قصة وعبرة

الخميس، 22 نوفمبر 2012

• الخجل عند الأطفال: صفاته، أسبابه وعلاجه


ما الفرق بين الخجل والحياء؟
ما هي صفات الطفل الخجول؟
متى يتكون الخجل عند الطفل وما أسبابه؟
كيف نعالج الخجل عند الطفل؟
   إن مرحلة الطفولة مهمة في بناء شخصية الإنسان، فإذا ما تعرضت لخلل، فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى نتائج غير مرضية تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع معًا، ومشكلة الخجل التي يعاني منها بعض الأطفال يجب على الوالدين والمربين مواجهتها وتداركها.
   فكثير من الأطفال يشبّون منطوين على أنفسهم خجولين يعتمدون اعتمادًا كاملاً على والديهم ويلتصقون بهم لا يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين ويظهر ذلك بوضوح عند التحاقهم بالمدرسة.

التمييز بين الخجل والحياء:
الخجل:  هو انكماش الولد وانطوائه وتجافيه عن ملاقاة الآخرين.
أما الحياء:  فهو التزام الولد منهاج الفضيلة وآداب الإسلام.
صفات الطفل الخجول:
·       الطفل الخجول في الواقع طفل مسكين وبائس يعاني من عدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه في المدرسة والمجتمع، وبذلك يشعر بالمقارنة مع غيره من الأطفال بالضعف.
·       والطفل الخجول يحمل في طياته نوعًا من ذم سلوكه، لأن الخجل بحد ذاته هو حالة عاطفية أو انفعالية معقدة تنطوي على شعور بالنقص والعيب، هذه الحالة لا تبعث الارتياح والاطمئنان في النفس.
·        والطفل الخجول غالبًا ما يتعرض لمتاعب كثيرة عند دخوله المدرسة تبدأ بالتهتهة وتردده في طرح الأسئلة داخل الصف، وإقامة حوار مع زملائه والمدرسين، وغالبًا ما يعيش منعزلاً ومنزويًا بعيدًا عن رفاقه وألعابهم وتجاربهم.
·       والطفل الخجول يشعر دومًا بالنقص، ويتسم سلوكه بالجمود والخمول في وسطه المدرسي والبيئي عمومًا، وبذلك ينمو محدود الخبرات غير قادر على التكيف السوي مع نفسه أو مع الآخرين، واعتلال صحته النفسية.
·       والطفل الخجول قد يبدو أنانيًا في معظم تصرفاته، لأنه يسعى إلى فرض رغباته على من يعيشون معه وحوله، كما يبدو خجولاً حساسًا وعصبيًا ومتمردًا لجذب الانتباه إليه، و 20% من الخجل يتكون عند الأطفال حديثي الولادة، وتحدث لهم أعراض لا يعاني منها الطفل العادي.. فمثلاً الطفل المصاب بالخجل يدق قلبه في أثناء النوم بسرعة أكبر من مثيله، وفي الشهر الرابع يصبح الخجل واضحًا في الطفل، إذ يخيفه كل جديد، ويدير وجهه أو يغمض عينيه، أو يغطي وجهه بكفيه إذا تحدق شخص غريب إليه، وفي السنة الثالثة يشعر الطفل بالخجل عندما يذهب إلى دار غريبة، إذ غالبًا ما يكون بجوار أمه يجلس هادئًا في حجرها أو بجانبها.
أسباب الخجل:
الخجل عند الأطفال له أسباب كثيرة أهمها:
·        الوارثة:
حيث تلعب الوارثة دورًا كبيرًا في شدة الخجل عند الأطفال، فالجينات الوراثية لها تأثير كبير على خجل الطفل من عدمه، فالخجل يولد مع الطفل منذ ولادته، وهذا ما أكدته التجارب لأن الجينات تنقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الجنين، والطفل الخجول غالبًا ما يكون له أب يتمتع بصفة الخجل، وإن لم يكن الأب كذلك فقد يكون أحد أقارب الأب كالجد أو العم .. إلخ... فالطفل يرث بعض صفات والديه .
·        مخاوف الأم الزائدة:
أيّ أم تحب طفلها باعتباره أثمن ما لديها، لذا تشعر الأم بأن عليها أن تحميه من أي أذى أو ضرر قد يصيبه، ولكن الحماية الزائدة على الحد تجعلها تشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى في كل لحظة، ومن دون قصد تملأ نفس الطفل بأن هناك مئات من الأشياء غير المرئية في المجتمع تشكل خطرًا عليه، ومن ثم يشعر الطفل بالخوف، ويرى أن المكان الوحيد الذي يمكن أن يشعر فيه بالأمان والاطمئنان، وهو إلى جوار أمه، ومثل هذا الطفل يشعر بالخوف دائمًا ولا يستطيع أن يعبر الطريق وحده، أو يستمتع بالجري أو اللعب أو السباحة في البحر، لأنه يتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى، ويظل منطويًا خجولاً بعيدًا عن محاولة فعل أي شيء خوفًا من إصابته بأي أذى.
وفي بعض الأحيان يصل خوف الأم على طفلها إلى درجة تؤدي إلى منعه من الاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين خوفًا عليه من تعلم بعض السلوكيات غير الطيبة أو تعلم بعض الألفاظ غير اللائقة فيصبح الطفل منطويًا خجولاً يفضل العزلة والانطواء، ويخشى من الاندماج في أية لعبة مع الأطفال الآخرين.
·        مركب النقص وخجل الأطفال:
يعاني بعض الأطفال من مشاعر النقص نتيجة نواقص جسمية أو عاهات بارزة، وهذه النواقص والعاهات تساعد على أن ينشأ هؤلاء الأطفال خجولين وميالين للعزلة، ومن هذه النواقص والعاهات البارزة ضعف البصر، وشلل الأطفال، وضعف السمع، واللجلجة في الكلام، أو السمنة المفرطة، أو قصر القامة المفرط … إلخ .
وقد يعاني بعض الأطفال من الخجل نتيجة مشاعر النقص الناتجة عن أسباب مادية، كأن تكون ملابسه رثة وقذرة لفقره، أو هزالة جسمه الناتج عن سوء التغذية، أو قلة مصروفه اليومي، أو نقص أدواته المدرسية وكتبه.
·        التدليل المفرط من جانب الوالدين للطفل:
فالتدليل المفرط من جانب الوالدين لطفلهما يُعَدُّ من أهم أسباب خجل الطفل الشديد، ومن مظاهر هذا التدليل المفرط عدم سماح الأم لطفلها بأن يقوم بالأعمال التي أصبح قادرًا عليها اعتقادًا منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة للطفل، ومن مظاهر التدليل المفرط عدم محاسبة الأم لولدها حينما يفسد أثاث المنزل، أو عندما يتسلق المنضدة، أو عندما يسوّد الجدار بقلمه .
وتزداد مظاهر التدليل المفرط في نفس الأبوين عندما يرزقان بالطفل بعد سنوات كثيرة، أو أن تكون الأم قد أنجبت الطفل بعد عدة إجهاضات مستمرة، أو أن يأتي الطفل بعد إنجاب الأم لعدة إناث، فالمعاملة المتميزة والدلال المفرط للطفل من جانب والديه إذا لم يقابلها نفس المعاملة خارج المنزل سواء في الشارع أو الحي، أو النادي، أو المدرسة غالبًا ما تؤدي لشعور الطفل بالخجل الشديد، خاصة إذا قوبلت رغباته بالصدّ، وإذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ.
علاج مشكلة الخجل عند الأطفال:
يمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات من خلال اتباع التعليمات الآتية:
·        توفير الجو الهادئ للأطفال في البيت، وعدم تعرضهم للمواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم الاطمئنان، ويتحقق ذلك بتجنب القسوة في معاملتهم والمشاحنات والمشاجرات التي تتم بين الوالدين، لأن ذلك يجعلهم قلقين يخشون الاختلاط بالآخرين ويفضلون الانطواء وعدم مواجهة الحياة بثقة واطمئنان .
كما يتحتم على الآباء والأمهات أن يوفروا لأولادهم الصغار قدرًا معقولاً من الحب والعطف والحنان، وعدم نقدهم وتعريضهم للإهانة، أو التحقير، وخصوصًا أمام أصدقائهم أو أقرانهم، لأن النقد الشديد والإهانة والتحقير الزائد على اللزوم يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه، ويقعده عن القيام بكثير من الأعمال، ويزيد من خجله وانطوائه.
·        ينبغي على الأم إخفاء قلقها الزائد ولهفتها على طفلها، وأن تتيح له الفرصة للاعتماد على نفسه ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة، فكل إنسان كما يؤكد علماء النفس لديه غريزة طبيعية يولد بها تدفعه للمحافظة على نفسه وتجنب المخاطر، والطفل يستطيع أن يحافظ على نفسه أمام الخطر الذي قد يواجهه بغريزته الطبيعية.
·        أن يهتم الوالدان بتعويد أطفالهما الصغار على الاجتماع بالناس سواء بجلب الأصدقاء إلى المنزل لهم بشكل دائم، أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب أو الطلب منهم برفق ليتحدثوا أمام غيرهم سواء كان المتحدث إليهم كبارًا أو صغارًا.
·        يجب على الآباء والأمهات أن يقوموا بتدريب الطفل الخجول على الأخذ والعطاء، وتكوين الصداقات مع أقرانه من الأطفال، وذلك بتشجيعه بكل الطرق على الاختلاط والاحتفاظ بالصداقات.
·        ابتعاد الوالدين عن التدليل المفرط للطفل، وتعويده على الاعتماد على ذاته في ارتدائه ملابسه وحذائه وغيرهما من الأمور الأخرى، فكلما كان الطفل مدللاً معتمدًا على أبويه، وكان نضجه الانفعالي غير كامل، وكلما كان بعيدًا عن الاعتماد على ذاته في الأمور الصغيرة، كلما نشأ خجولاً، كما ينبغي على المعلم في المدرسة أن يقوم ببث الثقة في نفوس التلاميذ ومعاملاتهم بالمساواة دون تحيز، والبعد عن مقارنة الأطفال بمن هم أكثر حظًا منهم، سواء في الاستعداد الذهني أو الجسمي، أو من حيث الوسامة، أو القدرات والاستعدادات الاجتماعية، لأن مثل هذه المقارنات تضعف ثقة الطفل بنفسه وتؤدي به إلى الخجل 


إقرأ أيضًا:














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق