- انتبه !
- تقول له
أمه :
- انتبه !
يقول له جده
:
- الكلب يمكن
أن يعضك. أنت لا تعرفه.
تقول له
جدته:
- القط يمكن
أن يخدشك، القط ليس دمية.
لكن الصبي
الصغير يداعب الكلب.
الصبي الصغير
يهز القط.
الكلب يلحسه،
والقط يموء، فيضحك الصبي الصغير من الكبار لأنهم يخافون وهو لا يخاف شيئاً.
يتساءل الصبي
الصغير:
- ما جدوى
الخوف؟
أنا لا أخاف
ولا يحدث لي شيء.
يقول له
أبوه:
- لسوف
ترى.
تقول
له أمه:
- سوف
ترى.
يقول
له جده وجدته:
- سوف
ترى.
الصبي
الصغير يسكن عمارة عالية مثل البرج إلى درجة أننا من أسفله لا نرى قمته المغطاة
بالسحب، السحب البيضاء والسحب الرمادية، السحب السوداء، السحب الشريرة، والبيضاء.
وفي
هذا البرج، يوجد مصعد محظور على الأطفال.
الجميع
يقولون للصبي الصغير:
- لا
تدخله، ممنوع.
لا
تدخله، إنه خطر، لا ينبغي أن تلمس شيئاً، يجب دائما أن تصعد مع شخص كبير.
يقول
الصبي الصغير لنفسه:
- أنا
لا أخشى شيئاً، فأنا كبير.
وقد
رأيت جيداً كيف يشغلونه، ثم أنا لدي رغبة شديدة في أن أصعده وحدي، أن أصعد وأهبط
وأضغط وحدي على أزراره.
ذات
يوم، يعود الصبي الصغير بالمشتريات مع أبيه.
يلتقيان
رجلا عجوزاً يبدأ الحديث مع والد الصبي الصغير.
يتناول
الصبي الصغير السلة ويقول:
- أبي،
سأنتظرك أمام المصعد.
يقول
له أبوه:
-
المهم أن تنتظرني، لا تصعد وحدك !
فيرد
الصبي الصغير:
- نعم
يا أبي.
الصبي
الصغير ينتظر أمام باب المصعد، وينتظر وقتاً طويلاً، وقتاً طويلاً جدًا.
لكن
والده لا يأتي.
حينئذ،
يفتح الباب ويدخل المصعد وحده .
مرة
أخرى ، ينتظر وقتا طويلاً ، لكن لا أحد يأتي .
عندئذ،
يضع السلة على الأرض ، يشب على أصابع قدميه .
قصير
الصبي الصغير.
يعرف
جيداً زر طابقهم، هو الأخير العالي، العالي جداً ، لكنه أصغر من أن تبلغ يده
الارتفاع الكافي.
حينئذ،
يضغط على زر آخر، على أول زر يمكن لمسه ويقول لنفسه
-
سأصعد الأدوار الباقية على قدمي
يتحرك
المصعد ببطء، ثم يتوقف فينفتح الباب .
يخرج
الصبي الصغير بسسلته.
على
البسط، الظلام شديد
يبحث
الصبي الصغير عن زر النور.
يبحث،
يبحث، لكنة لا يجده.
الدنيا
مظلمة، مظلمة جداً، مظلمة تماماً.
يحس
الصبي الصغير شيئا غريباً في رأسه. يقول لنفسه:
- ما
هذا؟
هل
يمكن، أن يكون الخوف ؟ عندئذ ، يخاف .
بيده،
يتابع الحائط بطيئا متمهلا، وفجأة، لا تجد قدمه شيئا، كأن هناك حفرة.
يقول
الصبي الصغير لنفسه:
- ما
هذا؟
لا
يوجد شيء، سأسقط. أنا خائف.
ثم
يفهم أنه الدرج الذي ينزل.
يقول
لنفسه:
- لن
أسقط.
إذا
اتجهت إلى الجانب الآخر، سأعثر على الدرج الذي يصعد.
وفي
الجهة الأخرى تعثر قدمه على درجة سلم.
ويصعد،
يصعد في الظلام.
يصل
إلى بسطة، ثم إلى أخرى، أخرى غيرها، ثم غيرها أخرى، والظلام مستمر.
يقول
لنفسه:
- كان
يجب علي أن أعد الأدوار، لكني لا أعرف الحساب بعد.
لم أعد
أعرف أين أنا، أنا تائه، أنا خائف.
لا بد
أن أجد بابا أدق عليه وأطلب منهم أن يصطحبوني إلى شقتنا.
يتحسس
الحائط بيده، يشعر بباب من خشب، يدق عليه. وخلف الباب يسمع ضجة فظيعة، نباح، نخير،
شهيق وزفير.
يقول
الصبي الصغير لنفسه:
يوجد
غول خلف الباب، يختبئ في الظلام، أنا خائف.
ثم
يقول لنفسه:
- لا
يوجد غول في البيت. هذا ميرزا، كلب الجيران.
فينادي:
-
ميرزا! ميرزا!
وخلف
الباب، يعوي الكلب بسعادة.
يصعد
الصبي الصغير مرة أخرى وأخرى في الظلام.
ثم لا
يستطيع الصعود أكثر لأنه لم يعد هناك سلم، لم يعد هناك غير باب .
يفتحه
فيجد نفسيه على سطح البرج وسط السحب.
الصبي
الصغير يريد النزول، لكن الباب انغلق خلفه.
الصبي
الصغير يقول لنفسه:
- أنا
خائف!
سوف
أبقى هنا دائمًا فلا يمكن أن يراني. أحد وسط السحب.
عندئذ،
يفكر الصبي الصغير.
يفتش
في سلته.
يخرج
خمسة أصابع موز، فوط مطبخ جديدة من أجل الأم، ملابس من أجل الأخ الصغير، وشاح من
أجل الصبي الصغير، شلة صوف من أجل أخته الصغيرة، ودجاجة منزوعة الريش تمامًا من
أجل الجميع.
يمسك
شلة الصوف ويربط الدجاجة، ثم فوط المطبخ، ثم ملابس الأخ الصغير، ثم صدار- العمل،
ثم أصابع الموز الخمسة والوشاح، ويتركها تهبط من البرج أمام الشبابيك، ثم ينزلها
أكثر فأكثر مرة أخرى، حتى أسفل.
وأسفل،
مازال أبو الصبي الصغير يتكلم ويتكلم مع الرجل العجوز.
الرجل
العجوز يرفع رأسه ويقول:
- ما
هذا؟
-
انظر! هناك دجاجة منزوعة الريش تماما تهبط من السحب. أبو الصبي الصغير يرفع رأسه
أيضاً فيرى الدجاجة التي تهبط من السحب، ثم فوط المطبخ وملابس الأخ الصغير وصدار
العمل وأصابع الموز الخمسة والوشاح.
حينئذ
يقول:
- هو
الصبي الصغير !
يصعد
أبو الصبي الصغير في المصعد ويصل إلى سطح البرج.
ومع
الصبي الصغير، يجذب الخيط. وفي الشارع، الرجل العجوز وكل الناس يشاهدون مذهولين
وشاح الصبي الصغير، أصابع الموز الخمس، صدار عمل الأب، ملابس الأخ الصغير، فوط
الأم، وأقصى الطرف، أقصى الطرف دجاجة الجميع تصعد وتختفي وسط سحب المساء الشريرة.
أبو
الصبي الصغير غاضب، غاضب جداً.
يقول
الصبي الصغير:
- أنا
خفت!
عندئذ،
يعيدان كل شيء إلى السلة ويذهبان لأكل الدجاجة.
إقرأ
أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق