إن الطفل الذكي الموهوب هبة من الله جل وعلا، والتعامل معه يحتاج إلى طريقة
خاصة حتى لا تضيع موهبته، وقبل أن نتطرق إلى الطريقة المثلى للتعامل مع الموهوب
أحب أن أنوه لأمرين:
أولاً: المدرسة وإن كانت تمثل مؤشرًا إيجابيًا
على تفوق الطفل، إلا أنها لدى عدد غير قليل من علماء التربية لا يعبأ بها كثيرًا
في تحديد الطفل الموهوب أو العبقري، والتاريخ مليء بهؤلاء العظماء الذين كانوا
طلابًا فاشلين، فالعبقرية يمكن خلقها بالتربية المناسبة، وإن النظام التعليمي
الحالي لا يعلّم الأطفال كيف يكونون أذكياء.
ثانيًا: يجب أن نعلم أن كل طفل هو مشروع موهبة،
وأن اتساع العلوم الكونية والاجتماعية والإنسانية جعل دائرة الموهبة تتسع، وجعلنا
ننظر بنظرة أكبر إلى المواهب التي لم تكن تلفت النظر سابقًا، كالخطابة واللباقة
وفنون التفاوض والإقناع.
هذا وقد عدد المختصون بعض السمات التي
غالبًا ما تظهر على الطفل العبقري أو الموهوب، منها:
· بناء
الطفل لجملة مركبة، والبدء مبكرًا بالكلام مقارنة بأقرانه.
· سهولة
التعلم وسط ظروف مناسبة.
· استياء
الطفل من عدم الحصول على إجابات مقنعة وكافية.
· القدرة
على القراءة المبكرة أو النضج المبكر للقراءة قبل أقرانه.
· امتلاك
ذاكرة قوية وقوة ملاحظة للتفاصيل.
· الشغف
بالمعرفة، وطرح العديد من التساؤلات: كيف - لماذا - متى - أين.
· التفكير
بشيء منطقي لافت للنظر.
· الاستقلالية،
وربما تصل لعدم الامتثال بصعوبة.
· المرونة
والتكيف مع الأوضاع الجديدة.
· ممارسة
الألعاب التي تستند على الفك والتركيب والتحليل والربط أكثر من استخدام الألعاب
التي تستند على الحظ.
· إبداء
قدرة عالية على التعامل مع الألعاب التركيبية المعقدة.
· العمل
لفترة طويلة في مجال يهتم به.
· التمييز
المبكر بين اليمين واليسار.
· إدراك
مبكر لمفاهيم السببية، والقياس والحجم والوقت ومقارنة الأشياء مستخدمًا هذه
المفاهيم.
· امتلاك
ذاكرة مكانية قوية، والقدرة على تحديد الاتجاهات بدقة.
· العد
المبكر لأعداد فوق العشرة والعشرين.
· حل
المسائل الحسابية البسيطة بوقت مبكر.
كذلك يوجد عدد من الصفات النفسية
الإيجابية والسلبية التي يشترك فيها الموهوب والمتفوق نذكر منها أولاً الصفات الإيجابية:
· مهارة
في التعبير عن أفكاره ومشاعره.
· الإنجاز
السريع لما يطلب منه من أعمال.
· العمل
بعناية وضمير.
· حب
التعلم والاستكشاف، والسعي دائمًا وراء المعلومات، ودقة ملاحظة ما يدور حوله
واكتساب الخبرات من هذه الملاحظات.
· الحساسية
لاحترام مشاعر الآخرين واحترام حقوقهم.
· الاشتراك
في المنافسات، وإثراؤه لها بآرائه.
· سرعة
وإدراك العلاقات التي تربط الظواهر أو المشكلات بأسبابها، أو العوامل التي تؤثر
فيها.
· القدرة
الفائقة على استخدام مهارات القراءة، واكتساب معارف ومعلومات جديدة للإسهام في خلق
جو من المرح والبهجة وإسعاد الآخرين.
هذا بالإضافة لعدد من الخصائص النفسية
السلبية، منها:
·
السعي بإصرار للتحكم في المناقشات التي
يشترك فيها.
·
قلة الصبر أحيانًا في الانتقال من مرحلة
إلى أخرى في عمله وأنشطته.
·
إمكانية التهور بذكر ملاحظات كبيرة غير
قائمة على أساس سليم من المعلومات والخبرة.
·
احتمال تفضيل القراءة على حساب الأنشطة
الاجتماعية الأخرى، والتفاعل مع الآخرين.
·
معارضة أو تجاوز النظم والقواعد
والتعليمات أو المعايير.
·
المعاناة من إحباطات نتيجة غياب المنطق
أو تجاوزه في ممارسة الحياة اليومية.
·
احتمال الاندماج لفترات طويلة في أحلام
اليقظة التي تبعده عن الواقع المحيط به، وتحول بينه وبين التركيز والانتباه.
·
إمكانية الشطط والخروج عن الموضوع أثناء
مناقشة جوانب لا علاقة لها به.
·
الشعور بالملل بسبب التكرار والإطالة في
شرح قواعد أو بديهيات أو مفاهيم.
·
تجاوز الحدود في سرد النكات أو المرح.
·
مقاومة الالتزام بجدول أو نظام قائم على
الوقت وليس على العمل نفسه.
·
سرعة فقد الاهتمام بالأشياء أو
الهوايات.
·
أخطاء في الهجاء ورداءة الخط.
·
الاندماج في أنشطة حركية زائدة، مثل
الانتقال من عمل غير مكتمل لآخر، خاصة حين الافتقاد لمتنفس لطاقاته العالية في
أعمال تتصل باهتماماته، وتتحدى ذكاءه العالي.
·
المعاناة من اضطراب النوم والقلق.
·
الإحساس بالغرور وما يترتب عليه من عزلة
اجتماعية أو تهاون يؤدي للفشل في أعمال بسيطة.
هذا ويجب أن نعلم أنه ليس كل من تتوفر
فيه هذه السمات موهوبًا، وليس كل من لم تنطبق عليه الصفات غير موهوب. ولذا يعنينا
في هذا الأمر أن نعتبر هذه الصفات مجرد إشارة لإمكانية وجود موهبة لنسرع بتعهدها
ونسعى لاكتشاف المزيد منها؛ بل وغرس بعض ما يمكننا غرسه لإثمار الأداء المتميز.
ويجب أن تعلم - عزيزي الأب - أن
العبقرية لدى الطفل يمكن أن لا تساوي شيئًا إذا لم تتعهدها بالعناية، وقدرة الطفل
على الإبداع تزداد في الثالثة من عمره وتبلغ أوجها في الرابعة، وتنحدر عند دخول
المدرسة؛ نظرًا لطريقة التلقين التقليدية والبعد عن الإبداع في مدارسنا
الابتدائية.
فرعاية الطفل الموهوب وتقديمه وتوفير ما
يلزمه لتنمية ذكائه من كتب وألعاب وأسطوانات كمبيوتر شيء هام جدًا...
وهذه 10 وصايا تساعدك عزيزي
الأب في التعامل مع طفلك الموهوب:
1)
تشجيع الطفل على أن يلعب بألعاب الذكاء
وحل الألغاز، وإدراك العلاقات بين الأشياء.
2)
تعليمه القراءة الجيدة للكتب، ومساعدته
على اختيار الكتب الفكرية والعلمية التي ترقّي مستواه العقلي.
3)
تعليمه تكرار المحاولة كلما أخفق في
الوصول إلى نتيجة.. فإنه كما تعلّم المشي من خلال التّعثّر والوقوع يصل إلى نتائج
جيّدة من خلال تكرار التجارب المختلفة.
4)
إبعاده عن الضوضاء والمشاجرات وأفلام
العنف، وتهيئة البيئة المناسبة للتفكير والإبداع.
5)
توفير كميات من المواد الأولية والأدوات
التي تساعده على صنع بعض الأشياء عند الحاجة إليها.
6)
تعويد التحليل المنطقي والاستنتاج،
وتوقّع حدوث بعض الأمور بناء على تأمل المعطيات الجاهزة.
7)
تعليمه التفكير الموضوعي، وتدريبه على
تقويم الأحداث واكتشاف الميزات والعيوب.
8)
إشعاره بأننا مغتبطون بالنتائج التي وصل
إليها، وبأننا مساندون له في مشروعاته واهتماماته.
9)
تشجيعه على إقامة علاقات قوية مع بعض
الفتيان الصالحين المتفوقين والموهوبين.
10)مساعدته على إكمال دراساته العليا،
ومساعدته في تمويل البحوث التي يجريها.
دراسة حديثة:
في بحث غير عادي، قام د. Bloom وفريق من الباحثين باختيار 25 شخصية ذات إنجازات عالمية قبل سن 35
سنة في ستة مجالات، هي: الرياضيات البحثية، وعلم الأعصاب، والبيانو، والنحت،
والسباحة الأولمبية، والتنس. وقاموا بعمل مقابلات شخصية معهم ومع والديهم وبعض
مدرسيهم؛ للتعرف على صفاتهم والمؤثرات البيئية التي تعرضوا لها، والتدريب ومراحل التعلم.
والنتيجة المؤثرة التي توصل إليها دكتور Bloom هو الدور الفعال للأسرة وبعض المدرسين، وأحيانًا جماعة الرفاق في
مساعدة هؤلاء الشباب في أن يكونوا نجومًا عالميين.
"وأكد البحث أنه لولا توافر مساعدة
الوالدين والظروف المساعدة للتعلم على مدى يزيد عن 10 سنوات لن يصلوا لهذا
المستوى، والبحث كان يتوقع أن الموهبة قد ظهرت في هؤلاء الأبطال، ثم جاء التعهد
والرعاية لهذه الموهبة ليزيدها نضجًا، لكن المدهش أنه تأكد عكس ذلك؛ فقد وجد أن
التشجيع والإرشاد أتى أولاً، ثم ظهرت بعد ذلك موهبة الطفل! فهؤلاء الأبطال نشأوا
في بيوت يهتم الوالدان بهذه المجالات التي برعوا فيها، رغم عدم بروز أحد الوالدين
في هذه المجالات، فعازفو البيانو محاطون منذ ولادتهم بالموسيقى، والسباحون اعتادوا
على النزول إلى الماء وممارسة الأنشطة المائية، منذ سن 3- 4 سنوات، والرياضيون
كانوا يطرحون الأسئلة ويحاولون ربط الإجابات في علاقات منطقية. ويوضع د. Bloom أن كل هذه الصفات عادية لدى الأطفال، ولكن إرشاد المربي الواعي
وتعليمه ساعداه على تعلم المهارة بسرعة".
وأهم ما تفيده هذه الدراسة الحديثة هو
التأكيد على الدور البارز الذي يلعبه الوالدان والبيئة المنزلية في نمو الطفل،
وتأهيله كي يصبح بارزًا ومتميزًا في محيطه.
إقرأ
أيضًا
لا تهملوا
السنوات الأولى من تربية الطفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق