المقابلة الإرشادية (Counselling Interview):
المقابلة هي الوسيلة الأولى الأساسية في الإرشاد النفسي، وهي كوسيلة لجمع المعلومات ليست قاصرة على الإرشاد والعلاج النفسي، ولكنها وسيلة يستخدمها الأطباء والأخصائيون وأصحاب الأعمال والباحثون والصحفيون، والمقابلة علاقة اجتماعية مهنية دينامية وجهاً لوجه بين المرشد والمسترشد، في جو نفسي آمن يسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين، بهدف جمع معلومات من أجل حل مشكلة.
المقابلة
علاقة فنية حساسة يتم فيها تفاعل اجتماعي هادف، وتبادل معلومات وخبرات ومشاعر
واتجاهات، ويتم خلالها التساؤل عن كل شيء، وهي نشاط مهني هادف، وليست محادثة
عاديةوالمقابلة الإرشادية تتضمن مواجهة إنسانية، في مكان محدد، وبموعد سابق، لفترة
زمنية معينة، التحقيق أهداف إرشادية. " ماهر محمود عمر،. " 1989 يميل
الكثير من الناس الى تقديم المعلومات شفويا اكثر من تقديمها كتابة فهم يعطون
المعلومات كامله وبسهولة اكبر في المقابلة الشخصية اذا يستطيع
الباحث عندما يقابل الاخرين وجها لوجها ان
يشجعهم باستمرار او يساعدهم في التعمق في
المشكلة وخاصة المشاكل المشحونة انفعاليا.
أهداف المقابلة الارشادية (Guidance interview objectives)
1) بناء علاقة مهنية بين المرشد والمسترشد أساسها
الثقة المتبادلة
2) العمل على توجيه المسترشد ليفهم ذاته وامكاناته
وقدراته لاتخاذ القرارات المناسبة.
3) مساعدة المسترشد على التوافق مع نفسه
وبيئته.
4) مساعدة المسترشد في التعبير عن مشاعره
وقيمه واتجاهاته وافكاره.
5) الحصول على بيانات جديدة عن المسترشد أو التوسع
في بيانات تم الحصول عليها سابقاً.
6) تقديم الحلول المناسبة للمسترشد من خلال
الاستبصار بمشكلته والكشف عن الحلول الممكنة المقبولة اجتماعياً.
7) ملاحظة التعبيرات الانفعالية للمسترشد في
المواقف المختلفة.
أهمية المقابلة الارشادية (The importance of
counseling interview)
تبرز
أهمية المقابلة في كونها عملية إتاحة الفرصة للتعبير الحر عن الآراء والافكار وسرد
المعلومات والخبرات بين الأخصائي وعملائه، حيث تتحول من أداة للاتصال إلى وسيلة
التقاء إلى تجربة عملية يتاح للعميل من خلالها أن يتعلم شيئاً عن نفسه واتجاهاته
وعن العالم من حوله، وبالتالي فهي تساعد على تكوين أساليب تفكير جديدة وعادات
سلوكية مرغوبة ومصدر لكسب المزيد من المعلومات المفيدة. وتعتبر المقابلة الإرشادية
الأداة الرئيسية في عمليتي التقويم والتشخيص النفسي، كما أنها محور الخدمات
الإرشادية والعلاجية، فسواء أكان الأخصائي يعمل في مجال التوجيه والإرشاد أم يعمل
في العلاج النفسي، أم التأهيل المهني، فإنه لا يستطيع أن يستغني عن المقابلة
الإرشادية.
ويمكن
أجمال الأهمية بالنقاط الاتية:
1) تمكين المرشد من التقويم الموضعي المرتكز
على الأسس العلمية وتحقيق المواجهة المباشرة وحصوله على أدق المعلومات المطلوبة عن
المسترشد.
2) تقدم المقابلة الارشادية أفضل الوسائل
وانجح الأساليب وأفضل الخيارات والبدائل المتوفرة وجعلها بيد المسترشد ومساعدته على
اختيار أفضلها من خلال تبصره واشعاره بحريته والمساعدة في إعادة بناء الشخصية.
3) المقابلة الإرشادية توفر العلاقة المهنية
على شخصية المرشد الكفوء والمؤهل والذي يمتلك القابلية والاستعداد لتقديم المساعدة
إلى من هم بحاجة اليها.
4) تعتبر المقابلة الإرشادية عملية تتيح
الفرصة للمستجيب للتعبير الحر عن الآراء والأفكار والمعلومات.
5) تتحول من أداة اتصال ووسيلة التقاء إلى
تجربة عملية، خاصة فيما يتعلق منها بميدان الإرشاد بين المرشدين النفسيين والآباء
مصدر البيانات والمعلومات فضلاً عن كونها أداة للتبصير والتوعية والتفاعل
الديناميكي.
6) تطور العلاقة بين المرشد والمسترشد،
7) تساعد للوصول إلى طريقة لبناء عمليات
التشخيص والإرشاد. وليس الهدف من المقابلة عنونة المسترشد والصاق بطانة به أو تصنيفه
في فئة محددة، وإنما هدفها الكشف عن ديناميات السلوك المضطرب لدى المسترشد.
وهناك حدود
للمقابلة الإرشادية بين الطرفين منها:
1) عدم المبالغة في الحنو أثناء المقابلة..
2) عدم فرض آراء المرشد الخاصة نحو القضايا
أو حول الناس.
3) تعد علاقة رسمية محكومة بزمن ومواعيد يجب
التقيد بها.
4) إنهاء العلاقة إذا أعجز المرشد عن مساعدة
المسترشد.
اتجاهات المقابلة الارشادية (Approaches of counseling interview)
تتم
المقابلة الارشادية بناء على اتجاهين أساسين:
الاتجاه المباشر والاتجاه
غير المباشر، وفيما يلي استعراض مختصر لكل منهما:
1) الاتجاه المباشر (Directive Approach)
يتميز
الاتجاه المباشر بأن المرشد النفسي هو الذي يحدد أهداف المقابلة الإرشادية والغرض
منها، وذلك بالسيطرة على الظروف المحيطة بها وعلى وسائل الاتصال بينه وبين
مسترشديه وتوجيها كيفما يشاء، وهذا ما يسلكه أصحاب الاتجاه المباشر في الإرشاد
النفسي أمثال اليس (Ellis)
ويسمى هذا الاتجاه بالاتجاه التعليمي (instructional
approach) حيث يعمل المرشد
النفسي على مساعدة المسترشد في حل مشكلاته الحالية بتعليمه كيفية إعادة النظر في
شخصيته لتحديد نقاط الضعف فيها والعمل على تلافيها، ومواطن القوة فيها والعمل على
تدعيمها، وبناء عليه، يصل المسترشد، إلى مرحلة تعلم كيفية تحقيق الأهداف من
المقابلة الإرشادية بسهولة ويسر في أقصر وقت ممكن، ويعتبر توفير الوقت والمجهود
المبذولين في المقابلة الإرشادية
من أهم مميزات الاتجاه المباشر التعليمي فيها، غير أنه يُنتقد بكونه غير مرن في
تعامله مع المسترشد حيث لا يتيح له الفرصة في ممارسة حريته في الاختيار واتخاذ
القرار
2) الاتجاه غير المباشر (Nondirective Approach)
يتميز الاتجاه غير
المباشر بأن المسترشدين هم الذين يحددون الأهداف من المقابلة الإرشادية والغرض
منها، وذلك بالسيطرة على وسائل الاتصال بينهم وبين مرشدهم النفسي وتوجيهها كيفما
يشاءون، وهذا ما يسلكه اصحاب الاتجاه غير المباشر في الإرشاد النفسي أمثال روجرز
ويسمى هذا الاتجاه باتجاه التفاعل الشخصي التأثيري، حيث
يعمل المرشد النفسي على تنمية شخصية المسترشد، وتنمية قدرته على اتخاذ قراراته
بنفسه، وذلك بتدعيم قوى تأثيره الشخصي التي تتصف بسلامة النية والجاذبية المهنية،
وتعميقها في نفس المسترشد بما يدفعه إلى تحويل مشاعره نحوه ونحو المقابلة
الارشادية في الاتجاه الايجابي ومن ثم يساهم المسترشد بمشاركة فعالة تلقائية في
المقابلة الإرشادية. وبناء عليه، يحقق المرشد النفسي من خلال هذه القوى التغيرات
المطلوب، أحداثها في الاطار المرجعي الداخلي والاطار المرجعي الخارجي للمسترشد حتى
يتطابقا بقدر الامكان بما يسهم في تعديل سلوكه نحو الأفضل. ولعل من أهم مميزات
الاتجاه المباشر (التفاعل الشخصي التاثيري) توفير المرونة للمسترشد بما يتيح له
الفرصة للتعبير الحر عما يكنه في نفسه وتشجيعه على اتخاذ قراراته بنفسه، غير أنه
ينتقد بكونه مضيعة للوقت ويتطلب مرشدين نفسيين على مستوى عال من الشفافية المهنية
والاستبصار الداخلى.
أنواع المقابلة (Types
of interview):
تأتي
المقابلة على عدة أنواع ومنها ما يلي:
1)
المقابلة الجماعية (Group interview)
تهدف
المقابلة الجماعية إلى توفير الكثير من الجهد وسرعة الوقت وقلة التكاليف، وتشير
الخبرات الإكلينيكية الإرشادية والعملية استخدامها في العلاج الجماعي والعائلي،
إلا انها لا تخلو من مزايا وعيوب، وتتراوح أعداد المجموعة في هذه المقابلة
الجماعية والتي تستخدم للتشخيص والعلاج معا بين ( 10
- 12 ) شخصاً يتم إيجاد التناسق بين أفرادها
والعمل على تهيئتهم على يد مدرب مختص
ومن ابرز مزايا
المقابلة الجماعية:
·
التشجيع
على التعبير والمشاركة.
· إمكانية الحصول على أوسع مدى من الاستجابة
في الجماعة.
· يساعد
التفاعل الاجتماعي على سهولة تذكر التفاصيل عن الخبرات.
· الجو
الجماعي يخفف عن المسترشد مشكلاته حين يسمع مشكلات الآخرين.
2)
مقابلة الالتحاق بالعلاج أو المؤسسة العلاجية Clinical interview
إن
الهدف من هذه المقابلة القصيرة هو تحديد حالة المسترشد بصفة بدائية، وإمكانية قبوله
بعد دراسة استثمارية يقوم بإملائها، أو تحويله لجهة أخرى ويمكن أن يصنف الفرد بها
تصنيفاً مرضياً إذا كان المرشد في المقابلة ذا مهارات عالية فتصبح لها قيمة شخصية
وقد تكون غاية هذه المقابلة قبول فرد معين في مؤسسة أو إدارة، وهي تزيد من توعية
المسترشد وتبصيره بمشكلته وتصحح تفكيره عن العلاج النفسي.
3)
مقابلة الفرز والتشخيص المبدئي "انتقاء او عزل" Screening
interview and initial diagnosis
إن
التشخيص المبدئي في هذه المقابلة يستهدف تصنيف الأفراد حسب درجة مرضهم النفسي
وحالتهم الصحية ويكون تحت ضغط السرعة، ويكون الأفراد في هذه المقابلة تحت نوعية خاصة
من التوتر كخلع الملابس وهنا تتهاوى الدفعات النفسية عند الفرد ومقاومته للإجابة
الصحيحة تقل.
أما عملية العزل
والانتقاء أثناء الفرز فتهدف إلى اختيار أفراد إلى مهمات معينه وعزل أفرادعن مهمات
لا تتناسب معهم، وتزداد هذه المقابلة من هذا النوع في الخدمة العسكرية ويتوقف
نجاحها على دقة الملاحظة عند المرشد النفسي.
4)
مقابلة البحث الاجتماعي والشخصي للحالة Interview the social and personal research of the case
تهتم هذه المقابلة بجمع
بيانات تفصيلية عن الحالة منذ مولدها وتطورها وأسرتها والعلاقات بين الحالة
ووالديها وغيرهما من الأشخاص الهامين بالنسبة لها، ويضم هذا النوع من المقابلة
النواحي الصحية والتعليمية والاجتماعية والبيئة، وقد يستخدم المرشد سجلات الشرطة
وأحكام القضاء كما في حالات النجاح
5)
مقابلة ما قبل وما بعد الاختبار النفسي Interview before and
after the psychological test
تلعب
مقابلة ما قبل الاختبار النفسي دوراً كبيراً في تهيئة المسترشد عقلياً أو نفسياً
لأداء الاختبار وتخفف من مخاوفه وهذه المقابلة تؤثر تأثيراً مباشراً على سلامة
الأداء ويتأكد فيها المرشد من سلامة المجيب من أي خلل حسي أو شلل أو تشويه يعرقل
أداء الاختبار ويضع ذلك منذ البداية في الاعتبار. وتبرز أهمية هذا النوع من
المقابلة قبل الاختبار في البيئة العربية لأن
الأفراد عموماً في بلادنا مازالت فكرة إجراء الاختبارات التشخيصية عليهم أمراً
جديداً.
أما المقابلة النفسية
التي تعقب الاختبار فهدفها إشباع رغبة المسترشد في معرفة نتائج الاختبارات التي
طبقت عليه، وتمكننا هذه المقابلة من التحقق من الكثير من الفروض المتعلقة بذكاء
الحالة أو ديناميات سلوكها.
6)
المقابلة الممهدة للعلاج النفسي the interview paved for psychotherapy
يختلف الأفراد من حالة
لحالة، حسب شدة الحالة ودرجة تعقيدها ولكن الجميع يحتاج قبل بدء العلاج إلى تمهيد
وإعداد، وهدف هذه المقابلة تعريف المريض بطريقة العلاج وضرورة تعاونه مع المرشد
النفسي، وغرس الثقة عنده لأن الدافع لدى المريض بالشفاء من أقوى دعائم النجاح في
العلاج، ويتركز هدف هذه المقابلة محاولة المرشد تعديل الاتجاهات الخاطئة عند
المسترشد، وضرورة عدم مجاملة المريض على حساب صحته النفسية وحقائق حالته لأن
الصراحة المعقولة معه ستوفر عليه حزناً أكثر ووقتا أطول عبئا مما يظن.
7)
المقابلة مع اقرباء الفرد واصدقائه
interview with relatives and
friends
يؤدي أهل المسترشد
وأقرباؤه وأصدقاؤه دوراً بارزاً في جمع البيانات وتقييم الحالة وتشخيصها، ودوراً
في تقدم العلاج والمسارعة فيه لأنهم البيئة البشرية، التي كانت وتظل تحيط
بالمسترشد، ويجب على المرشد أن يكون حذراً في استئذان المسترشد قبل مقابلة أقاربه
وأصدقائه، حتى لا تؤدي مقابلتهم إلى عكس النتائج المتوقعة منها، وتساعد هذه
المقابلة أثناء سير العلاج حين يتعاون الأقارب مع الطبيب النفسي على مساعدة
المسترشد وشفائه السريع .
8)
المقابلة البؤرية Focal interview
تهدف هذه المقابلة إلى
تركيز اهتمام الفرد على خبرة معينة مثل فاجعة عائلية أو حدوث تصادم أو رؤية فيلم،
ويعرف المرشد مقدماً هذه الخبرة ويعد الأسئلة المرتبطة بكافة جوانبها وأبعادها
وتستخدم هذه المقابلة بصفة عامة الأسلوب غير الموجه في تشجيع المسترشد على تحديد
الموقف الذي تعرض له، وذلك عن طريق الإشارة إلى أهم الجوانب في هذا الموقف ثم
التدرج في استطلاع استجاباته إذا كان فرداً واحداً.
9)
مقابلة المشكلة الواحدة (او المتعمقة) Interviewing the single (or in-depth) problem
يميل بعض الأخصائيين
النفسيين في هذه الآونة إلى أن المقابلة يجب أن تتجه نحو (مشكلة واحدة) بذاتها
وبشكل متعمق دون التطرق إلى الأطراف الأفقية منها وهذا الاتجاه العمودي يجعل
المختص محدداً في شيء معين بدلاً من انشغاله بأشياء كثيرة في وقت واحد.
10) المقابلة المتمركزة حول المسترشد Customer-centered
interview
يعد
العالم (كارول روجرز) أول من ابتكر هذا النوع
من المقابلة واستخدمه للتشخيص
والعلاج بنفس الوقت بأسلوب الإرشادي وهو لا يفصل بين العلاج والتشخيص وهو يعتبرهما
متلاحمين ومتصلين ويشجع المرشد المسترشد للتعبير عن مشاعره بدون شروط أو قيد وبأقل
قدر ممكن من التوجيه أو المساءلة.
11) المقابلة غير المقننة (الحرة) Unregulated
(free) interview
تتسم
هذه المقابلة بأنها تحدد فيها الأسئلة وطبيعة الاستجابة مسبقا بل يعطي للفرد قدراً واسعاً من حرية الكلام والتعبير عن
نفسه، ومن الممكن أن يقوم المختص باعادة صياغة الأسئلة والعمل على تعديلها
باستمرار بحيث تناسب الفرد، ويجب على المختص تشجيع الفرد على التعبير عن نفسه
وتتميز هذه المقابلة بأنها تسمح بالحصول على المعلومات بأقل قدر من التوجيه
الإرشادي، وتتميز بالمرونة المطلقة، وتكمن عيوبها في أنها لا تتيح لنا المقارنة
للمعلومات الآتية من مقابلات مقننة على الفرد وبذلك فهي لا تتيح المختص بالخروج
بقانون عام أو تشخيص عام من حالة الفرد.
12) المقابلة المقننة Standardized
interview
المقابلة
المقننة هي التي تكون محددة تحديداً دقيقاً، من حيث عدد الأسئلة وترتيبها، وما إذا
كانت ذات نهايات مفتوحة أم مقفولة وعلى القائم بالمقابلة الالتزام بتوحيد توجيه
الأسئلة إلى جميع المبحوثين بطريقة معينة وبنفس الترتيب والأسلوب، أما في
المقابلات المفتوحة فلا يوجه المختص للفرد أي سؤال إلا الأسئلة الخاصة بالتعمق
والمعدة سلفاً.
إجراء المقابلة: Conduct the
interview
يتم
إجراء المقابلة في خطوات وعلى مراحل مرنة تعتبر أجزاء أساسية، وهي:
الإعداد (preparation) أو التخطيط المسبق المرن: ويتضمن
إعداد الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية التي تدور حولها المقابلة وموضوعات
المناقشة وتحديد أسلوب بدء المقابلة، وتحديد الأسئلة الرئيسية، والاطلاع على ما
تيسر من معلومات من الوسائل الأخرى، حتى تحدد النواحي المطلوب فيها المزيد من
المعلومات ويتضمن الإعداد كذلك إعداد الأدوات اللازمة للتسجيل وخلافه.
الزمان (Time): يجب
أن يكون الزمن كافياً لإجراء المقابلة، ويختلف الزمن حسب حالة العميل ومشكلته ووقت
المرشد والمعلومات المطلوبة، ويتراوح الزمن بين نصف ساعة وساعة بمتوسط 45 دقيقة،
ويلاحظ أن المقابلة التي تتم بسرعة وعلى عجل لا تؤتي ثمارها المنشودة، ويجب تحديد
الوقت الذي تستغرقه المقابلة حتى يحرص العميل على عرض الموضوعات التي يهمه عرضها
قبل انتهاء الوقت. ويجب أن يكون موعد المقابلة مريحاً بالنسبة لكل من المرشد
والعميل، وإذا حدث وطلب العميل تحديد موعد المقابلة فيحسن أن يكون الموعد في أقرب
وقت، بل يفضل أن يكون في نفس الوقت الذي يطلبه العميل، لأن هذه تعتبر اللحظة
السيكولوجية المناسبة لإجراء المقابلة، وهذا أحد أسباب ترك وقت في جدول المرشد
احتياطياً لمثل هذه المقابلات.
المكان
(Place): يجب
أن يكون مكان المقابلة غرفة خاصة هادئة خالية من الضوضاء والمقاطعات والتدخل،
وكلما كانت في مكان يألفه العميل كان ذلك أفضل، بما يساعد على الراحة والطمأنينة
والاسترخاء ويسر سير المقابلة، وحتى أثاث غرفة المقابلة يجب أن يكون مريحاً
ومناسباً ومنسقاً، وبه بعض الزهور، ويحسن ألا تكون المقابلة من وراء مكتب حتى لا
يشعر العميل بسلطة المرشد وانفصاله عنه.
البدء (Get started): تبدأ
المقابلة عادة بحديث ترحيب وحديث عام عن الطقس مثلاً حتى لا تكون البداية حادة قبل
الدخول في الموضوع على ألا يزيد عن هذا الحد الذي يشعر العميل بالضيق لأنه شخصياً
يريد أن يدخل في الموضوع، وعادة يستغرق حديث البدء حوالي ربع ساعة. ويحتاج المرشد
إلى حديث التقديم هذا في المقابلة الأولى فقط، أما باقي المقابلات التالية فالبدء
يكون بالدخول في الموضوع مباشرة، والأسلوب الشائع والمقبول لدى معظم المرشدين هو
التحية والترحيب، وبعض الملاحظات الودية وإبداء الاستعداد للمساعدة، وتشجيع العميل
على الكلام، وطمأنته على السرية... إلخ.
تكوين الألفة (Rapport): إن
تكوين الألفة والتجاوب وصلة الوئام نقطة مهمة في إجراء المقابلة، وتتضمن الألفة
الاحترام والفهم والاهتمام والإخلاص المتبادل والثقة المتبادلة وهذه أمور مهمة
تمهد لنجاح المقابلة. ويجب أن تستمر الألفة طوال المقابلة، ويتوقف نجاح الألفة في
الغالب على نجاح بداية المقابلة ونجاح بداية العلاقة بين الطرفين واستمرار نجاحها
في المقابلات المقبلة. ولضمان تكون الألفة، يقترح أن تبدأ المقابلة بالترحيب
والبشاشة والاهتمام، وتناول بعض الموضوعات العامة، والموضوعات المشتركة، والخبرات
السارة، مع الاهتمام بالمشاركة والانفعالية، والتشجيع، والموافقة والموضوعية، وضرب
الأمثلة، كل ذلك مناخ آمن خال من التهديد، يستطيع فيه العميل أن يقول كل شيء وأي
شيء.
الملاحظة: أي ملاحظة سلوك العميل
وكلامه وحركاته وتعبيرات وملامح وجهه.
الإصغاء (Listen): يجب
أن يكون إصغاء المرشد أكثر من كلامه، ويشترط حسن الإصغاء بعقل واع واهتمام وتعبير
عن المشاركة الانفعالية والتعبير المناسب، مما يساعد على التنفيس والتطهير
الانفعالي من جانب العميل.
التقبل (Receptiveness): ويعني
هذا تقبل العميل وما يقوله بكل حرية وتسامح، وليس تقبل سلوكه، ويجب أن يدرك العميل
ذلك، فالمرشد يتقبل العميل كإنسان ليس معصوماً من الخطأ، ولكنه لا يتقبل سلوكه
الخاطئ، ومما يساعد على إظهار التقبل إعادة كلام العميل واستخدام ألفاظ تعبر عن
التقبل والفهم.
التوضيح (Illustration): ويتضمن
ذلك ربط الأفكار وتوضيحها، وهذا يساعد على التركيز حول الموضوع الرئيسي للمقابلة
واستمرارها وإشعار العميل باهتمام وانتباه ومتابعة المرشد.
التساؤل (Wonder): يعتبر
إعداد وتوجيه الأسئلة اثناء المقابلة مهارة مهمة. ويجب اختيار الأسئلة المناسبة
بصيغة مناسبة وفي الوقت المناسب، وتوجهها بطريقة تشعر العميل بأهمية الإجابة عنها
بصدق، والأسئلة الجيدة هي تلك التي تهدف إلى الحصول على معلومات مطلوبة وتوجه سير
المقابلة في الإطار المرسوم لتحقيق هدفها، والاعتدال والتوسط مطلوب في عدد الأسئلة،
فلا تكون قليلة فتظل جوانب كثير غير مطروقة، ولا تكون كثيرة فتشتت العميل. ويجب
الحرص بخصوص الأسئلة المباشرة التي قد توحي بأن المقابلة أقرب إلى التحقيق، مما قد
يؤدي إلى المقاومة، وبقدر ما تكون الأسئلة مساعدة في توجيه سير المقابلة، فإنها قد
تكون معطلة وخاصة في حالات استرسال العميل وصراحته.
الكلام: يقصد هنا كلام وحديث
وتعليقات المرشد، ويتضمن ذلك كم كلامه وكيفه. فيجب التعبير بأسلوب يفهمه العميل.
وينصح بترك المجال للعمل ليتكلم أكثر مما يتكلم المرشد، وتشجيعه على الكلام، مثل
إظهار التقبل والتأييد والتوضيح والأسئلة العامة... إلخ. أما عن كلام المرشد عن
خبراته الخاصة والشخصية أثناء المقابلة، فترى جين وارترز
Warters
" 1964
" أنه يجب تجنب الكلام عنها لأنها ليست
موضوع المقابلة، بينما يرى مورفي Murphy
؛ " 1972
العكس ويقول إن إشارة المرشد إلى نفسه وإلى خبراته الشخصية تثري المقابلة وتجعل
العميل يقبل أكثر على المقابلة ويقوي العلاقة الإرشادية.
التسجيل (Registration): هناك
آراء كثيرة حول تسجيل ما يجري في المقابلة، وحول كتابة مذكرات أثنائها، فمن المتفق
عليه ضرورة التسجيل والكتابة للرجوع إلى ما يسجل وتحليله والإفادة منه فيما بعد،
حيث لا يمكن الاعتماد على الذاكرة وخاصة مع مضي الوقت. ويؤخذ على التسجيل أن
المرشد إذا اندمج في تدوين الملاحظات أثناء المقابلة، فإن هذا قد يمنع العميل من
ذكر مشكلاته وخبراته الخاصة التي لا يجب أن تدون على الورق، ويلجأ بعض المرشدين
إلى استخدام أجهزة التسجيل الصوتي، ولكن ذلك مكلف مادياً بالإضافة إلى أنه قد يزيد
حرص العميل بل وامتناعه عن الكلام عن خصوصياته، ويلاحظ أن بعض العملاء بمجرد أن
يرى المرشد يكتب ملاحظات يمتنع تماماً عن الإدلاء بأي معلومات، وإذا رأى أي جهاز
يشك في أنه جهاز تسجيل وتتعقد الأمور. ولتفادي هذه المشكلات تقترح جين وارترز
Warters
" 1964
" ضرورة تعريف العميل بأهمية التسجيل واستئذانه في ذلك، وأن تقتصر الكتابة
أثناء المقابلة على الضروري، وإرجاء ما يمكن إرجاؤه إلى نهاية المقابلة حيث يدون
بعد إنهائها مباشرة، هذا ويجب تنظيم كل ما يجمع من معلومات خلال المقابلة وحفظها
في ملف العميل.
إنهاء المقابلة (Finish the
interview): يجب
أن تنتهي المقابلة عند تحقيق هدفها، وإنهاء المقابلة مهم جداً بقدر أهمية بدئها،
ويجب أن يكون إنهاء المقابلة متدرجاً وليس مفاجئا بانتهاء الزمن أو انتهاء وقت
استعراض وتلخيص ما دار فيها، ويحسن أن يكون ذلك التلخيص على لسان العميل نفسه،
والإشارة إلى موعد المقابلة القادم إن شاء الله.
وسائل نجاح المقابلة الإرشادية (Means of Successful Guided Interview):
التخطيط للمقابلة متى؟ وأين؟ وكيف؟ (Planning an interview when? And where? And how): ففي
بداية المقابلة أعقد مع المسترشد موعداً وأتفق معه على مكان محدد لإجراء المقابلة
فيه بشرط ألا يتغير المكان مهما كانت الأسباب، أما الأسئلة التي سوف يوجهها المرشد
للمسترشد فلا يوجد أسئلة محدده لهذا الغرض إنما الأسئلة يفرضها الموقف وأفضل أنواع
المقابلات، هي التي يسعى لها الطالب بنفسه طلبا للمشورة، لا أن تفرض عليه فرضاً
ويؤتى به قسراً لمكتب المرشد لإجراء مقابلة معه، فإن إجراء كهذا لا فائدة منه
البتة.
مدة المقابلة (Duration of interview): لا
تتجاوز الساعة إلا ربع (45) دقيقة، ولا يجوز أن تطول أكثر من ذلك تحاشياً للملل
والخروج عن موضوع المقابلة الهدف، ولا أن تكون مدتها قصيره فلا تفي بالغرض.
مكان المقابلة (Place the
interview): لا بد أن يكون غرفة خاصة مصممة لهذا
الغرض، يشعر فيها المسترشد بالراحة النفسية والدفء العاطفي، كأن تعلق على جدرانها
بعض المناظر الطبيعية الجميلة التي تشيع البهجة والحبور لدى الطالب ولا يجوز
الإكثار من المناظر الطبيعية لأنها تشتت الذهن، ولا بأس من وجود تليفون مكتبي للرد
على المكالمات الضرورية، ويا حبذا أن تكون غرفة المقابلة الإرشادية منفصلة عن غرف
الدراسة لزيادة الخصوصية ولا يحرج الطالب بين زملائه بأنه يراجع المرشد لأن لديه
مشكلة.
المسافة بين المرشد والمسترشد (The distance between the guide and the guide):
يجب أن تكون قرابة متر ويجلس كل من المرشد والمسترشد
على كرسيين متقابلين ولا يقابل المرشد الطالب وهو على مكتبه أو بينهما فاصل ولا
ينشغل عنه بمكالمة تيلفونية أو غيرها.
-
يجب أن يكون في زاوية من زوايا الغرفة ساعة حائط، ولا
ينظر المرشد إلى ساعته اليدوية إطلاقاً لئلا يظن الطالب أن المرشد مشغول عنه غير
مهتم بحالته.
-
يجب أن يحس المسترشد أن المرشد يفهمه ويسعى لمصلحته،
لذا يجب على المرشد ألا تفارق الابتسامة وجهه، ويجب أن يعامل المسترشد بلطف وعدم
محاسبته عما وقع فيه من أخطاء، أو إدانته فإن هذا الخطأ الذي ظهر في سلوك المسترشد
ليس له ذنب فيه ولكن ظروفاً ما دفعته إلى ذلك، وبمعني آخر يجب أن يركز المرشد على
السلوك لا على شخصية المسترشد، مثلاً من الأخطاء التي يتبعها بعض المرشدين إذا
جاءه المسترشد في مكتبه أخذ يحاسبه لماذا ثيابك وسخه؟ لماذا أنت ضعيف في دروسك؟
لماذا أنت مشاغب؟ إن هذه الأمور تولد لدى المسترشد المقاومة والصمت فيؤدي ذلك إلى
فشل المقابلة وفساد العلاقة المهنية اللازمة لنجاح المقابلة الإرشادية، فيبدأ
المسترشد يدافع عن نفسه، ويحس من خلال ذلك أن المرشد لا يستطيع مساعدته في التغلب
على مشكلته إنما هدفه إدانة سلوكه المشكل وهذا ليس من الإرشاد في شيء، فالمرشد ليس
محققاً هدفه الوصول للسبب، ومن ثم العقاب، إن المسترشد لن يستمر مع هذا المرشد ولن
يأتي للمواعيد التي يطلبه فيها المرشد..
-
يجب أن يكسب المرشد ثقة المسترشد من أول مقابلة يجريها
معه، والثقة معناها إحساس المسترشد أن شخص المرشد الذي قابله لديه القدرة على
مساعدته وبالتالي ينشرح صدر المسترشد ويظهر كل ما يبطنه للمرشد لأنه وثق بأن
المعلومات التي سيعطيها له في قرار مكين ولن يفشيها المرشد لأحد، وهذه بداية تكوين
العلاقة المهنية وهي في نظري أول مفتاح لحل المشكلة فإذا لم يستطع المرشد تكوين
هذه العلاقة فهو مخفق بلا شك مع هذا المسترشد وعليه أن يحول المسترشد إلى مرشد آخر
أكثر منه قدرة ومهارة وخبرة فلا يضيع الوقت بدون فائدة، فليس من مصلحة المرشد ولا
المسترشد أن يحتفظ بالمسترشد أكثر من الوقت اللازم لأن هذا سيفاقم المشكلة أكثر
وأكثر، والمقابلة الأولى لكسب الثقة
والتعارف بين المرشد والمسترشد، أما المقابلات التالية فمن خلالها يبدأ المرشد في
تفهم مشكلة المرشد عن طريق طرح الأسئلة ويجب على المرشد عدم طرح أسئلة محرجة
للمسترشد لأنه سيحجم عن الإجابة عنها وسيحرج، كما أن على المرشد ألا يقاطع المسترشد
في كلامه بل يتركه يتحدث على سجيته، لا أن يكون المرشد متحدثا أكثر من المسترشد،
كما أن على المرشد أن يطرح أسئلة مفتوحة تجعل المسترشد يسترسل في الكلام وينطلق
ويتجنب قدر الإمكان السؤال الذي تكون إجابته محددة ب) نعم أو لا) الأسئلة المقفلة لأنها لا تجعل الطالب
يسترسل في كلامه ولا تدفعه للتفكير، ويجب على المرشد في بداية الجلسات الإرشادية
ألا يدخل في الموضوع مباشرة بل في البداية عليه أن يُعَرِّف بنفسه، هذا في الجلسة
الأولى وأن يسال الطالب بمثل هذه
التساؤلات كيف الجو اليوم؟ كيف أخبارك؟ من تشجع من الأندية الرياضية؟، وهكذا ثم
يدخل في صلب الموضوع بتدرج، كما يجب على المرشد ألا يخرج عن الموضوع الأصلي الذي
جاء من أجله الطالب لطلب المساعدة، ولا يقلب موضوع الجلسة إلى هرج ومرج وضحك
وأسئلة شخصية لا علاقة لها بالمشكلة الأساسية ليس هناك عدد محدد للجلسات الإرشادية،
وذلك خاضع لنوع المشكلة وعمقها، ولكن يمكن التباعد بين كل جلسة وأخرى، يعني كل
أسبوع جلسة مثلاً، وعلى المرشد أن يهتم بتلخيص وترديد كلام المسترشد ولكن ليس بنفس
ألفاظه وعباراته، حتى يحس المسترشد أن المرشد يفهمه ومتابع لكلامه، مثال:
المسترشد:
أنا لا أطيق المكوث في البيت.
المرشد:
يبدو أنك متضايق من بقائك في منزلكم.
المسترشد: نعم والدي سبّب
لي مشاكل، لا أرتاح أبدا في منزلنا.
المرشد:
أنت تحس بمضايقات كثيرة داخل منزلكم. تجعلك متوترا دائماً.
المسترشد:
نعم، إن والدي يتدخل في شؤوني الخاصة ويعاملني كطفل مع أن عمري 16 سنة.
وفي نهاية كل جلسة يتم
تلخيص ما ورد فيها من أفكار والاتفاق بين المرشد والمسترشد على موعد المقابلة
القادمة.
سؤال:
عندما يبكي المسترشد هل يترك المرشد المسترشد وشأنه ويخرج من الغرفة ويتركه؟ أم
يبقى معه يواسيه ويشاركه مشاعره؟ ليس معنى ذلك أن يبكي معه بل يتعاطف معه ويطمّنه،
ولا ينبغي للمرشد ترك المسترشد وحده لأن ذلك سيشعر المسترشد بعدم أهميته.
مزايا المقابلة (The
advantages of the interview):
تمتاز
المقابلة كوسيلة من وسائل جمع المعلومات بما يلي
:
1) المرونة (Flexibility): يستطيع المرشد أن يسال السؤال ويفسره أكثر من مرة للحصول على
معلومات محددة من المستجيب وخاصة إذا كان هناك سوء فهم من قبل المستجيب.
2)
معدل
الإجابة (Answer
rate): يكون أعلى من حالة الاستبيان لأنه يتيح المجال أمام المستجيبين
للتعبير عن رأيهم وأقوالهم خاصة إذا كانوا أميين.
3)
مراقبة
السلوك (Behavior
monitoring): يستطيع المرشد مراقبة سلوك وردود فعل المستجيب وتخمين صحة
أقواله ومدى تعبيرها عن الذات.
4)
التحكم
بالبيئة : يستطيع المرشد توحيد الجو والبيئة التي تجري فيها المقابلة من حيث
الهدوء والسرية والظروف المحيطة الأخرى
5)
تسلسل
الأسئلة (Sequence
of
questions): يضمن المرشد إجابة المستجيب بتسلسل منطقي دون القفز من سؤال إلى
آخر حيث أن المرشد هو من يتحكم بطرح الأسئلة.
6)
التلقائية
(Automatic): وهي قدرة المرشد على تسجيل الإجابة
المباشرة والعفوية للمستجيب بينما في الاستبيان البريدي قد يغير المستجيب من إجاباته.
7)
تقليل
احتمالية نقل الإجابة عن الآخرين أو إعطاء الاستمارة لأشخاص آخرين.
8)
الحصول
على معلومات لا يمكن الحصول عليها عن طريق الوسائل الأخرى مثل التعرف على الأفكار
والمشاعر والآمال وبعض الخصائص الشخصية مما يتيح فهمها افضل للمسترشد و مشكلاته
9)
العمل
على إيصال المسترشد إلى الشعور بالمسؤولية وتنمية المسؤولية الشخصية للعميل في
عملية الإرشاد.
10) إتاحة فرص الاستبصار والحكم على الأحكام
الذاتية التي يصدرها او يكونها كل من المرشد عن المسترشد والمسترشد عن نفسه.
11) إعطاء الحرية للمسترشد للتفكير بصوت عالٍ
في حضور مستمع جيد مما يمكنه من التعبير عن نفسه وعن مشكلاته.
12) إتاحة فرصة تكوين مناخ من الألفة والتجاوب
والاحترام والثقة المتبادلة بين المرشد والعميل، وتكوين علاقة إرشادية ناجحة
13) إتاحة فرص التنفيس الانفعالي وتبادل
الآراء والمشاعر في مناخ نفسي آمن.
عيوب المقابلة (Disadvantages
corresponding):
على
الرغم من أن المقابلة تعتبر الوسيلة الأولى في الإرشاد النفسي، ولها مزاياها
المهمة، إلا أن لها بعض العيوب منها:
1) الكلفة (Cost): يتكلف الباحث مبالغ باهظة لكثرة تنقله، وصعوبة تحديد المواعيد،
يستلزم الأمر دفع مبالغ المستجيبين بدل وقتهم وتنقلهم لمكان إجراء المقابلة.
2)
التحيز
(Bias): سواء سلباً أو إيجاباً وهنا يدخل عنصر
العاطفة مما يقلل من موضوعية الإجابات ومصداقيتها.
3)
تقليل
فرصة التفكير ومراجعة الملفات والسجلات واستشارة أفراد من العائلة أو المؤسسة.
4)
عدم
تماثل طريقة طرح الأسئلة: فقد تختلف طريقة شرح السؤال وتوضيحه من مستجيب إلى آخر.
5)
احتمالية
تعمد الأفراد بإعطاء إجابات لا تعكس معتقداتهم وآرائهم، وذلك لإعطاء الباحث انطباعاً
جيداً لمستواهم وثقافتهم.
6)
الذاتية
في تفسير نتائج المقابلة، حيث قد يختلف المرشدون المختلفون في ذلك. وقد تختلف هذه
النتائج مع الحقائق الموضوعية، وقد يخطئ المرشد في تقدير السمات أو يبالغ فيها حسب
خبرته واتجاهاته، وقد يكون متحيزا عند تسجيل ملاحظاته أو عند تحليلها.
7)
لا
تصلح المقابلة في حالات الأطفال و ضعاف العقول.
8)
تعتبر
المقابلة أكثر الوسائل اعتمادا على مهارة المقابل وأقلها خضوعا للقياس الموضوعي.
9)
انخفاض
معامل الصدق، وذلك لاختلاف الاستعدادات والقدرات والميول وتقدير المشاعر.
10) انخفاض معامل الثبات، وذلك لاختلاف مشاعر
العميل تجاه خبراته ومشكلاته من يوم لآخر.
أخطاء يمارسها المرشد مع المسترشد أثناء المقابلة (Mistakes made by the mentor during the
interview):
1) مقاطعة
المسترشد في كلامه والحديث عنه، وعدم تركه يعبر عمّا في نفسه، يجب أن يتحدث
المسترشد أكثر من المرشد، فالمرشد دوره في المقابلة الإنصات والاستماع وفتح نوافذ
عديدة تتيح المجال للمسترشد لكي يتحدث عن وضعه النفسي والأسري ويفهم ذاته ويدرك
مشكلته.
2) الانشغال عن المسترشد في محادثات جانبية،
أو النظر في ساعته، فيحس من خلالها المسترشد بأن المرشد غير مهتم بحالته وهذا يقلل
من شأن المرشد في نظر المسترشد.
3) مقابلة الطالب أمام الغير، حينها لا
يستطيع المسترشد أن يخبر المرشد عن خصوصياته، لذا فإنه من الأخطاء الشائعة اشتراك
المرشد الطلابي ووكيل المدرسة في غرفة واحدة.
4) بعض المرشدين يكون دورهم في المقابلة دور
المحقق الذي يحقق في حادثه هدفه أخذ الاعتراف ليقرر العقاب.
5) قد يتصرف المرشد أمام المسترشد بتصرفات
تفقد المرشد هيبته ووقاره أمام المسترشد، كأن يمزح مع المسترشد مزحاً غير لائق.
6) إحراج المسترشد بأسئلة خصوصية قد تقود إلى
التزام المسترشد بالصمت والمقاومة مما يؤدي إلى فشل المقابلة الإرشادية.
7) ظهور المرشد بلباس غير لائق أمام المسترشد
مما يفقد المرشد هيبته في نظر المسترشد، لذا يجب أن يكون هندام المرشد نظيفاً
مرتباً مقبولاً بدون مبالغة.
8) عدم التخطيط للمقابلة الإرشادية، ومقابلة
المسترشد في أي وقت وطرح أسئلة عشوائية عليه لا تؤدي إلى نتيجة أو الحديث مع
المسترشد في أمور جانبية خارجة عن موضوع المقابلة. المقابلة في الإرشاد النفسي ليس
الهدف منها كسب مصلحة من المسترشد أو تحقيق هدف غير مساعدة المسترشد في التغلب على
ما يواجهة من مصاعب تقف حائلاً دون تحقيق أهدافه في الحياة ليعيش عيشة راضية
مطمئنة، لذا فهي تتسم بسمات خاصة تقوم على كسب ثقة المسترشد حتى تستمر ويتحقق الهدف.
المصدر:
الدكتور هاشم فرحان المحمداوي
المراجع:
الحواجري،
احمد محمد، 2007، المقابلة الارشادية، مجلة العلم
الخطيب،
صالح احمد 2012، الارشاد النفسي في المدرسة، دار المسيرة للنشر
ابو
اسعد، احمد عبد اللطيف، علم النفس الارشادي، مطبعة العلوم التربوية جامعة مؤته
الشمري،
سلمان جودة مناع 2017، فنيات واساليب ارشادية، مكتبة توته
ابو
اسعد، احمد عبد للطيف، 2015، المقابلة في الارشاد النفسي، دار المسيرة للنشر
والطباعة
زهران
حامد عبد السلام، 1998، الارشاد النفسي والتوجيه
عمر، ماهر محمود، المقابلة في الارشاد والعلاج النفسي
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
العقاب كوسيلة تربوية: ما هي أنواعه؟ وما مدى فاعليته؟
5 تقنيات للاسترخاء للتخلص من الأرق والتوتر
نوادر العرب: ضريبة الحمير على حكم الزوجات
12 طريقة طبيعية لتحسين الذاكرة
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية
البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل
العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين
والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق