه القيام به؛ كتعلم
لغة أجنبية أو نيل ميدالية في رياضته المفضلة أو الحصول على مركز متقدم في
الاختبارات المدرسية.
لا شيء في هذا، ما دام العمل
غير تكليفي، بل ويستحب الثناء والمكافأة في هذه الحالة.
إقرأ
أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق