في
فصل الشتاء البارد، كانت إحدى السحب تجوب السماء، وهي تحمل في باطنها قطرات من
الماء، تنتظر أن تسقط من السماء إلى الأرض على هيئة مطر يحييها بعد موتها، وتسعد
به جميع المخلوقات.
قالت
قطرة الماء الصغيرة لنفسها بسعادة: قريبًا سأصبح حبة مطر كبيرة، ولكن الآن يبدو
أنه لا عمل لدَّي، فالسحابة لم تمتلئ تمامًا بقطرات الماء، ولم تتحول بعد إلى
اللون الرمادي الداكن، فالشمس ساطعة اليوم، ولا توجد غيوم حولنا. فلا بأس إذن أن
أقضي وقتي في الراحة والتأمل، وأنا في إجازة.
مرت
الأيام والسحابة تشق طريقها في السماء، وقد تجمعت فيها قطرات الماء التي اختزنتها،
فاكتسبت لونًا رماديًا داكنًا، وأصبحت في حاجة لأن تفرغ حمولتها الثقيلة من الماء.
عندئذ
قالت قطرة الماء لنفسها: لقد مرت أيام الراحة سريعًا وامتلأت السحابة عن آخرها.
وأظن أنها ازدحمت بنا، ولن تستطيع حمل المزيد منا، وإنه حان وقت سقوطنا على الأرض.
وتوجهت بحديثها إلى قطرات الماء: هيا يا صديقاتي استعدوا، فبعد دقائق قليلة سننزل
جميعًا على الأرض ونفترق. وأقترح أن تتمنى كل واحدة منا أمنية، وإذا التقينا في
الشتاء القادم بإذن الله.. نحكي لبعضنا عن تلك الأمنيات.
قالت
حبة المطر الأولى: أنا أحب اللعب، لذلك أتمنى أن أسقط فوق الأطفال الذين يحبون
المطر، فيلهون بي، وألعب معهم.
قالت
حبة المطر الثانية: وأنا أحب النظافة، وأتمنى أن أسقط فوق الأشجار المتسخة،
فأغسلها، ويظهر لونها الأخضر الجميل.
بينما
تمنت حبة المطر الثالثة أن تسقط فوق الصحراء لتمتلئ بها الينابيع،
ويشرب منها الجمل المسكين الذي دائمًا يتحمل العطش، إنها تحب الجمل.
وتمنت
حبة المطر الرابعة أن تسقط فوق البحر، إنها تحب ركوب الأمواج، والقفز معها عاليًا،
فهي تحب المغامرة.
أما
حبة المطر الخامسة فقد تمنت أن تسقط على كف طفلة صغيرة، ذات عينين سوداوين
لامعتين، فتندهش، وتسأل والدها: من أين يأتي المطر؟
وهكذا
أفصحت حبات المطر عن أمنياتها، وأتى الدور على حبة المطر الصغيرة فقالت: أنا أحب
الحياة، وأحب النبات. وأحلم منذ زمن بعيد أن أكون سببًا في منحه الحياة.
كانت
السحابة الرمادية الداكنة قد أصبحت غير قادرة على التجول في السماء أكثر من ذلك،
وعلى الفور ألقت بحمولتها، وسقطت حبات المطر متتابعة وسريعة، وتعالت صيحاتها
الفرحة وهي تتسابق للوصول إلى الأرض.
وبينما
كانت حبة المطر الصغيرة في طريقها، شاهدت أصيصاً به نبتة فول جافة، موضوعاً على
حافة نافذة صغيرة مضيئة. قالت حبة المطر: إن نبتة الفول هذه بحاجة إلي، لقد جفت
أوراقها تمامًا وأوشكت على الهلاك، يجب أن أسرع إليها لأنقذها. وبمجرد أن سقطت حبة
المطر في الأصيص، دبت الروح من جديد في نبتة الفول، وترعرعت واشتد عودها، وعادت
إليها الحياة.
في هذه اللحظة دخلت البنت
الجميلة صاحبة الأصيص إلى حجرتها، نظرت إلى النافذة ورأت نبتة الفول التي زرعتها
ونسيت أن تسقيها قد استعادت لونها الأخضر من جديد. مدت يدها خارج النافذة لتبللها
بحبات المطر المتساقطة وهي تقول: حمدًا لله على نعمة المطر. في هذه اللحظة أدركت
حبة المطر الصغيرة أن الله قد حقق لها أمنيتها، وجعلها سببًا في نماء حبة الفول،
وإسعاد هذه البنت الجميلة.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع
تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات
معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق