بينما صافي جَالسًا ينتظر
مِدفَعَ الإفطارِ وإذْ به يسمع صوتَ دويِِّ عالٍ، أسرَعَ نحو الصوتِ فإذا بها
سيّارة قد انفجر إطارها على بُعْدِ أمتار مِنْ دارهم.
نظرَ صافي إلى السيارة
المُعَطلة واطمأنَ على مَن بداخلها، كانَ بداخلها رجلٌ وزوجته وأطفاله، شَكرهُ
الرجلُ على اهتمامهِ وأخبرهُ أنَّ الإطارَ انفجرَ لحَرارة الجَو الشديدة وأخبرهُ
أيضا أنه كانَ مُسرعا ليَصِلَ داره مُبكرا قبلَ أذانِ المغرب.
وهنا قال صافي: تفضل يا
عمّاه أنت وأسرتك للإفطار معنا.
حاولَ الرجلُ أن يعتذرَ
ولكن معَ إصرارِ صَافي قَبِلَ الدعوةَ هو وأسرته واتجهَ مع صافي نحوَ دارهم.
طَرقَ صافي البَابَ
واستأذنَ والدته في إدخال الضُيوف، رَحَّبت الأمُ بالضيوفِ وفتَحَت لهُمْ حُجرَة
الضِيافة.
وهنا قال صافي: سأستدعي
العمَّ ماهر ليُصلِحَ السيارة.
جَلسَ الضيفُ وزوجته
بينما أطفاله يلعبونَ مع سارة، أخذَ الرجُلُ وزوجته ينظرانِ إلى الدارِ فبرغم
بساطتها فإنّها نظيفةٌ وأنيقةٌ ومُرَتّبة والهواءُ يأتيها مِن كُل مَكانْ.
قالَ الرجلُ: انظري يا
زوجتي العزيزة الى الجو الصحي في هذا المكان البسيطْ.
قالت أمُ صافي: يا
سارة أمسِكي الدَجَاجة لنذبَحَها للضيوفِ لنقدمها لهُم على الإفطارْ.
قالت سارة: يا أمي
ليس عندنا غيَرها وهي التي نأخذُ منها البيضْ.
قالت الأم: ألا تعلمن
أنَّ رمضان كريم ويُحبُ كلَّ كريم؟
وعلى الفورِ جَهّزت
الأمُ طعامَ الإفطارِ وأعَدّت المائدةَ وهَمَست لِصِغارها: دَعُوهُم يُفطرونَ
وسَنُفطرُ نحنُ على بعضِ التَمرْ.
انطلقَ مِدفعُ الإفطارِ
وجَلسَ الضيوفُ يأكلونَ الدجَاجةَ الوحيدةَ التي وضَعتها أم صافي أمَامَهُم، بينما
ظلت الأم ُتأكل مع صغارِها بعضَ التمرِ، وفجأة خرجَ الضيوفُ ليجدوا هذا المَشهد
أمَامهم، شعروا حِينها بأنَّ هذه الأسرة البسيطة ممن يؤثرونَ على أنفسهم ولو كان
بهم خَصَاصة، فهم قدموا لهم كل ما لديهم ليكونَ وجبة إفطارٍ شهية، لم ينبس الرجلُ
وزوجته ببنت شفة، بل شكروهم على حُسنِ ضيافتهم واستقلوا سيارتهم وواصلوا طريقهم.
اقتربَ العيدُ وإذ بسارة
وصافي يطلبان من أمهما ملابسَ العِيد، سهرت الأم تفكر مِن أينَ تأتي لهُم بنقودٍ
لتشتريَ لهُم ثيابَ العيدِ، ليسَ مَعها مال يكفي، فهُم فقراء، وأثناء تفكيرها إذا
بالبابِ يَطرق، أسرعت الأمُ تفتح البابَ فإذا بالرجل وزوجته يقفانِ على البابْ.
رَحَّبت بهما أمُ صافي
وَدَعَتهما للدخولِ وكانت المُفاجأةُ عظيمة حين وجَدتهما يحملانَ العديدَ مِن
الهدايا لها ولِصغارها، حاولت الأمُ أنْ تمتنع عَنْ قبول الهدايا، إلا أنهما
عَاتباها بِشدة على هذا وأخبراها أنَّهم لم يترددا مِن قبلِ في قبول دعوتها
للإفطارِ فكيفَ ترفض هَديّتهم؟
شَكرتهما أمُ صافي وبعدَ انصرافهما أخذتْ تفتحُ
الهدايا.. لمْ تُصَدِّق عيَنيها.. لقد أحضرا فستانا جديدا لابنتها سارة وثوبا
أنيقًا لابنها صافي والعديد من الهدايا الجميلة، وهنا رَفعت الأمُ عينيها إلى
السماءِ وهي تقول في إيمان: حقا.. رمضان كريم.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع
تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات
معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق