من المؤكد أن
كلماتنا تصنع شخصية أبنائنا، من هنا يجب أن ننبه إلى أمر هام، وهو أن ننتقد السلوك
الذي فعله الابن وإظهار ما به من سوء، مع احترام ذات الطفل وعدم التعرض لها؛ حتى
يتسنى له تقبل نفسه كإنسان سويّ، وهذا يساعدنا تلقائياً في تصحيح سلوكه السيّء.
فإذا تفوه
الطفل بكلمة سيئة فيجب أن نقول له: "هذه كلمة سيئة" بدلاً من "أنت
إنسان سيء"، وإذا كذب ذات مرة نخبره أن الكذب حرام وأن الكاذبين مكروهون
بدلاً من أن ننعته بالكذاب.
"وقد
يبدو الفرق طفيفاً بين الأمرين، إلا أنه لا شك شديد التأثير على الولد خاصة،
ومهمتك أن تساعده على تقبل نفسه كإنسان، ومن ثم، ومن خلال هذا القبول للنفس، سيبدأ
الولد بالسيطرة على سلوكه وأفعاله، وكلنا يشعر أحياناً بالغضب والقسوة، فهذه طبيعة
البشر، إلا أننا لا نستفيد أبداً من محاولة رفض أنفسنا ووصمها بالشر والفساد،
وعلينا بالمقابل أن نواجه هذه المشاعر الإنسانية، ونتعلم كيف نتعامل معها من غير
أن نؤذي أو نجرح الآخرين من حولنا. ولن يتعلم الولد كل هذا في يوم وليلة، وإنما
يمكنه أن يبدأ عملية التعلم هذه رويداً رويداً منطلقاً من قاعدة الحب والقبول
لنفسه؛ ليتعلم كيف يتعامل مع نفسه أولاً، ومع الآخرين ثانياً. والقاعدة الذهبية
هنا أن تقبل الولد كما هو، وأن تساعده على تكوين الشعور الحسن والإيجابي عن نفسه.
ومن ثم يمكنك العيش والتفاعل معه ليصبح إنساناً إيجابياً سعيداً مطمئناً في
المجتمع، إنساناً قادراً على النظر في سلوكه وأفعاله، وعلى أن يحسن الاختيار
الحكيم في حياته، وإنساناً يفهم نفسه ويحترمها كما يفهم ويحترم الآخرين".
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق