يقول
أحد الآباء: لو عرفت ما سوف يؤول إليه حال إبني، ما طرت به فرحًا يوم مولده، وما
حرمت نفسي من كل شيء من أجله، وما علّقتُ عليه آمالاً حين يكبر.
أدركت
أن كل آمالى صارت سرابًا، بعد أن صار شابًا يعتمد على نفسه، صحيح أنه يحبني، ولكن
حبه لنفسه أشد، تمنيت أن يكون لي عونًا، رغم أنني لست في حاجة إليه، يؤذيني بلسانه
رغم أدبه مع الناس كافة.
قلت
له: لا تندم على خير فعلته، فأنت فعلت ذلك مرضاة لربك، وحرصًا على قيامك بدورك،
وأداء للأمانة التي جعلها الله في عنقك، فلن يضيعك الله تعالى، وكل ما كنت ترجوه
من ابنك، سوف ييسره الله لك، به أو بغيره، فكل خير يصيبنا إنما هو عطاء الله، ساقه
على أيدي بعض خلقه، ويكفي قولك أنك من فضل الله: لست في حاجة إليه، فهذه نعمة أسأل
الله أن يديمها عليك.
ينبغي
أن تحمد الله أنه كان سببًا في فرحك وسرورك أكثر من عشرين عامًا، وينبغي أن تكون
سعيدًا ما دام هو بخير، فهذا هو عطاء الآباء، يغدقون العطاء لأولادهم ولا ينتظرون
منهم ردًا.
استمر
في الدعاء له بالهداية، ليس من أجلك فقط، ولكن حرصًا عليه، كي لا يحرم نفسه من نهر
الخير المتدفق أمامه، وهو الحرص على بِرِّك، فبِرُّ الوالدين من أهم أسباب السعادة
في الدنيا والآخرة، وأيضًا أملاً في صلاحه، ليكون الولد الصالح الذي لا ينقطع
به عملك بعد عمر طويل زاخر بالطاعة وحسن العمل، وتذكر قول رسول الله - صل الله
عليه وسلم: "رحم الله والدًا أعان ولده على بِرِّه، قالوا: كيف يا رسول الله؟
قال: يقبل إحسانه، ويتجاوز عن إساءته".
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع
تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات
معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق