تتسبب أمور كثيرة مثل الحظر المنزلي أيام
انتشار الأوبئة في المشكلات لدى مختلف أفراد الأسرة، مما قد يؤدي إلى التوتر
والعصبية وظهور الكثير من المشاكل بين أفراد الأسرة بعضهم البعض؛ لأن الأوقات
العصيبة تؤثر على نفسية أفراد الأسرة كما تؤثر على استطاعتهم القيام بواجباتهم.
لذلك حاول أن تتعامل مع المشاكل الأسرية عن طريق تعلّم الطرق الفعّالة لحلها.
أولاً: تبني طريقة صحية لحل المشاكل
1) حدد وقت للتحدث مع بعضكم
كمجموعة. بالرغم من أن حل المشاكل الأسرية قد
يبدو مستحيلًا أحيانًا، إلا أن العمل عليها سويًا كفريق واحد سيجعل الأمر أسهل.
أولى خطوات حل المشكلة هي الاعتراف بوجود المشكلة، ثم بعد أن يهدأ أفراد الأسرة
ينبغي أن يجتمع الجميع للعمل على إيجاد حل للخروج من تلك المشكلة.
· حدد موعدًا لاجتماع الأسرة بحيث يناسب
موعده جميع أفرادها، وأعلِم الجميع بالهدف من ذلك الاجتماع وأنك تريدهم أن يحضروا
بحلول واقتراحات.
· انتبه إلى أن وجود الأطفال الصغار قد يعيق
اجتماع الأسرة، لذلك حاول جمعهم في حجرة منفصلة، إذا كنت تتوقع أن يفقد أحد أفراد
الأسرة أعصابه أو إذا كانت هناك مشكلات ذات حساسية.
· ينصح الأطباء النفسيون بعقد اجتماعات
أسرية بصفة منتظمة، فهذه العادة تمكّن أفراد الأسرة من حل أي مشكلات قبل أن تتكون
مشاعر كره بين أفراد الأسرة وبعضهم البعض، كما يحسن التحدث مع أسرتك بصفة منتظمة
من التواصل بينكم ومن الروابط الأسرية.
2) ركز على المشكلة الحالية.
يميل الناس إلى جلب كل المشاكل التي لم يتم حلها بين أفراد الأسرة بعضهم البعض
عندما يحدث أي خلاف جديد، وهو ما يعيق كليًا حل المشكلة الحالية ويهدم المناقشة
كليةً.
· لذلك اجتهد في التركيز على المشكلة
القائمة وأعطها الأهمية القصوى، فتراكم المشكل أو جلب مشاكل الماضي لن يساعدكم
أبدًا على حل المشكلة القائمة.
3) اطلب من الجميع أن يوضحوا ما
يقصدون بكلامهم. التواصل المباشر والمكشوف مهم جدًا
من أجل الوصول لحل فعال للمشكلة، وينبغي أن يستخدم جميع الأطراف الجمل التي تُبنى
على "أنا" من أجل توضيح احتياجات ومتطلبات وقلق كل طرف.
· تذكر أنك تحاول عدم تصعيد المشكلة أو
الخلاف والعمل على الوصول لحل؛ لذلك فإن استخدام جمل "أنا" ستسمح للجميع
بأن يعبر عن رأيه مع إظهار الاحترام للأفراد الذين يستمعون له، كما سيسمح لكل شخص
بالإفصاح عن مشاعره واقتراح حل للمشكلة القائمة.
· يمكن أن تكون جملة "أنا" مثل:
"أنا قلق من أن تنهار أسرتنا وأريد أن نصل لحل معًا" أو "أنا أخاف
كثيرًا عندما يتعاطى أبي شيئًا لأنه يبدأ في الصراخ فينا دون سبب وأتمنى لو أنه
يتوقف عن التعاطي".
4) استمع دون قطع الحديث.
فالاستماع أحد العوامل الأساسية التي تساعد على الوصول لاتفاق أثناء الخلاف
الأسري؛ لن تستطِع فهم ما يريد كل طرف قوله إلا بالاستماع إليه بطريقة فعالة،
ويتضمن الاستماع الفعال على: الانتباه لنبرة صوت المتحدث ولغة جسده، والسماح له
بالحديث دون قطع حديثه أو التعليق عليه، ثم إعادة صياغة ما قاله، لتضمن فهم الجميع
لما قيل بشكل صحيح.
· يجعل الاستماع الفعال الشخص المتحدث يشعر
بأنه مهم وأن رأيه مسموع، ويشجع الآخرين على أن يرغبوا في الاستماع لغيرهم، كما
يبدد الخلافات والمشاعر المتأججة، ويعيد بناء الثقة وقت الخلاف.
5) صدّق على ما قاله الآخرون
واحترم وجهات نظرهم. فالتصديق على كلام
الشخص يعني أنك تعترف بأفكاره وتقدّرها هي ومشاعره ومعتقداته. وبالطبع يمكن أن
تختلف آراؤك عن آراء الآخرين بشكل كبير، لكن التصديق على كلامهم يظهر أنك تعتبرهم
بشر مثلك يستحقون الاحترام والكرامة.
صدّق
على كلام أفراد أسرتك بقول شيء مثل: "أنا سعيد حقًا لأنك شاركتنا هذا
الشعور" أو "أنا أقدّر رغبتك الحقيقية في العمل للوصول إلى حل".
6) قرروا سويًا الحل المناسب
للمشكلة. حاولوا الوصول لحل وسط بمجرد أن يقول كل
طرف ما يحتاجه وما يقلقه، وفكروا في كل الاقتراحات التي اقترحها جميع الأطراف
وابحثوا عن الحلول الوسط. ينبغي أن يشعر جميع الحاضرين بالرضا عما توصلتم إليه من
حلول، كما يمكنم كتابة ما توصلتم إليه من خطوات لحل المشكلة لضمان التزام الجميع
إن لزم الأمر.
7) اطلب النصيحة من متخصص.
يمكنك استشارة الطبيب النفسي الخاص بالأسرة إن لم تستطع حل المشكلة، حيث يمكنه أن
يعطيك نصائح عملية من أجل التعامل مع مشكلة الأسرة القائمة.
ثانياً: معرفة معوقات التواصل
1) احذر من اختلاف ردود أفعال
أفراد الأسرة تجاه المشكلات. فاختلاف استجابة كل
فرد من أفراد الأسرة تجاه الضغط العصبي أو التوتر أحيانًا ما يكون أحد معوقات
الوصول إلى حل للمشكلة، لذلك ينبغي وضع تلك الاختلافات عين الاعتبار لأنه سينبغي
على كل شخص أن يختار كيفية مواجهة المشكلة عن وعي من أجل الوصول لحل حقيقي.
· تتسبب الخلافات أحيانًا في أن يصبح بعض
أفراد الأسرة عدوانيين نسبيًا أو أن يقفوا موقف المدافع عن أنفسهم، وهذا هو جانب "الهجوم"
فيما يسمى برد الفعل النفسي: "الهجوم أو الهرب". يمكن أن يتشاجر هؤلاء
الأشخاص إلى ما لا نهاية حتى لا يتحملوا مسؤولية أي خطأ قاموا به، أو أن يرفضوا
الاستماع لوجهات نظر الآخرين.
· يلجأ آخرون إلى جانب "الهرب"
وقد يحاول هؤلاء الأشخاص الهرب من الخلاف بأي ثمن، فقد ينكروا وجود أي مشكلة من
الأساس أو أن يعتقدوا أنه ليس بيدهم عمل شيء لحل المشكلة. يمكن أن يتظاهر أولئك
الأفراد من الأسرة أنهم لا يلاحظون أي توتر في المنزل أو بين أفراد الأسرة، أو أن
يقللوا من شأن تأثير ذلك عليهم.
2) اعترف بالمشاعر لكن تحكم بها.
إدراك المشاعر مهم جدًا لمعرفة التجربة الخاصة التي مررت بها أنت أو غيرك، فإذا
كانت لديك مشكلة في تحديد كيفية شعورك ستجد مشكلة في التحكم في مشاعرك أو التعبير
عن احتياجاتك وقت الأزمات.
· اعمل على تحديد مشاعرك أولًا. لاحظ
الأفكار التي تنتابك وما يشعر به جسدك والأفعال التي تريد أن تقوم بها. إذا كنت
تفكر بينك وبين نفسك مثلًا: "إنني أكره هذه الأسرة"، أو أن قبضة يدك
مضمومة بشدة وتريد أن تلكم أي شيء أمامك، فيمكن تسمية هذا الشعور القوي بالغضب أو
المقت.
· حاول بعد ذلك أن تتحكم في تلك المشاعر
القوية وتهدّئها حتى تستطيع المشاركة في حل المشكلة بطريقة فعالة. وحاول أن تقوم
بأي نشاط يساعدك على تهدئة مشاعرك، فإذا كنت حزينًا مثلًا يمكنك أن تشاهد فيلمًا
مضحكًا، وإذا كنت غاضبًا فقد يساعدك التنفيس عن غضبك بالتحدث مع صديق أو القيام بعمل
تمرينات رياضية شديدة.
3) قاوم الرغبة في الإلقاء
الاتهامات على الآخرين. لن يفيد اتهامك لشخص
آخر بأنه هو المتسبب في المشكلة، كما أنه سيجعل ذلك الشخص يقف موقف المدافع عن
نفسه ويعيق التواصل المثمر. لهذا حاول دائمًا أن تهاجم المشكلة وليس الشخص، فيمكنك
أن تحترم شخص وتحبه وتقدّره دون أن يتعين عليك أن تفعل كل شيء يفعله. إذا بدأت
باتهام الطرف الآخر أو من تحب بأنه السبب في المشكلة سيكون الوصول لحل المشكلة
صعبًا بعد ذلك.
·
واستخدام
جمل "أنا" هي أحد أفضل الطرق للتقليل من إلقاء اللوم على الآخر وتحفُّزه
للدفاع عن نفسه، فقل: "أنا أخشى أن تعاطيك قد يتسبب في أذى لأحد منا"
بدلًا من أن تقول: "المتعاطون أشخاص خطرون يجب عدم التواجد حولهم".
أفكار مفيدة
أسرتك
هي أهم أشخاص في حياتك كلها، لذلك فإن الصراع الدائم بداخلها سيؤثر سلبًا على
شعورك بالرضا عن حياتك بشكل عام. إذا لم تستطع حل مشاكل أسرتك، لا تترد عن طلب
المساعدة من طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي صاحب خبرة.
المصدر:
1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق