قصة وعبرة

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

• إبحث عن نفسك... داخل نفسك




في حين أن الجميع يتمنون أن يكونوا شخصًا آخر، أن تكون نفسك هو إنجاز بحد ذاته. أن تكون نفسك يعني ألا تترك الفوضى تسيطر على أعمالك، بل على العكس، فالأمر يبدأ بمعرفتك لنفسك، ولما تريده بالفعل، وللطريقة التي تريد أن ينظر الناس بها إليك، والأفكار التي تريد أن تُحْفَر بأذهان الناس عنك.

فهل نحن نعرف "من نحن" فعلاً؟ وهل نعرف أين تكمن قوتنا؟
ذلك أننا نميل عادةً إلى التركيز على ضعفنا، ولا ننفك نفكر به إلى أن يصبح جزءًا من هويتنا.
"أنا محبط…" هل تكررها كثيرًا؟ من المؤكد أنه تفعل ذلك، فالجميع يعاني من الإحباط في مرحلة معينة من حياتهم، أو ربما يطلق تسمية "إحباط" على شعور بالعجز من إتمام أمر معين، ولكن بإمكاننا تجربة مقاربة مختلفة.
ألا نستطيع أن نحاول القول: "أشعر بالإحباط" بدلاً من القول "أنا محبط".
نحن كبشر نميل إلى تعميم حالة مشاعرنا أو صحتنا العقلية، وعندما نقوم بذلك، نوصل الرسالة الخطأ إلى أنفسنا عوضًا عن معرفة ماهية شعورنا بالضبط.
كما أننا نحن نضع الحواجز في طريقنا وبذلك نحن نعيق أنفسنا.  
لنفسّر هذه النقطة أكثر، إذْ عندما تخبر نفسك الشيء ذاته مرارًا وتكرارًا، سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا، تبدأ بتسجيل هذه الحقيقة ببطء في لاوعيك، وبقيامك بذلك، فإنك تعيق تقدمك الشخصي في الحياة كما تعيق نفسك من تحقيق الإنجازات.
حتى عندما نُعَرِّف عن أنفسنا، يمكن للكلمات أن تسيء تفسير هويتنا الحقيقية، فكم من المرات تشعر بأنك عاجز عن وصف عملك أو اختيارك مهنتك بطريقة مناسبة، أو حتى وصفك لما يجعلك متحمسًا لإنجاز مشروع ما؟
هل تعرف السبب؟
إن السبب يكمن في عدم سؤالك نفسك: "ما الذي يجعلني مميزًا؟"
ذلك أن التميز ليس هبةً يتمتع بها القادة والمشاهير، هي جزء منك، ومني، ومن أي شخص، لذا حَرِيٌّ بك أن تعترف بتميزك.
بالإضافة إلى ذلك، إنّ التميز هو معرفة أين تكمن "سِمَتُك" أو ماركتك الشحصية ، ماركتك الشخصية هي تصور عقلي لنفسك وكيفية نظر الآخرين إليك، كما أنها وعد منك للآخرين بمحافظتك على معيار معين من الأداء كل يوم.
فلنكن صريحين، حاول أن تطلب من زملائك وأصدقائك أن يصفوك في بضع كلمات، وخذ الكلمات التي استخدموها لوصفك، وفكر في كل واحدة منها على حدة، قد يكون الوصف إيجابيًا أو سلبيًا، إلا أن ما يهم هو أن تأخذ الكلمات كلها في عين الإعتبار وتتصرف بحسبها، فتعمل على تحسين الأشياء التي يرى الناس أنها سلبية، فعلى سبيل المثال، إذا قال لك أحدهم إنك غير دقيق في مواعيدك، إعمل على أن تصل إلى مواعيدك في الوقت المحدد، بهذه الطريقة تستخدم هذه الكلمات بطريقة إيجابية وبناءة. وإذا وصفك أحدهم بأنك ديناميكي مثلاً، إعمل على المحافظة على هذه الصورة في حياتك اليومية.
هذه هي سمتك الشخصية، وهي شيء لا يمكن لأحد غيرك أن يتمتع به. ما من أحد يستطيع أن يكون أنت أكثر من نفسك، لذلك، فإن معرفة من نحن فعليًا تمنحنا القدرة والدافع للتقدم نحو تحقيق أهدافنا، توقف عن إظهار ما لست عليه للعالم، وما لا تريد أن تكون، وما لا تقبل أن تكون. إن الحياة تمرّ بسرعة، لذا يجب أن تكون مستعدًا لمعرفة كيفية تمثيلك لنفسك، وإذا كنت لا تزال مترددًا، فكر في التالي: يمكن لدعاية جيدة أن تقنعك بشيء ما في غضون ثلاثين ثانية، فكر في ما يحرزه التفكير الإيجابي في نفسك في غضون ثلاثين ثانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق