الخميس، 23 مايو 2019

• الطفل والخوف لماذا وكيف

لماذا وكيف يخاف الطفل؟ من يخاف أكثر.. الإناث أم الذكور
في البيت الكبير يجب أن يحس الجميع بالأمن والأمان.. والأطفال هم سكن البيت وأساس أمنه واستقراره، فإذا ما أحس الطفل بالخوف من أشياء معينة، سواء أكانت محسوسة أم غير محسوسة، فإن هذا يدفعه إلى القلق الذي قد يؤدي به إلى المرض.. ولكن هل يولد الطفل ولديه شيء من الخوف؟

الدكتور حامد عبد العزيز أستاذ علم النفس والعميد السابق لكلية التربية جامعة المنيا يقول: الخوف الطبيعي عملية فسيولوجية بحتة تبدأ عند الطفل في الشهر الثاني، كأن ينزعج عند سماعه لصوت مفاجئ أو يتعرض لحركة غير متوقعة، ورد فعله للخوف يظهر من خلال توتر عضلاته وبحلقته وهز الأيـدي والأرجل.. وهذه مسألة طبيعية.. ولكن إذا تزايد الخوف وتكاثرت مصادر الرعب والفزع يتحول الأمر إلى مسألة مرضية.
فكيف يتحول الخوف إلى مرض؟ وما هو دور الأم في مواجهة ذلك؟ وهل تخاف الإناث أكثر من الذكور؟ وكيف نعلم أطفـالنـا الشجاعة والإقدام؟
يقول الدكتور مرزوق عبد المجيد أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر: مخاوف الأطفال قد تكون حقيقية أو خيالية.. وقـد لا يستطيع الطفل التصدي لها أو التغلب عليها، وهي إما أن تكون مخاوف واقعية كالخوف من السقوط من مكان مرتفع، أو الخوف من حيـوان معين، أو من سماع صوت مفزع أو من شخـص غريب، أو التعرض لحادث مؤلم أو كارثة طبيعية وقد تكون هذه المخاوف معنوية كالخوف من الفشل أو النقد أو اللوم، أو الخوف من الظلام. أما المخاوف المستحيلة في هذه المرحلة فتتمثل في الخوف من الأشباح واللون الأسود والسحرة والعفاريت. وقد يؤدى الخوف المتزايد إلى الاضطراب والقلق وعدم الشعور بالاستقرار والهدوء النفسي. ومن مظاهره عند الأطفال عدم القدرة على التركيز والانتباه والقلق أثناء النوم ورؤية الأحلام المزعجة والشعور دائما بالحيرة والتوتر. ويرى الدكتور مرزوق أن أسباب الخوف والقلق عند الأطفال ترجع إلى إهمال الأم لأطفالها وتركهم للشغالات الجاهـلات وتعرضهم لقصص وحكايات مخيفة أو مواقف صعبة.
علاقة الخوف بالخيال
اما الدكتور عزت عبدالعظيم أستاذ علم النفس بجامعة بنها فيرى أن الأطفال يتفاوت خوفهم طبقا لدرجة تخيلهم.. فأكثر الأطفال تخيلا وتصورا هم أكثرهم هلعا وخوفا.. ومن أسباب الخوف عند الأطفال، طريقة التربية الخاطئة من جانب الأسرة كالحض على العزلة وتمجيد الانطـوائيـة وعدم اللعب مع الأطفال، وتدليل الأم لطفلها وقلقها الزائد عليه
نحن نهتم بالمرض الجسدي
الدكتور فرماوي محمد أستاذ التربية بكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة يؤكد أن كثيرا من الأمهات قد يتابعن بانتظام عملية التغذية ويفزعن للمرض الجسدي، في حين يهملن ويجهلن جـوانب المرض النفسي وأسبابه، وظواهره التي تتمثل في القلق والتوتـر والخوف المرضي.. والخوف والقلق قد يكون طبيعيا عندما لا يتجاوز حدود رد الفعل البسيط، ولكنه يصبح مرضيا إذا تجاوز الحدود الطبيعيـة وأصبح خطرا يهدد التوازن النفسي للطفل. ومسألة الخوف هذه ترجع لأسباب عديدة منها درجة ثقافة الأم ووعيها والبيئة الأسرية والمدرسية التي تحيط بالطفل والجو العام الذي يعيش فيه.. وهناك عوامل عديدة تؤثر في اضطراب الطفل، منها كثرة مشاهدة أفلام العنف وسماع الحواديت الخرافية الممزوجة برموز الأشباح والعفاريت وترك الأم طفلها لبيئة اجتماعية غير صحية نفسيا وإهمالها له.. والطفل في هذه السن الصغيرة يتمتع بخيالات واسعة تؤهله لأن ينسج عالما خاصا به.. وحدود هذا العالم قد تكون مليئة بالخوف والتوتر والفزع الدائم أو قد تكون مليئة بالشجاعة والإقدام والصبر والقيم الإنسانية الرفيعة. وهذا يتوقف على درجة وعي الأم وحرص المسئولين في البيت والمدرسة ووسائل الإعلام على خلق وإبداع جو نفسي متوازن وصحي للطفل وتختلـف الاستعدادات النفسية من طفل إلى آخر. فهناك طفل من طباعه الجرأة. وآخر الانطوائية..
فالطفل الخائف المنطوي يجب أن نعزز ثقته بنفسه ونشجعه إذا قام بأداء مهام ولو بسيطة ونجعله يعبر عن نفسه ويمارس هوايته بحب. أما إذا تعرض الطفل لحادث مخيف أو موقف مفزع كسماعه فجأة طلقات رصاص أو صوت مدفعية، أو تعرض مثلا لكارثه طبيعية مثل الزلازل والرعد فالمسألة هنا لها جانبان هما البعد الإيماني والعلمي، بأن نشرح للطفل بهدوء وبلغة بسيطة يفهمها الإيمان بالقضاء والقدر، ثم نحاول أن نفهمه الأبعاد العلمية أو الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث بأسلوب سهل وبدون انفعال أو مبالغـات، لكي يفهم ويدرك بعقلـه أن الحياة مستمرة وتتطور.. وإذا تعرض الطفل لمصادر الخوف يجب أن نتعامل معه بهدوء..
أما الدكتورة فؤادة هدية أستاذة الصحة النفسية بمعهد دراسات الطفولة فتقول: الخوف الطبيعي وعند الأطفال مسالة وراثية وفسيولوجية ولها دور تربوي.. أما الخوف والقلق كظاهرة مرضية فيشكل خطورة على شخصية الطفل المستقبلية.. فالخوف المرضي هو عبارة عن شحنات من القلق والتوتر نتيجة لعوامل مختلفة غير مناسبة للسن وغير منـاسبة للموقف. وللخوف درجات قد تختصر في عرض من الأعراض الظاهرية كلها ومن أحد أسبابه الأسلوب الخاطئ في التربية.. وهناك أنواع عديدة من الخوف.. منهـا الخيالي المرتبط بالخرافات والعفاريت، ومنها الخوف الجنسي كالخوف من بعض الحيوانات، والخوف الواقعي المرتبط بأحداث ووقائع كالكوارث البيئية والحوادث الفجائية والأماكن المظلمة والعالية. وقد يؤدي الخوف الشـديد إلى تعرض الأطفال لصدمات عصبية وأمراض نفسية لها خطورة شديدة عل المدى القريب والبعيد على الصحة النفسية والعصبية للأطفال.
ولكن هل تخاف الإناث أكثر من الذكور؟
في دراسة ميدانيـة للدكتـور عبدالرحمن عيسوي رئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية أثبت أن الأطفال الإناث أكثـر خوفا من الذكور، وذلك يرجع إلى أن الذكر في مجمتعاتنا العربية يتمتع بقدر من الحرية يفوق ما تتمتع به الأنثى، إلى جانب أن خوف الآباء على الأنثى يفوق خوفهم على الذكر، كما أن التركيب الانفعالي والـوجـداني والعاطفي لشخصيـة الأنثى قد يجعلها أكثر خوفا، علاوة على التنشئة الاجتماعية التي تجعلها أقل تعرضـا للمخاطر وأكثـر طلبا للحماية.
الخوف والقلق؟
يقول الدكتور أحمد عبدالخالق أستـاذ علم النفس بجامعـة الإسكندرية: القلق شعـور عام بالرعب أو الخشية أو أن هناك مصيبة على وشك الوقوع، أمـا الخوف فهو استجابة لخطر واضح وموجود فعلا، في حين أن القلق استجابة لتهديد غير محدد أو غير معـروف.. ولكن الخوف والقلق متلازمان وفي كلتا الحالتين يتوتر الجسم ويضطرب التنفس، ويصاب الإنسان بالمرض العصبي والنفسي والجسماني.
كيف نجنب أطفالنا الخوف؟
الدكتورة فؤادة هدية ترى أن الحب والتفاهم والتحاور والحنان والاحترام من جانب الأسرة هي أفضل الوسائل لتجنب الخوف لدى الأطفال، فالحوار واحترام وجهة نظر الطفل وآرائه وانفعالاته مدخل لثقته بنفسه، ويجب أيضا على الأم أن تعرض طفلها لخبرات حياتية ومـواقف تتناسب مع قـدراتـه وإمكاناته النفسية، وتعطيه الوقت لكي يستوعب هذه الخبرات ويتعلم منها، ويجب أن تحترم لحظات ضعفه بالحنان لا بالتأنيب والتقليل من شأنه وخصوصا بين الآخرين. كما أن اللعب وممـارسة الهوايـات والتعرف على البيئة وفهم أسرارها أحد العوامل التي تساهم في استقرار الطفل ونضج شخصيته.
                                                                                   الدكتورة ليلى بيومي / مجلة العربي
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا                                 

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق