الأربعاء، 25 يونيو 2014

• لا تقارن ابنك بالآخرين، فستدمره دون أن تدري


"ليتك كنت متفوقًا كابن عمك، فقد أحرز الدرجة الأولى في صفه"، "ليتك كنت فقط كأختك! هادئة دائمًا وتلميذة مجتهدة، إنها لا تسبب لي المشاكل أبدًا. أما أنت! فلا أدري من تشبه ومثل من تتصرف". هذا ما يقوله كثير من الآباء أو الأمهات لأبنائهم، فما هي الأسباب التي تدفع الأهل إلى مثل هذه المقارنات، وما هي المخاطر النفسية التي يتعرض لها الطفل عند مقارنته بالآخرين؟

هل نصر على مقارنة أولادنا بالآخرين لأننا نعتقد أنها طريقة لتحفيزهم حتى يتحسنوا؟ أو ربما لأن هذا ما فعله أهلنا معنا؟ في الأيام السابقة كانت العادة أن يركِّزوا على الولد البكر ليرضوا فكرة الأهل عن الولد المثالي، ولأن العائلات كانت كبيرة فيها عدد كبير من الأولاد.
كل ما كان عليهم قوله للأولاد الأصغر سنًا: «اتبع خطى أخيك البكر». هذا قول سهل، عملي ولكن المشكلة الوحيدة أن البكر كان يكبر كصورة مصغرة عن الراشد وكان عليه أن يتحمل مسؤولية أن يكون كاملاً من أجل إخوته وأخواته. ومما لا شكّ فيه أن إخوته كانوا يمتعضون ويستاؤون منه.
"أتمنى أن تكون مجتهداً كأخيك" هذا ما علّق به الأستاذ وهو يتحدث إلى التلميذ في أول يوم مدرسي له. «كان أخوك يدرس بجد ويحسن التصرف.. وأتوقع منك الشيء ذاته». دخل التلميذ إلى الصف وهو يجر نفسه جرًا لأنه سيبدأ عامه الدراسي وهو يحمل عبئًا كبيرًا، هل يستطيع أن يكون مثل أخيه؟
عندما تتم مقارنة الولد بولد آخر، يتلقى هذه الرسالة:
"اسمع، أنت لا تملك أي قيمة بحدّ ذاتك. ولهذا يجب أن تقارن نفسك دائمًا بالآخرين، تلك المقارنة هي التي تجعلك تحدّد قيمتك الفعلية"!
الولد الذي ينشأ وهو يُقارن بالآخرين، يتعلم أن يقوّم نفسه ويزنها مقارنًا إياها بالآخرين. وهذا يخلق شعورًا بعدم الأمان: "أنا الآن جدير بالاحترام أكثر من أي شخص آخر ولكن هل سأظل غدًا الأفضل؟"
تضعنا المقارنة دائمًا تحت أو فوق الآخرين درجة: "أنا أفضل من...، أنا أسوأ من...؟"
يرتبط شعور الولد الذي يقارن بالآخرين بحاجته إلى أن يكون محبوبًا،
فإذا اعتقد الولد أن عليه أن يكون الأفضل حتى يحبه والداه، فسيبذل قصارى جهده حتى يريهما أنه يستحق حبهما. وإذا كان المطلوب حتى يحقق هذه الغاية، أن يحطّ من مكانة إخوته بحيث يسقطون من عيون أهلهم، فسيفعل ذلك، حاجته إلى الحب والقبول هامة جدًا بالنسبة له، وإذا كان عليه أن يخونهم ليحقق هذه الحاجة فلن يكون لديه خيار آخر غير هذا. الواقع أن هذه هي الطريقة التي تؤدي إلى تقويض العلاقة بين الإخوة والأخوات. تبدأ المنافسة ليحصل الرابح على حصة الأسد وليصبح المحبوب الأول من أهله.
عندما نعلِّم أولادنا من خلال المقارنة فإننا بذلك نفسخ العلاقات التي يجب أن تتواجد بينهم محولين إياها إلى علاقات قائمة على الحسد والغيرة والخيانة.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا

للمزيد

حدوثة قبل النوم

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق