من المشكلات التي تعيق
التعلم غياب أو ضعف شعور الطالب بالمسؤولية تجاه تعلمه، والأدهى من ذلك أن نجد
معلماً يعاني من نفس المشكلة، فماذا تنتظر أن تكون النتائج من ضربتين على الرأس؟
هناك إستراتيجيات حديثة
تسعى إلى إكساب الطالب إحساسه بالمسؤولية والالتزام ومن أهمها إستراتيجية التعلم
بالتعاقد (Learning By Contract LBC) ويمكن من خلالها التعبير عن التزام الطالب أو مشاركته في
التعليم، حيث تُحمّل الإستراتيجيةُ الطالبَ مسؤولية تعلمه وأنماطها، ومن ثم اتخاذ
القرار بشأنها، وذلك بالتعاون مع المعلم، وهي تأخذ شكل التفاوض يتوصل الطالب من
خلاله لقرار بشأن تعلمه، ومن ثم يُحرر به عقد أو وثيقة مكتوبة تتضح فيها أبعاد
الاتفاق بدقة بين المعلم والطالب، بحيث يلتزم الطرفان بعناصر هذا الاتفاق في أثناء
المرور بالخبرة التعليمية.
ففي هذه الإستراتيجية يتم تقاسم مسؤولية
التعليم والتعلم بين المعلم والمتعلمين ومقاربة تشاركية تعاونية عبر الاتفاق
الصريح والواضح والمكتوب على الالتزام بأداء مهام أو تنفيذ مشاريع معينة. كما أنها
تطرح بدائل تربوية للعقاب بكافة أنواعه، وإيجاد حلول المشكلات الصفية التي يصادفها
المعلمون في فصولهم الدراسية.
وتتسم صيغة أو إستراتيجية التعلم بالتعاقد
بعدد من الخصائص ومنها:
التفاوض:
عملية يشترك فيها المعلم والمتعلم لتحديد صيغة ملزمة للطرفين (المعلم والمتعلم)
وصولاً لتحقيق أهداف تعليمية محددة
العقد: التزام نصّي مكتوب،
بناء على اتفاق مشترك بين المعلم والمتعلم، يضم: الأهداف، المحتوى، الأنشطة، طرائق
التدريس، مصادر التعلم، أساليب التقييم، الشروط الجزائية.
خصائص التعلم بالتعاقد:
تتسم صيغة أو استراتيجية التعلم بالتعاقد
بعدد من الخصائص يمكن إيجازها فيما يلي:
1) الإلزامية:
حيث يتحمل فيها الطالب أعباء تعلمه، وتلزمه بتحقيق الأهداف التي يسعى لتحقيقها،
وهذا الإلزام في إطار من الحرية في اختيار المواد والوسائل والطريقة التي يحب أن
يتعلم بها، كما أنها إلزامية للمعلم من حيث وجوب تقديم المساعدة والمواد والوسائل
التي يتعلم الطالب من خلالها.
2) وضوح الأدوار:
فهذه الاستراتيجية تحدد ملامح عمل كل من الطالب والمعلم بدقة، وأدوار كل منهما في
سبيل تحقيق الأهداف المنشودة، وهو ما يتضح بدقة من خلال العقد المبرم بين الطرفين،
وبذا يكون التعلم بالتعاقد من صيغ التعليم التي لا تهمل دور المعلم بل تزيده
فاعلية، وتوجهه إلى الوجهة التي تحقق له ولطلابه الاستقلالية في التعلم.
3) تنوع مصادر التعلم وطرقه
وأساليبه: فهذه الاستراتيجية تعتمد على إطلاق حرية
الطالب في اختيار ما يراه مناسبًا له من مصادر التعلم وأساليب التعلم وطرائق
التدريس لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ولذا فإن تنوع هذه المصادر والطرق
والأساليب والوسائل ضرورية لإتاحة بدائل أمام الطالب للاختيار والتفاوض حولها.
4) المرونة:
حيث إن هذه الاستراتيجية هدفها تحقيق أهداف التعلم ومراعاة مصلحة الطالب، وقدراته،
مع مراعاة أن الطالب قد لا يكون لديه الوعي الكامل بمصادر التعلم وخصائصها، فإن
هذه الصيغة تتيح أمام الطالب حرية تغيير البدائل التي يختارها لتعلمه في مرونة
تسمح له بتحقيق الأهداف، وذلك بتوجيه وإرشاد من المعلم.
مراحل استراتيجية التعلم
بالتعاقد:
تمر استراتيجية التعلم بالتعاقد بمراحل
ثلاثة، يتفاوض فيها المعلم مع المتعلمين، ويمكن إيجازها على النحو التالي:
1) مرحلة الاندماج
(Engagement) وفيها يدرك المتعلمون الصورة العامة لما
سيدرسونه وما هو مطلوب منهم تعلمه والقيام به، ويعني ذلك أن يدرك المتعلم الأهداف
التي يسعى لتحقيقها، وتتضمن هذه المرحلة تفاوضاً بين المتعلمين بعضها بعضاً.
2) مرحلة الاستكشاف
(Exploration)
وفيها يستكشف المتعلمون المسار الذي سيتحركون فيه عبر الموضوعات والمكونات
الفرعية، كما يتعرفون مصادر التعلم المستهدفة مثل: الكتاب المقرر، أو الأقراص
المدمجة، أو مواقع الإنترنت، أو التجارب المعملية...، ويحددون الخطوات وبدائلها
التي يمكن أن يسيروا فيها لإنجاز المتوقع منهم.
3) مرحلة التأمل
(Reflection) وفيها يتأكد المتعلم من بلوغه النتائج
المستهدفة وأنه تعلم ما هو متوقع منه، وأن يعي جوانب الاستفادة مما تعلمه، كما
يتجاوز ذلك إلى تعرف تحديات جديدة يثيرها لما تعلمه؛ فتنمو لديه الدافعية الذاتية
للتعلم المستمر لترسيخ مبدأ "ماذا بعد".
اقرأ أيضاً
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق