الأربعاء، 27 فبراير 2019

• عشر عبارات نقتل بها أولادنا


كثيرٌ من الكلمات سمعناها من أهلنا ونرددها على مسامع أبنائنا دون أن نعي ما لها من آثار سلبية على نفسية أطفالنا ومستقبلهم، فالكلام المُعّلَّب الذي يستخدمه الأهل هو أشبه بالجرثومة التي تنخر قدرات الأولاد وتضعفها، ولتفاديها يتعين على الأهل التدقيق في كلامهم قبل التفوه به، يكفي أن يصغوا إلى ما يقولونه بدلاً من أن يسمعوه فحسب.

هذه عشر عبارات نقتل بها أولادنا... فلا تقولوها أبداً!
1)   من المفترض أنك حتماً ستنجح 
عندما تفرض على ابنك أن عليه أن ينجح "من كل بد" فإنك تعلمه قياس المسافة قبل أن يبدأ حتى باجتيازها، إنك تُعرِّضه للضغط وللإحباط والحرمان وعدم القدرة على تقدير ما لديه، إن فرض هذا على أولادكم يخفّف من كفاءتهم حتى قبل أن يدخلوا اللعبة. سوف يصبحون عاجزين عن إرضاء أنفسهم، ويظلون غير مكتفين بما يحققونه. عندما تقول لابنك أن عليه أن ينجح "من كل بد" فأنت تعتبر النجاح غاية بحد ذاته. وما يهمك ليس ما يتعلمه ابنك أو المتعة التي يستمدها من ذلك، بل الورقة التي سينالها في النهاية. ألغوا كلياً عبارات "من كل بد" و"حتماً" و"قطعاً" من قاموسكم وشجعوا أولادكم على العمل والمجهود بغض النظر عن النتيجة. امنحوا أولادكم الحق في ارتكاب الخطأ وفي البدء من جديد..
2)   أتعلم يا بني أني عندما كنت في سنك كنت أحب كثيراً كذا وكذا
هذه المقارنة بين الولد ووالده أو والدته تضعف ثقة الطفل بنفسه وتحط من قدره وتولد في نفسه شعوراً بعدم الكفاءة. فعندما يغرس الأهل في ذهن ولدهم هذه الآلية القائمة على المقارنة "إنه أفضل مني"، تصبح هذه الآلية في ما بعد الوقود المحرك لعقدة الدونية عند الولد. إن تكرار عبارة "أنا، في سنك" على مسمع الولد يلبسه صفة الخاسر. كما أن مقارنة مؤهلاته ومعرفته ومهارته وذكائه يُشعره أننا نحدد وجوده، بشكل رئيسي، بالمقارنة مع الآخرين، إذا أردتم أن يحقق ولدكم ذاته وأن يشعر بالراحة مع نفسه، فلا تعيقوا استعداداته الشخصية بالإفراط في المقارنات. المقارنة هي وليدة التشكيك.
3)   إذا لم تكن عاقلاً وهادئاً، فلن أحبك بعد الآن
امتنعوا عن اللجوء إلى تهديد أولادكم بالتوقف عن حبهم، بهدف معاقبتهم، حتى وإن كان ذلك من باب المزاح. فالمشاعر التي تربطكم بفلذة كبدكم هي مشاعر مقدسة. فإذا منحته الحب دون قيد أو شرط عاش حياة بنّاءة وبادلك الحب أضعاف. أما إذا حرمته من هذا الحب أو كبلته بشروط مقيدة "إذا لم تكن عاقلاً، فلن أحبك بعد الآن" فسيحيا حياة مدمرة تدفع أنت ثمنها طوال حياتك.
4)   أنت مقرف
إن الوالد أو الوالدة الذي يستخدم كلاماً بذيئاً لإسكات ولده يخلق عنده شعوراً قوياً بأنه منبوذ، إضافة إلى شعور بالذل والخزي. ينبذ الوالد ابنه بعنف لأنه اعتمد سلوكاً أزعجه هو فيبعده عنه كشيء مقرف. "بما أنني مقرف، سأتصرف بطريقة مقرفة!"، هذه هي الرسالة التي تنطبع في شخصية الولد الانفعالية. إن الإكثار من استخدام كلمة "غبي" أو "أبله" يشير إلى وجود اضطراب عاطفي نفسي عند الوالدين، يمكنه أن يؤدي إلى إصابة الولد بنقص عاطفي شديد الخطورة.
5)   أنت صغير جداً، ستفهم عندما تصبح كبيراً 
هذا النوع من العبارات ينزل الولد إلى مستوى الأبله. بهذه الكلمات، نكبت فضوله الطبيعي. وتعبر هذه الصيغة الكلامية عن رفض اعتباره كائناً يتمتع بملكة الذكاء. إن الوصول إلى المعرفة هو حجر الزاوية في الديمقراطية. ومنع الوصول إلى الحقيقة يعزز تشكل المجتمعات المغلقة على تطور الإدراك. الولد الذي يُمنع من إشباع فضوله المشروع، يصبح في ما بعد راشداً غير مهتم بمشاكل مجتمعه، فيستسلم لا يقوى على التمرد في وجه الظلم ويصبح في الكثير من الأحوال ضحية هذا الظلم.
6)   أسرع، عجّل، بسرعة
لكثرة ما تستعجلون الأمور، تفسدون إيقاع ولدكم، وهو إيقاع لا يتطابق بالضرورة مع طريقتكم في فهم الوقت. إذا أردتم أن يحترمكم ولدكم، احترموا إيقاع حياته ولا تفرضوا عليه أبداً إيقاعكم الخاص. ويعني هذا أنكم يجب أن تتكيفوا مع إيقاعه، لا أن تجبروه على اللحاق بكم. "أسرع" و"استعجل" فعلان ينتميان إلى مفردات عدم الإنجاز. إذا اعتبرتم أنه من الأفضل لولدكم أن يكون مبادراً وفاعلاً في حياته، توقفوا عن توتيره ودعوه يقوم بمختلف شؤون الحياة بإيقاعه هو.
7)   يجب أن تهلك نفسك بالدرس لتنجح في الشهادة الثانوية
الرسالة الضمنية رسالة عنيفة. سيضطر ابنكم إلى إهلاك نفسه فعلياً لكي يطيعكم وينجح في نيل تلك الشهادة اللعينة التي تحتاجون إليها. ثم في وقت لاحق، بعد سنوات عدة، "سيهلك نفسه" مجدداً لإرضاء رئيسه في العمل (الوالد البديل) لئلا ينضم إلى قافلة المصروفين من العمل. "سيهلك نفسه بالعمل" حتى يصاب بجلطة في القلب أو بورم سرطاني، هذه الرسالة هي بذرة الشعور بالذنب، والشعور بالذنب هو وفقاً لبعض الباحثين في علم الأورام، أحد العوامل المساعدة على ظهور السرطان ولكن ليس فقط السرطان! فمن يهلكون أنفسهم في العمل يمرون بجانب الأشياء الممتعة في الحياة من دون أن يستفيدوا منها فلا يرون ولدهم يكبر مثلاً.
8)   لا تبك
دع ابنك يعبر عن مشاعره السلبية، لا تستخدم عبارات مثل "الصبي لا يبكي!"، "لا تبكي بدون سبب!" "أنت كبير" "لا تغضب"، فقد يكبت الولد انفعالاته كلها، السيئة منها والجيدة أيضاً. إن عدم القدرة على التعبير عن الانفعالات التي نحس بها هو أحد الاضطرابات العاطفية الخطيرة التي تتربص بالطفل الذي يكبت دائماً غضبه. إذ يزداد احترام الولد لوالديه عندما لا يمنعانه من التعبير عن أفكاره السيئة ولكن من دون أن يوافقاه عليها، وعلى أن يبقى هذا التعبير عما في داخله كلامياً فقط.
9)   حاول! 
لا تقل لابنك "حاول" فمن يحاول لا يخاطر بأي شيء. إنه لا يلتزم، ويعرضّ نفسه لخيبات كثيرة. يحمل فعل "حاول" في طياته جرثومة الفشل. فهو يزعزع ثقتنا بنفسنا ويضعف قناعاتنا ويعيق قدرتنا على بذل الجهد والوقت اللازم لتحقيق ما نريده. إنه يجنّبنا تحمل مسؤولية نجاح مربِك، ويجنبنا التوتر والضغط الناتجين عن ضرورة النجاح دوماً. أيها الأهل المهتمون المتيقظون، ارموا في سلة المهملات كل النصائح الفطنة من نوع: "يمكنك أن تحاول"، فهي تضمن لأولادكم الفشل.
10)         أنا متفق معك تماماً.. ولكن
"لكن" حرف استدراك رهيب وعنيف يعمل عمل القمع في النفس. إنها مقصلة كلامية تسقط كشفرة حادة، أو منعطف حاد ومفاجئ! تلغي "لكن" الجزء الأول من الجملة. ويمكن أن يسبب الإسراف في استخدام هذا الحرف إعاقة خطيرة لروح المبادرة لدى طفلكم. ولكثرة ما ترددوون عليه هذه الكلمة، لن يجرؤ على التصرف من دون العودة إلى السلطة. سيعيش حياته خاضعاً لشرط معطل، ورأسه دوماً على خشبة المقصلة. "أريد.. ولكن.." تعنى أني لا أريد، وهذه اللازمة الكلامية هي في أساس المقاومة السلبية.
أخيراً.. تساهم الكلمات في جعلنا نشعر بالراحة مع أنفسنا وبالراحة في دورنا كأهل. والأهل الذين يشعرون بالراحة مع أنفسهم يربون أولاداً طيبي النفسية. إن نجاح أولادكم رهن بكلماتكم. يمكنكم أن تكونوا مصدر طاقة بالنسبة إلى أولادكم، فهذه المسألة قائمة على الكلمات التي تتبادلونها معهم والمواقف التي يمكنهم أن يتشربوها منكم. كما يمكنكم أن تكونوا مصدر تسمم فكري لهم!
المصدر: كتاب "كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولها أبداً" لِـ جوزرف وكارولين ميسينجر

تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا                                 
       

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضاً وأيضاً

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق