فكر قبل أن تقدم على أي تصرف، لا تصدر قرارات ارتجالية، يقول "دوج
باين": "يعتمد النجاح في تربية ولدك على قمعك لانفعالاتك، فالطريقة التي
تتصرف بها والاتجاه الذي تأخذك إليه عواطفك يمكن أن يكونا متعارضين مع مصلحة
طفلك".
ونحن – وللأسف الشديد – تتحكم
عواطفنا في قراراتنا، فكثيرًا ما يدخل الواحد منا بيته بعد يوم طويل شاق، ويرى خطأ
من أحد أبنائه فيصب عليه وابلاً من السباب والعقوبات، هي في باطنها تنفيس عن
المشاكل التي تعتمل في صدر الأب، وربما يغضب أحدنا من محادثة هاتفية فيغلق الخط ويلتفت
إلى ولده الذي يصدر ضجيجًا فيصرخ فيه ويعاقبه.
ولذلك نؤكد على الأب أن يجعل
قراراته التربوية سواء المكافآت أو العقوبات بمنأى عن حالته النفسية، وأن يضبط رد
فعله دائمًا حتى لا يظلم ولده، أو يوقع نفسه وعائلته في مأساة.. وإليك هذه القصة
الحقيقية:
كان أحد الأطفال يلعب داخل
المنزل، وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة، جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسُّر
الزجاج، فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول خشبة مرمية على الأرض وأقبل على ولده
يشبعه ضربًا... أخذ الطفل يبكي ويصرخ، وبعد أن توقف الأب عن الضرب، جرّ الولد
قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم حتى غلبه النعاس واستسلم للنوم...
وعند الصباح جاءت الأم لتوقظ
ولدها، رأت يديه متورمتين ومخضرّتين فصاحت في الحال.. وتم نقله إلى المستشفى، وبعد
الفحص قرر الطبيب أن اليدين متسممتان، وتبين أن الخشبة التي ضُرب بها الطفل كانت
فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ، لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من
فورة الغضب، مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه،
فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه ويموت،
فوقف الأب حائرًا لا يدري ما يصنع وماذا يقول...
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع
على إجراء العملية فقطعت يدا الطفل، وبعد أن أفاق من أثر التخدير، نظر الطفل فرأى يديه
مقطوعين، فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وببراءة تامة خاطبه قائلاً: "أحلف
بالله أني لن أكسر أو أخرب شيئًا بعد اليوم، ولكن أرجوك! أعد لي يديّ يا
أبي". لم يتحمل الأب الصدمة، وضاقت به السُبُل، فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب
إلا أن ينتحر، فرمى بنفسه من أعلى المستشفى... وكان ذلك سببًا في نهايته ومأساة
العائلة كلها.
إقرأ
أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق