الاثنين، 22 أبريل 2013

• لا تهملوا السنوات الأولى من تربية الطفل



لا تهملوا السنوات الأولى من تربية الطفل وبالتحديد السنوات الست الأولى، وذلك لأن الخطوط العريضة لتربية الطفل تتكون خلال هذه السنوات التي يظن كثير من الآباء أنها سنين لعب وحسب، وهناك شبه إجماع لدى علماء التربية أن هذه السنين (التي تكون قبل المدرسة) هي التي تنشئ الخطوط العميقة في نفسية الطفل والتي تلقي بظلالها على بقية حياته؛ وفيها تتشكل ملامح وأسس السلوك الاجتماعي، الذي يظل ثابتاً طوال العمر.

ومع إكمال الطفل للسنة الرابعة من عمره تكون الأطر الفكرية والارتباطات العقلية له قد تكونت، وأن هامش التغيير والتبديل فيها مستقبلاً لن يكون كبيرًا. ورغم أن الغالبية العظمى للتعلم تحدث بعد سن الرابعة، فإن البنى التحتية والأساسية للدماغ التي يبنى عليها التعلم تكون قد تكونت، ويعني ذلك أن الأطر والبنى التحتية التي تتكون قبل سن الرابعة سيكون لها أثر أقوى على حياة الطفل في المستقبل.
لذلك وجب أن نَعْلم أن كل انفعال يمر في نفس الطفل، وكل تجربة يخوضها - تجربة سرور ورضا أو تجربة خوف أو انزعاج أو ألم أو قلق - تحفر مكانها أو تخط خطها في تلك الصفحة - نفس الطفل - حتى يتكون فيها في النهاية خط بارز واضح نتيجة تراكم التجربة وتراكم الانفعال.
بل إن هناك دراسة غريبة تزيد الأمر أهمية وخطورة تفيد بأن الإنسان يقضي من 30 إلى 40 سنة من عمره وهو يحاول التغلب على ما حمل من مشكلات وانطباعات خاطئة ومفاهيم سيئة في السنوات الخمس الأولى من عمره.
إن وسائل التعبير البسيطة لدى الطفل تجعلك كأب لا تميز شخصية ابنك أو تدرك أهمية تلك المرحلة في رسم شخصيته، لكنك يجب أن تعلم الآن أن طريقة تعاملك مع ولدك في هذه السن هي التي يتحدد على أساسها ملامح شخصيته.
إن في أبنائنا الصغار طاقة جبارة تتحرك في أنفسهم، إذا لم نعمل على تنشيطها وبث روح الإيجابية فيها تذبل وتشيخ.
وكم من مواهب قتلت لأنها لم تجد من يعتني بها، وكم من العقول ارتضت بأن تعيش بأسلوب روتيني قاتل لأنها اصطدمت في مقتبل حياتها بعقول بليدة لا تتطور ولا تسمح بالتطور!!.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق