قصة وعبرة

الثلاثاء، 1 يناير 2013

• فرن الطابون الفلسطيني



          قبابي الشكل، متعدد الأحجام، لم يخل من بيت فلسطيني في القرى والأرياف الفلسطينية قبل نكبة (1948)، فهو الفرن الشعبي التقليدي لصناعة الخبز البلدي، وطبخ العديد من أصناف الطعام في المطبخ الفلسطيني مثل: المسخّن، والقِدْرة، هيكله مصنوع من «اللِّبْن» - الطين المخلوط بالتبن - ويخصص له سعَيف ملحق به مخزن لوقوده المكوّن من (الروث الجاف والقش).

          تفرش أرضية الطابون بـ«القالْ» و«الرضْفْ» وهي قطع من «الزلط» تجلب من قيعان الأودية الجافة، وتتصف بالصلابة الشديدة، تُترك في قمة «الطابون» فوهة بقطر كاف لإدخال ألوان الأطعمة المختلفة.
          يُحمى «الطابون» قبل استعماله بوقت كاف بوقود عضوي محلي مكون من الروث الجاف والقش.
          بعد إحماء «الطابون» يصبح جاهزًا لاستقبال أصناف الأطعمة المختلفة من أرغفة الخبز المعجون من طحين حبوب القمح الكاملة، والقدور الفخارية مختلفة الأحجام بما تحتويه من لحوم وأرز.. إلخ، والطبق الشعبي الفلسطيني المشهور (المُسخّن) المكون من خبز القمح مع زيت الزيتون والبصل والسماق ولحم الدجاج.
          يقوم على بناء «الطابون» ويشارك في صناعته الفلاح تعاونه زوجته وأبناؤه وبناته، وأحيانًا الجيران في جهد تعاوني حميم.
          خبز «الطابون» صحي ولذيذ يتكون من طحين حبوب القمح الكاملة، والأطعمة المطبوخة فيه صحية شهية تحتفظ بمحتواها من الفيتامينات والمعادن، مقارنة بوسائل الطبخ العصرية حاليًا، مثل «الميكرويف» أتذكره فأكتب:
يا خبز الطابون مع زيت الزيتون والزعتر والكمون
يا وجبتي المفضله في طفولتي المبكرة في أرضي المقدسة
لونك أشقر كالدبور يفوح بالبخور في حمأة التنورْ
في حضن أمي ألوذ مرددًا أقولْ
من قمح البلادْ ولحم الدجاجْ
إلي «بالمسَخَّنْ» طبقي المفضلْ
أحن إليك من يد أمي
افتقدتك الآن يا «مُسخّنْ»
بعد فقد الوطنْ                                                                       
بعد فقد الحنونْ
أنتظر المنونْ
بعيدًا عن الوطنْ
أكابد المِحَنْ
أودع الزيتونْ
والزعتر والليمونْ
رحماك ربي أقولْ
ثبت عبدك بالإيمانْ
وارددني إليك في الجنانْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق