للسعادة طرق متنوعة وأشكال مختلفة، ولا
يمكن لأي منا تحديدها بدقّة، أما التعاسة فبإمكانك تحديدها وخصوصاً عند الشعور
بها، وعند الوقوع في المشاكل السيئة، ولا تُعتبر التعاسة مزعجة لك وحدك، بل تشمل
المحيطين بك. وهناك دراسة تدعى "تيرمان" وتقول هذه الدراسة أن البقاء في
محيط مجموعة من التعساء يؤدي الى انخفاض معدل الاعمار والاضرار بالصحة.
أما السعادة وبحسب دراسة قامت بها جامعة "إلينوي"
الأميركية فإنها لا ترتبط بظرف معين في حياتنا.
وعند
إجراء استطلاع للرأي تم اجراؤه على مجموعة من الأثرياء تبين أنهم أكثر سعادة من
غيرهم بقدر ضئيل جداً، ومعنى هذا أن المال ليس هو مصدر السعادة ولا يمكن ربطه بظرف
معين مثل الغنى.
وعليه؛
فإن السعادة هي خيار مرتبط بالإنسان نفسه ولا ترتبط بظرف خاص في الحياة، وباختصار
شديد هي تعتمد على رؤيتك للحياة ونتاج عاداتك التي تمارسها.
وحسب
علماء النفس العاكفين على فهم موضوع السعادة فتبين لديهم أن 50% من سعادة المرء هي
رهن يدي الإنسان، أما الـ50% الأخرى فترتبط بالوراثة وبعض الظروف الخاصة في
الحياة.
العادات
لها وزن كبير في تحديد سعادتك، ولذا عليك أن تولي أهمية كبيرة لأفعالك وأقوالك
وطريقة تفكيرك حتى تتأكد أنها لن توقع بك في مشاكل كبيرة وتؤدي بك إلى الحضيض.
هناك
عادات نمارسها وتؤدي إلى التعاسة أكثر من غيرها، وفيما يلي 10 عادات تعتبر الأسوأ
وتؤدي الى التعاسة.
ربط السعادة بظرف مستقبلي
ومثال
هذا الأمر أن تقول في نفسك "سأصبح سعيداً عندما..."، ويعتبر ربط السعادة
بأمر مستقبلي مشروط من أسهل العادات التعيسة وأكثرها شيوعاً، وربما لو حققت مرادك
في التمني وربطت سعادتك بالغنى ربما لن تصبح عندها سعيداً إطلاقاً.
وعليه
يجب ألا نقضي أوقاتنا في انتظار تحقيق شيء ما لنكون سعداء، وإلا فإننا سنقع فريسة
هذا الربط، وستتحول حياتنا الى جحيم لا يطاق بالإضافة الى فقدان متعة اللحظة
الحالية وربطها بأمر مستقبلي.
بذلُ الكثير من الوقت والجهد في الحصول على الأشياء
حسب
معظم الأبحاث فإن الفقراء الذين يعانون ظروفاً حياتية صعبة تتحسن مستويات السعادة
لديهم بتحسن مدخولهم المادي، ولكن وبمجرد أن يزيد دخل الفقير عن حد اكتفاء سد
الحاجات الضرورية، يتغير الأمر وتزول كافة أسباب السعادة لديه.
والسبب
في هذا أن مطاردة المال والغنى في الحقيقة لا تجعل منك سعيداً، والمرجح أنك ستنقلب
إلى التعاسة، لأنك حصلت على ما تريد على حساب أمور أكثر أهمية في حياتك مثل الأسرة
والأهل والأصدقاء وممارسة الهوايات الخاصة.
البقاء في المنزل
يميل
الإنسان التعيس إلى تجنب الاختلاط، وهذا أكبر ذنب يقترفه الإنسان بحق نفسه، لأن
الاختلاط يحسن الحالة المزاجية للإنسان وحتى لو كنت لا تستمتع بمحادثة ومخالطة
الناس.
هناك
ظروف يمرّ بها الجميع نريد فيها الابتعاد عن المحيط، لكن يجب أن تكون شديد النضج
وتدرك أن هذا الأمر مُدمِّر للمزاج الإنساني، وهذا الامر يجعل منك شخصاً انطوائياً
تعيساً.
وهنا عليك أن تساعد نفسك على بالخروج من هذه القوقعة وعاشر الناس وخالطهم وستلاحظ
فرقاً في تحسن حالتك المزاجية.
النظر الى الذات كضحية
معظم
تصرفات الإنسان التعيس تأتي انطلاقاً من ظنّه بأنه لا يملك السيطرة على ظروف حياته
لصعوبتها، أي أن الحياة تزيد أوجاعه وهمومه ولا يستطيع فعل أي شيء حيال هذا الامر.
هذه
النظرة أو الفلسفة هي تعزيز شعور الإنسان بالضعف وقلة الحيلة تجاه الأمور
الحياتية، وبسبب هذا فإن الإنسان بهذه الفلسفة لا يتخذ أي خطوات حقيقية لتحسين
أمور حياته.
يجب
أن يدرك كل فرد منا بأنه ليس الوحيد الذي يتعرض للظروف القاسية، لكن الجميع يملك
قدرة السيطرة والتحكم بالذات والمستقبل والنظرة والرؤية للحياة والآخرين.
إذا
كنت تريد تحسين هذا الأمر وهو خيار، فما عليك الا اتخاذ الإجراءات الضرورية لذلك.
التشاؤم
يعتبر
التشاؤم مثل البنزين للنار، فهو الوقود الذي تتغذى منه التعاسة والحزن، والتشاؤم
يعكر المزاج ويحقق لك كافة الأشياء السيئة التي تتوقعها.
إذا
نظرت للأمور بعين العقل والمنطق فسوف ترى أن الحياة ليست بالسوء الذي تراه، تمعن
جيداً بالأشياء والوقائع والحقائق من حولك.
إذا
أردت التخلص من التشاؤم عليك التخلص من الأفكار المتشائمة أولاً.
التذمُّر
يعتبر
التذمر من الأمور التي تعكر صفو المزاج وتزيد من التعاسة لأنه سلوك وعادة تعزز
المعتقد السلبي بداخلنا، وكلما زاد التذمر زادت معتقداتك الخاطئة والسلبية وبها
ستزداد الأمور سوءاً أكثر فأكثر.
وهناك
خيط رفيع جداً يفصل بين التذمر كأمر علاجي والتذمر المدمر المؤدي للتعاسة.
إذا
كنت تبوح بالأشياء من أجل الشعور بالراحة فهذا أمر علاجي ومفيد وستشعر بالتحسن،
وإذا كنت تتذمر لمجرد التذمر فأنت ستنفر الناس من حولك وستحول نفسك لشخص تعيس.
الجدية أكثر من اللازم
نظرة
الإنسان للأشياء هي التي تحدد رؤية الأمور على حقيقتها، فالإنسان العقلاني
والمنطقي يرى النكسات حقيقةً وجزءاً مؤقتاً من الحياة وتزول بمرور الوقت، أما
التعيس فيراها شركاً نصبته له الحياة لتضيف المزيد إلى تعاسته.
وللتوضيح
أكثر إذا تعرض شخص ما لحادث سيارة أثناء عودته للمنزل، فإنه سيشعر بالانزعاج بسبب
هذا الامر، ولكن هذا الانزعاج سيزول لأن هذا الانسان يعطي الأشياء حجمها الحقيقي.
أما
إذا كان هذا الشخص الذي تعرض للحادث إنساناً سلبياً بطبعه، فإنه سيرى الحادث على أنه
دليل إضافي للتعاسة، فما هذا الحادث الذي أصابه إلا سلسلة في حلقة تشمل اليوم والأسبوع
والشهر والسنة وكل حياته، فيحكم على ذاته ونفسه بالفشل.
إن
وَضْعَ الأمور في نصابها وإعطاء الأشياء أهميتها الحقيقية وقيمتها التي تستحق هي
سبب ناتج عن الإدراك بأن هذه الأمور ليست نهاية المطاف ولا نهاية الحياة ولا يجب أن
تقود للتعاسة المطلقة.
إخفاء المشاكل
من
أهم الفروق بين التعاسة والسعادة هي الشعور بالمسؤولية تجاه التصرفات، فعندما
يرتكب الإنسان خطأً ما ويُقِرُّ به فهذا دليل على المسؤولية.
أما
إذا ارتكب خطأ وأخفاه لأنه يرى في المشاكل تهديداً محدقاً لحياته فهو يخفي الأخطاء
وتزيد الأمور سوءاً بتجاهل هذه الأخطاء.
عادة
ما يتم إخفاء المشاكل لأن الانسان يشعر بأنه ضحية الظروف فهو يشعر بالعجز للقيام
بأي شيء حيالها، فيكبل يديه بالعجز.
عدم التحسن
الإنسان
التعيس المتشائم يشعر في معظم الاوقات بعدم السيطرة على مجرى حياته، ويميل للبقاء
في نفس الوضع ونفس الظروف، وينتظر من الحياة أن تقوم بفعل ما لتتحسن ظروفه.
وبدلاً
من وضع الأمور في نصابها الصحيح وتحديد الأهداف التي يرجو تحقيقها والتعلم من
الأخطاء التي ارتكبها، فإنه يركن إلى الحياة لتقوم بهذا الفعل بدلاً منه، والنتيجة
الحتمية؛ مزيداً من التعاسة لأنه لا يعول على نفسه.
والأدهى
والغريب أنه في نهاية المطاف يتساءل لماذا لا تسير الأمور على ما يرام، ولماذا لا
تتحسن وتتغير الأمور نحو الأفضل؟
تقليد الآخرين
هناك
تناقض شديد بين السعادة من جهة وبين الحسد والغيرة من الآخرين من جهة أخرى.
إذا
كنت من الأشخاص الذين يحبون عمل مقارنات بين نفسك والآخرين، فقد آن الأوان للتوقف عن
هذا الأمر.
تقول
إحدى الدراسات أن الناس لا يمانعون أن يجنوا القليل من المال بشرط أن يطبق هذا
الامر على الجميع، هذا الأسلوب في التفكير خطير جداً ويجعلك تعيساً وله أثر عكسي
على مجرى حياتك.
وفي النهاية ولتلخيص بعض الأمور الهامة فإننا
نقول أن تغيير عادات الإنسان في سبيل البحث عن السعادة هو أفضل ما يمكنك القيام به
لتحقيق السعادة، والسعادة لا تقف عندك فقط، بل أنت تنثرها على المحيطين بك،
وستتحول حياتك للأجمل والأفضل.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق