يعتمد عدد كبير من الأهالي على
"الضرب" كوسيلة لتربية أولادهم وتعليمهم الخطأ من الصواب، ويقع العدد
الأكبر منهم في "الخطأ" من دون أن يدركوا ذلك، فيتخطّون حدود
"الضرب" على أساس قاعدة "من ضربك أحبك"، ليصبح العنف أسلوباً
في تربية أولادهم.
"من ضربك أحبّك"..
هذه المقولة التي ينطلق منها بعض الأهل في التربية المنزلية لـ"تلقين ولدهم درساً لا ينساه أبداً"، مرفوضة لأنها غير صحيحة على الإطلاق، فالذي يحبّنا عليه الإنتباه لنا ولأحاسيسنا وعليه ان يعاملنا بإحترام وحبّ، وهذا لن يتحقّق من خلال الضرب، لأن الضرب، وخصوصاً ضربة الكف، إهانة كبرى توجه للولد وتُحفر دائماً في ذهنه بطريقة سلبية ولا أحد يستحق ذلك.
والعنف في التربية المنزلية لا يوصل الأهل إلى الغاية المرجوّة، بل على العكس، يؤدي إلى فقدان الولد ثقته بنفسه وشعوره بإنعدام المسؤولية، فالعنف يعمل على تعطيل طاقات العقل والتفكير والإبداع لدى الولد، وإنه عملية تخدير مؤقت وليس حلاً جذرياً، لأن الطفل الذي توقّف بالقوّة عن القيام بعملٍ ما، سيعود حتماً إلى مخالفة النظام كلّما سنحت له الفرصة؛ كما أن الأهل لن يصلوا إلى الغاية المبتغاة من خلال الضرب، بل بالتفهم والحبّ والإستماع إلى الطفل وإعطائه الوقت الكافي للتعبير عن آرائه ورغباته.
هذه المقولة التي ينطلق منها بعض الأهل في التربية المنزلية لـ"تلقين ولدهم درساً لا ينساه أبداً"، مرفوضة لأنها غير صحيحة على الإطلاق، فالذي يحبّنا عليه الإنتباه لنا ولأحاسيسنا وعليه ان يعاملنا بإحترام وحبّ، وهذا لن يتحقّق من خلال الضرب، لأن الضرب، وخصوصاً ضربة الكف، إهانة كبرى توجه للولد وتُحفر دائماً في ذهنه بطريقة سلبية ولا أحد يستحق ذلك.
والعنف في التربية المنزلية لا يوصل الأهل إلى الغاية المرجوّة، بل على العكس، يؤدي إلى فقدان الولد ثقته بنفسه وشعوره بإنعدام المسؤولية، فالعنف يعمل على تعطيل طاقات العقل والتفكير والإبداع لدى الولد، وإنه عملية تخدير مؤقت وليس حلاً جذرياً، لأن الطفل الذي توقّف بالقوّة عن القيام بعملٍ ما، سيعود حتماً إلى مخالفة النظام كلّما سنحت له الفرصة؛ كما أن الأهل لن يصلوا إلى الغاية المبتغاة من خلال الضرب، بل بالتفهم والحبّ والإستماع إلى الطفل وإعطائه الوقت الكافي للتعبير عن آرائه ورغباته.
موقف الطفل تجاه أهله
وأما عن موقف الطفل تجاه أهله عندما يضربونه فإنه لن يتقبّل العنف من أقرب الناس إليه، خاصة من أهله؛ وسينظر إلى نفسه وفقاً لنظرة أهله إليه، ويقيّم نفسه كما يقيّمونه، والعقوبة الجسدية والمعنوية تمثل عامل هدم وتشويه للشخصية عند الأطفال. والطفل يرفض العنف، خاصّة من أهله، فعندما يتعامل الأهل مع الولد بعنف، وحتى لو كان هو على خطأ، سوف يرفض ذلك، وإذا لم يستطع التعبير عن رفضه، فهنا تكمن الخطورة لأن الطفل الذي يتعود على أسلوب العنف ويتقبّله من الأهل، قد يتقبله من الاستاذ في المدرسة فيما بعد أو من أصدقائه أو من مديره في العمل، وبالطبع لا يريد الأهل لولدهم أن تكون شخصيته سلبية بهذه الطريقة، وهناك حالات معينة قد يضطر الأهل إلى عقاب الطفل، إنما هناك الكثير من الأساليب التي يمكننا أن نعاقبه فيها من دون إهانته أو الإنتقاص من شخصيته أو إحترامه، ولا يجوز أبداً تعنيفه أو إهانته.
وأما عن موقف الطفل تجاه أهله عندما يضربونه فإنه لن يتقبّل العنف من أقرب الناس إليه، خاصة من أهله؛ وسينظر إلى نفسه وفقاً لنظرة أهله إليه، ويقيّم نفسه كما يقيّمونه، والعقوبة الجسدية والمعنوية تمثل عامل هدم وتشويه للشخصية عند الأطفال. والطفل يرفض العنف، خاصّة من أهله، فعندما يتعامل الأهل مع الولد بعنف، وحتى لو كان هو على خطأ، سوف يرفض ذلك، وإذا لم يستطع التعبير عن رفضه، فهنا تكمن الخطورة لأن الطفل الذي يتعود على أسلوب العنف ويتقبّله من الأهل، قد يتقبله من الاستاذ في المدرسة فيما بعد أو من أصدقائه أو من مديره في العمل، وبالطبع لا يريد الأهل لولدهم أن تكون شخصيته سلبية بهذه الطريقة، وهناك حالات معينة قد يضطر الأهل إلى عقاب الطفل، إنما هناك الكثير من الأساليب التي يمكننا أن نعاقبه فيها من دون إهانته أو الإنتقاص من شخصيته أو إحترامه، ولا يجوز أبداً تعنيفه أو إهانته.
التربية اللاعنفية
مما لا شك فيه، ان أسلوب العنف في التربية المنزلية يمثّل نوعاً من قلّة الإحترام للولد، الذي يجب قبل كل شيء، ان يتعلّم من أهله إحترام الذات والآخرين. فكيف يكون الأب أو الأم قدوة لولدهما إذا كانا أوّل المساهمين في هدم شخصيّته؟
إن القليل من الإحترام والتفهّم يجعل الأهل قادرين على إحتواء كل طفل، ولكي نربّي الطفل تربيةً صالحةً، فيجب في الدرجة الأولى، إحترامه وإحترام ما نقوله له، وعلينا معرفة ان هذا الطفل وُلد صفحة بيضاء وما نقدمه له من معلومات ومن قيم وسلوكيات سوف يستبطنه الطفل ويكتسب القيم التي نقدمها نحن إليه، وإذا إستخدمنا العنف معه، سوف يصبح إنساناً عنيفاً، وإذا إستخدمنا الكذب معه أو عليه، فسيكذب بدوره علينا وعلى الآخرين، وعلى نفسه أيضاً.
مما لا شك فيه، ان أسلوب العنف في التربية المنزلية يمثّل نوعاً من قلّة الإحترام للولد، الذي يجب قبل كل شيء، ان يتعلّم من أهله إحترام الذات والآخرين. فكيف يكون الأب أو الأم قدوة لولدهما إذا كانا أوّل المساهمين في هدم شخصيّته؟
إن القليل من الإحترام والتفهّم يجعل الأهل قادرين على إحتواء كل طفل، ولكي نربّي الطفل تربيةً صالحةً، فيجب في الدرجة الأولى، إحترامه وإحترام ما نقوله له، وعلينا معرفة ان هذا الطفل وُلد صفحة بيضاء وما نقدمه له من معلومات ومن قيم وسلوكيات سوف يستبطنه الطفل ويكتسب القيم التي نقدمها نحن إليه، وإذا إستخدمنا العنف معه، سوف يصبح إنساناً عنيفاً، وإذا إستخدمنا الكذب معه أو عليه، فسيكذب بدوره علينا وعلى الآخرين، وعلى نفسه أيضاً.
وماذا عن إعتماد العنف في المدرسة؟
يعتبر البعض ان إعتماد المعلّم في المدرسة أسلوبا عنيفا لتلقين التلميذ بات من الماضي بعد الإجراءات التي إتُخذت والتي تمنع اللجوء اليه في التربية المدرسيّة؛ وقد يؤيد بعض المعلمين اللجوء إلى الضرب لتلقين التلميذ درساً، في بعض الأحيان، مع العلم ان هذا النوع من العنف مع التلاميذ بات ممنوعاً في كل المدارس"، وحجة هؤلاء المعلمين أن التلاميذ في هذه الأيام باتوا قليلي التهذيب، ويشددون على وجوب أن يعلّم الأهل أولادهم إحترام المعلمين والمدرسة.
ولكن الحقيقة أن طريقة التلقين هي التي تجعل التلميذ لا ينسى الدرس أبداً، وليس الأسلوب العنيف، لذلك يجب إستخدام طرق مختلفة لتقريب الفكرة من ذهن التلميذ، وعلينا إشراكه في إكتشاف القواعد بنفسه، لأن أسلوب التعنيف سوف يجعل منه شخصاً سلبياً ولن يتفاعل مع الأستاذ أبداً، فالأساتذة الذين يستخدمون هذه الأساليب في التعليم لا يصلحون لممارسة مهنة التدريس.
يعتبر البعض ان إعتماد المعلّم في المدرسة أسلوبا عنيفا لتلقين التلميذ بات من الماضي بعد الإجراءات التي إتُخذت والتي تمنع اللجوء اليه في التربية المدرسيّة؛ وقد يؤيد بعض المعلمين اللجوء إلى الضرب لتلقين التلميذ درساً، في بعض الأحيان، مع العلم ان هذا النوع من العنف مع التلاميذ بات ممنوعاً في كل المدارس"، وحجة هؤلاء المعلمين أن التلاميذ في هذه الأيام باتوا قليلي التهذيب، ويشددون على وجوب أن يعلّم الأهل أولادهم إحترام المعلمين والمدرسة.
ولكن الحقيقة أن طريقة التلقين هي التي تجعل التلميذ لا ينسى الدرس أبداً، وليس الأسلوب العنيف، لذلك يجب إستخدام طرق مختلفة لتقريب الفكرة من ذهن التلميذ، وعلينا إشراكه في إكتشاف القواعد بنفسه، لأن أسلوب التعنيف سوف يجعل منه شخصاً سلبياً ولن يتفاعل مع الأستاذ أبداً، فالأساتذة الذين يستخدمون هذه الأساليب في التعليم لا يصلحون لممارسة مهنة التدريس.
العنف يؤدي إلى العنف
إن الدراسات تؤكد أن العنف يؤدي إلى العنف، فهذا الأسلوب من أشدّ أساليب التعليم تخلفاً، وهو يؤدي إلى نتائج عكس المطلوبة تماماً، علمًا أن نسبة العنف في المدارس قد قلّت بشكل كبير، خصوصاً مع تطور المبادئ والأنظمة التربوية الحديثة التي تمنع العنف بالإضافة إلى تطوّر علم النفس والمنظمات التي تسعى إلى محاربة هذه الظاهرة، ولكن ذلك لا يمنع وجود بعض الإستثناءت، وعلى كل معلم أن يعطي أهمية للحوار في تعليمه، إذ أن التربية اليوم تعتمد على إعطاء معنى للعلم، فزمن الخبيط قد ولى... وإننا اليوم في زمن الإقناع.
إن الدراسات تؤكد أن العنف يؤدي إلى العنف، فهذا الأسلوب من أشدّ أساليب التعليم تخلفاً، وهو يؤدي إلى نتائج عكس المطلوبة تماماً، علمًا أن نسبة العنف في المدارس قد قلّت بشكل كبير، خصوصاً مع تطور المبادئ والأنظمة التربوية الحديثة التي تمنع العنف بالإضافة إلى تطوّر علم النفس والمنظمات التي تسعى إلى محاربة هذه الظاهرة، ولكن ذلك لا يمنع وجود بعض الإستثناءت، وعلى كل معلم أن يعطي أهمية للحوار في تعليمه، إذ أن التربية اليوم تعتمد على إعطاء معنى للعلم، فزمن الخبيط قد ولى... وإننا اليوم في زمن الإقناع.
وللأسف الشديد، فإن "عقليّة
الخبيط" في التربية لا تزال قائمة في بعض المجتمعات، متخفّيةً بـ"الأصول
والمبادئ". وإنطلاقاً مما أوردته الدراسات الحديثة بأن "العنف يؤدّي إلى
العنف"، كيف تُحترم هذه الأصول في ظل تربية "العنف والحقد" في نفوس
الأطفال؟ ألا يخشى الأهل من تحويل أولادهم إلى "وحوش" في المستقبل من
خلال تعنيفهم؟! وهل تساءل الأهل والمعلّمون إذا زرعوا العنف في هذه الأرض الخصبة،
ماذا يمكن ان يحصدوا؟
إقرأ
أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق