من الحضانة حتى الجامعة: • لماذا يعاني الشباب من الإرهاق العاطفي بسرعة؟

الأربعاء، 26 مارس 2025

• لماذا يعاني الشباب من الإرهاق العاطفي بسرعة؟

لماذا أصبح الإرهاق العاطفي شائعاً بين الشباب؟

في السنوات الأخيرة، تزايد الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن ظاهرة "الاحتراق النفسي" بين الشباب، رغم أن هذه الحالة كانت تُرتبط في السابق بالأعمار الأكبر سناً. يُفترض أن تكون مرحلة الشباب مليئة بالطاقة والحيوية، إلا أن الواقع الحالي يكشف عن تحديات نفسية تؤدي إلى الشعور المستمر بالإرهاق العاطفي، وفقدان الدافع، واضطرابات النوم، والمشاعر السلبية المتكررة.

ما هي متلازمة الاحتراق النفسي؟

الاحتراق النفسي هو حالة من الإنهاك العاطفي والعقلي، تحدث نتيجة التعرض المستمر لضغوط نفسية أو جسدية في الحياة الشخصية أو المهنية، أو كليهما. تؤثر هذه الحالة بشكل كبير على الصحة العامة للفرد، وتؤدي إلى تراجع ملحوظ في القدرة على التعامل مع التحديات اليومية.

أعراض الاحتراق النفسي

تتنوع أعراض الاحتراق النفسي بين الجسدية والنفسية، ومن أبرزها:

· انخفاض مستوى الطاقة.

· اضطرابات النوم.

· فقدان الشغف والحافز.

· الشعور بالتعب المتكرر.

· العصبية والتهيّج.

· الأرق المستمر.

· الشعور باليأس.

· ضعف القدرة على التركيز.

· الصداع المتكرر.

· تغير الشهية.

· التوتر والقلق المزمن.

إن تجاهل هذه الأعراض يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة العامة، مما يجعل التدخل والدعم النفسي أمراً ضرورياً.

لماذا يعاني الشباب من الإرهاق العاطفي بسرعة؟

في العصر الحالي، يتعرض الشباب لضغوط غير مسبوقة تؤدي إلى استنزاف طاقتهم النفسية والعاطفية. تتضمن هذه الضغوط الدراسة المكثفة، الامتحانات المتواصلة، التنافس في البيئة التعليمية، والضغط للحفاظ على حياة اجتماعية نشطة. بالإضافة إلى ذلك، تفرض وسائل التواصل الاجتماعي واقعاً مليئاً بالمقارنات والتوقعات غير الواقعية، مما يزيد من الشعور بالضغط والإرهاق.

غالباً ما يكون الجدول اليومي للشباب مليئاً بالمهام والمسؤوليات، مع قلة في أوقات الراحة، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم وفقدان القدرة على الاسترخاء. وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يُتوقع منهم تحقيق توازن مثالي بين الدراسة، العمل، والحياة الاجتماعية، دون توفير بيئة داعمة تضمن لهم فرصة للراحة النفسية.

عوامل تؤدي إلى الاحتراق العاطفي لدى الشباب

هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في ظهور متلازمة الاحتراق النفسي، من أبرزها:

· الضغوط الأكاديمية والدراسية المكثفة.

· ساعات العمل الطويلة في بيئة مجهدة.

· المسؤوليات الأسرية، مثل رعاية الأطفال أو أفراد العائلة.

· الصعوبات المالية وضغوط الحياة اليومية.

· فقدان أحد الأحبة أو المرور بتجارب شخصية مؤلمة.

· التواجد المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي ومقارنة الذات بالآخرين.

العواقب النفسية والجسدية للاحتراق العاطفي

عندما تُهمل أعراض الاحتراق النفسي، يمكن أن تتفاقم لتؤدي إلى آثار خطيرة على الصحة النفسية والجسدية، ومنها:

· ارتفاع ضغط الدم.

· ضعف جهاز المناعة.

· زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير طبيعي.

· اضطرابات النوم المزمنة.

· الشعور الدائم بالتوتر والقلق.

في المراحل المتقدمة، قد يظهر تأثير الاحتراق النفسي على الأداء الأكاديمي أو المهني، ويؤدي إلى ضعف القدرة على التفاعل الاجتماعي، مما يجعل من الضروري تعزيز الوعي بأهمية الوقاية والدعم النفسي.

كيف يمكن التعامل مع الاحتراق النفسي؟

من المهم توفير بيئة داعمة للشباب تتيح لهم فرصة الاسترخاء واستعادة النشاط. يتضمن ذلك:

· تعزيز مهارات إدارة الوقت وتخفيف العبء الدراسي.

· توعية الشباب بأهمية الراحة النفسية والجسدية.

· تجنب الضغط الاجتماعي الناتج عن مقارنة الذات بالآخرين عبر وسائل التواصل.

· تشجيع الحوار المفتوح حول الصحة النفسية دون وصم أو حكم.

خاتمة

إن فهم طبيعة الاحتراق النفسي وأسبابه يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية فعالة، ويعزز من قدرة الشباب على مواجهة التحديات النفسية بعقلانية وتوازن.

إقرأ أيضاً:

8 علامات تشير إلى أن لا غنى عنك في مكان العمل

أعيدي بناء علاقتك بابنتك المراهقة بطريقة عصرية

اكتئاب وقلق الشباب: بين ضغوط الحياة وسبل الوقاية