الإدارة الصفية
مما
لا شك فيه أن العملية التعليمية وطريقة توصيل المعلومات إلى الطلاب، إن في المدارس
أو الجامعات هي علم وفن. فلا يكفي أن يكون المدرس متفوقًا في مادته التدريسية
ليكون ناجحًا في إدارة الصف، فجهد المعلم مهما كان كبيرًا، وعلمه مهما كان مميزًا
لن يؤثر في طلابه ما لم يكن هؤلاء الطلاب جاهزين لاستقبال المعلومات، وذلك من خلال
ضبط وإدارة الصف. وللوصول إلى إدارة صفية ناجحة، إليك عزيزي المعلم سلسلة من سبعة
مقالات تحتوي على أفكار معروضة بطريقة مبسطة تساعدك في ضبط صفك.
ألمقال الأول: إعرف طلابك
· إعرف أسماء طلابك
إعرف أسماء طلابك واحفظها جيدًا. وإذا كانت لديك مشكلة في حفظ الأسماء، يمكن كتابة أسم كل طالب على ورقة توضع أمامه، بحيث يمكنك رؤيتها كلما نظرت إلى الطالب. ويمكنك أن تعمل مخططًا للصف يمثل أسماء الطلاب مع أماكن جلوسهم لكي يساعدك على التذكر. ويمكنك الاستعانة بكتاب "ماذا كان اسم فلان يا تري" للمؤلف "كريكور شتاوب" ضمن سلسلة "الذاكرة القوية".
· إعرف اهتمامات طلابك:
فالطالب يسكت ويصغي جيدًا للمواضيع التي تثير اهتماماته. وهذا يساعدك على اختيار المواضيع والوسائل المثيرة لهم وعلى اختيار الأمثلة التي تجعلهم متابعين لك في الصف، مما يثير لديهم الحافز الخارجي الذي يساعد على الإصغاء للمدرس والمشاركة في الحصة التعليمية. ويمكنك التعرف على ميول الطلاب من خلال استبانة تطبقها عليهم في بداية العام الدراسي حول اهتماماتهم وهواياتهم.
· إعرف أهداف طلابك في الحياة:
فمن خلال ذلك يمكنك أن تربط بين موضوع الدرس وأهداف الطلاب، وأن تختار الوسائل التي تتوافق مع أهدافهم وبذلك تعمل على إثارة الحافز التعليمي لديهم، وخاصة الحافز الداخلي الذي هو أقوى وأبقى من الحافز الخارجي.
· عزّز الطالب في الوقت المناسب:
فغالبًا ما يكون الطلاب المشاكسون ضعيفي الثقة بالنفس، ويشعرون أن ما يقومون به ليس له قيمة أو فائدة. وعليك عزيزي المدرس أن تظهر تقديرك لأي جهد يبذله الطالب وأن تبين له أهمية هذا الجهد في حياته وحياة الآخرين مثل حضوره للمدرسة، إحضاره لأدوات المدرسة، انضباطه داخل الصف، نظافته، مشاركته لزملائه في عمل ما، كتابته لواجباته البيتية، فضلا عن مشاركاته في الدرس ولو كانت قليلة. وعليك ان تغتنم فرصة نجاحه وتعززه. فلو أن طالبًا يمتنع عن القيام بواجباته البيتية لعدة أيام تم لاحظت بأنه أنجز واجبه في إحدى المرات، قم على الفور بالثناء عليه أمام رفاقه، فقد يكون هذا التصرف منك عاملاً مهمًا في تعديل سلوكه. وحاوك أن تكرر تعزيزه، لأنه مع التكرار سيترسخ مفهوم قيمة عمله ويشعر به في داخله مما يدفعه للعمل.
· التحلي بروح الدعابة:
إن الجدية بأسلوب المعلم مطلوبة ولكن ليس إلى حد التسلط والقسوة، فالطالب لا يمكن أن يتابع المعلم إذا كان مجبرًا على ذلك، لأنه حتمًا سينفجر فوضىً وحركة عند خروج المعلم أو عند دخول معلم متساهل في الحصة التالية. لذلك فالدعابة والمرح من الأمور المهمة في خلق جو صفي محبب للجميع، طلابًا ومعلمين. ولكن عليك أيها المعلم إذا كنت مرحًا داخل الصف أن تحذر الأمور التالية:
ü استخدم أسلوب الدعابة عندما ترى أنك قادر على السيطرة على ما يحدث بعد الفكاهة أو الدعابة من هرج ومرج بين الطلاب، وعندما تدرك أن لديك القدرة على ضبط الصف من جديد، وأن زمام الأمور لن يفلت من يديك.
ü اجعل مزاحك يتعلق بك أو بالمادة والموضوع المطروح، واحذر من المزاح فيما يخص الطلاب أنفسهم أو أهلهم وذويهم أو قيمهم العرفية الخاصة، أو بلادهم أو كل ما يعتبرونه ذا قيمة عندهم. ولا تسخر من الطالب بتاتًا، وتأكد بأن المزحة التي تمس الطالب لن ينساها وسيعتبرها طعنة منك، ولو قدر على الرد عليك في حينها لفعل، ولكنه قد لا يستطيع، فتبقى حرقة في نفسه تحرمه من الاستفادة منك ومن علمك.
· سيطر على مشاعرك:
إن النفسية التي تكون عليها قبيل دخولك للحصة مؤثرة جدًا في عطائك خلالها، وسينعكس ذلك على جميع نواحي أدائك العلمي، السلوكي، واللفظي. ولذلك فإذا كنت متعكر المزاج، حاول السيطرة على مشاعرك بإضفاء أحاسيس التفاؤل والسعادة على روحك، حتى لو كان بالتصنع. ولتحقيق ذلك حاول قبل بداية درسك بخمس دقائق أن تتظاهر بأنك سعيد، وستلاحظ أن شيئًا ما قد تغير.
· إختر نجم اليوم:
هذه الفكرة قائمة على استغلال الرغبة الداخلية لدى الفرد بالتميز والبروز. لذلك أخبر طلابك بأنك ستختار في كل يوم نجمًا للصف ، وحدد محاور التميز مع الطلاب، كما يلي:
ü الجهد: قد يبذل الطالب جهدًا كبيرًا في تعلمه ولكنه قد يصيب، وقد يخفق في الوصول إلى نتيجة صحيحة أو إلى الإجابة المطلوبة، لذلك، وفي كلتا الحالتين يستحق التعزيز تقديرًا لمجهوده الزائد.
ü التميز: إذا تميز الطالب وطرح أفكارًا مبدعة أو أجاب عن أسئلة مستعصية فإنه يستحق أن يدخل في منافسة نجم الصف.
ü المشاركة في الدرس: من واجب كل طالب أن يشارك في الدرس، ولكننا نتحدث هنا عن المشاركة الفعالة، بغض النظر عن صوابيتها، بعيدًا عن الفوضى وإثارة الشغب فإن صاحبها يستحق الثناء والتقدير.
وهكذا... بناءً على ما تقدم، وفي نهاية الدرس يتم إعلان النجم، ويفضل تعليق اسمه وسبب التميز وتاريخه أمام الطلبه ليكون حافزًا لهم.
أشكركم على هذا الموضوع المفيد وجزاكم الله خيرا
ردحذفأخوكم الاستاذ خالد الهور
بارك الله في جهودكم وجعلها خالصه لله العلم النافع كنز زادكم الله من فضله
ردحذفشكرًا لثقتكم في هذا الموقع
حذف