عاد رجل أعمال شاب إلى
غرفته بالفندق، أراد أن يستريح بعد عناء يوم طويل، فلم يبقَ له في تلك المدينة سوى
يوم وليلة، استقبل مكالمة هاتفية، فنهض مسرعًا، وألغى حجز اليوم الباقي له، وقرر
العودة إلى مدينته ليلاً، كانت تلك المكالمة من ابنته الصغيرة، البالغة من العمر
خمس سنوات، اشتكت له أمورًا أزعجتها في غيابه، وطلبت منه العودة، فاستجاب لها .
قال لي هذا الأب: إنه لا
يؤخر لها طلبًا، ولا يرجئ لها أمرًا، فإذا أرادت أمها أن تلزمها بأمر، فلا تستجيب
لها، فإذا هددتها أنها ستخبر أباها، تقول بعدم اكتراث: أبي يحبني .
سألته: هل تؤدي واجباتها
المدرسية؟ قال: تفعل ذلك حسب هواها، بل أن معلمتها تشتكي منها .
قلت له: جميل أن تحب ابنتك،
ولكن هذا الحب لا بد أن يكون ممزوجًا بالحزم، فهي تفعل الآن ما تهوى، وما تهواه
سوف يتغير ويتطور مع مراحل عمرها، وستحتاج أن تقول لها: "لا"، فلا بد أن
تتدرب على الامتثال، وأن هواها ينبغي ألا يتجاوز القيم والضوابط التي ترتضيها
الأسرة لأبنائها وبناتها، بل ينبغي أن تنشأ ملتزمة بهذه الضوابط، فلا تتعداها، دون
أن تأمرها وتنهاها .
كذلك حينما نسرف في تدليل
أولادنا، فلا نؤخر لهم طلبًا، فإنهم سوف يجدون أنفسهم في صدام مع المجتمع الخارجي،
لذا ينبغي أن نؤهلهم لحسن التعامل مع المجتمع، كي لا تتحول العلاقة مع هذا المجتمع
إلى عداء أو تؤدي إلى إنسحاب وانزواء، وشعور بالغربة يؤرقهم، ويفسد حياتهم .
تابعونا على
الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب
والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص
للأطفال
إقرأ
أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق