أنت بحاجة إلى التعرف
على الطرق المناسبة للتعامل مع أي موقف قد يواجهك مع زملائك في العمل، من الثرثرة
إلى الأشخاص الذين يتنافسون على نيل الترقية.
غالباً ما يتكرر روتينك
الصباحي الذي يسبق موعد ذهابك إلى العمل يومياً، خاصة إذا كنت تعمل كموظف في شركة
أو مؤسسة ما، حيث تقوم باكراً وتسحب نفسك من السرير بصعوبة، وترتدي ملابس العمل
وأنت متعب، ثم تخرج وتستقل وسيلة مواصلاتك المعتادة، وبمجرد وصولك إلى مقر عملك؛
تضطر إلى إلقاء التحية على كل من يعتري طريقك نحو مكتبك، تلك الطريق التي تبدو
وكأنها لا تنتهي، ثم تجد نفسك بعدها تجلس في حجرة مغلقة تحمل لافتة عليها اسمك
لتبدأ يومك كالمعتاد.
عندما تهم في البدء بالعمل؛ تتوقف لبرهة
وتفكر في يومك هذا وكيف سيكون! فجأة تتبادر إلى ذهنك مجموعة من الأفكار حول
الشخصيات المختلفة والمواقف المحتملة التي ستواجهها خلاله، فتتساءل بينك وبين
نفسك: "هل سيتحدث معي (شادي) اليوم كما يفعل كل يوم؟.. هل سأواجه صعوبة في
التحدث إلى (كريم) الذي يبدو أنه لا يتحمل وجودي في المكان منذ أن لاحظ اهتمام
المدير وإعجابه بمهاراتي في العمل؟.. وهل سأقابل (تانيا) التي تصعقني دائماً
بالحقيقة المُرة وبكل صراحة؟"
بناءً على تجاربك السابقة وما مررت به من
قبل، ستتبادر إلى ذهنك كل أنواع السيناريوهات، خاصة المزعجة منها والتي يمكنها أن
تحبط من عزيمتك في النهاية وتقلص من مردودك اليومي، لكن عليك أن تجد طريقة تجعل بها
عملك والوقت الطويل الذي تمضيه فيه يصبح تجربة سلسة وسهلة، بدل القتال من أجل
البقاء والتعرض المستمر للمواقف السلبية. وعندما تشعر بالإحباط؛ تذكر دائماً ذلك
اليوم الذي تم تعيينك فيه وكم كنت سعيداً ومتحمساً جداً.
دعنا نبحث عن الأسباب التي قلبت الأمور
وجعلتها تبدو كما هي عليه الآن.
أنت لا تعرف الطرق المناسبة للتعامل مع
زملائك في العمل
عندما يبدأ زميلاك بالتحدث أمامك عن ذلك
الأمر الخاص الذي حدث معهما آخر مرة، ستظطر إلى الإستماع ومجارات حديثهما، ليس لأن
الأمر يهمك أو أنك تستمتع بذلك –فالحديث عن المواقف الخاصة والمحرجة أحياناً التي
تحدث مع أشخاص لا يربطك بهم شيء سوى بعض الأمور المتعلقة بالشغل؛ لا يستهوِي
الكثيرين–، إلا أنك تفعل ذلك أحياناً فقط لتساعد على انقضاء الموقف بسرعة، حتى لو
كان الأمر برمته يجعلك في موضع غير مريح بتاتاً.
تكمن المشكلة في كونك لا تعرف الطرق المناسبة
للتعامل مع زملائك في العمل، فأنت بحاجة إلى تعلم بعض أسرار التعامل مع مختلف
المواقف التي يمكن أن تواجهها معهم، حيث أنك لا تستطيع التحكم في نوعية الزملاء
الذين ستقابلهم في المكتب، من الأشخاص الثرثارين إلى زميليك اللذين يتصارعا على
نيل ترقية ما، ولكن يمكنك التحكم في رد فعلك تجاههم إذا أصبحت على دراية كافية
بالطرق المناسبة لفعل ذلك.
هناك العديد من أنواع زملاء العمل
المحتملين الذين قد تصادفهم في كل مكان عملك، بالإضافة إلى كيفية التعامل معهم
بطريقة منتجة لا تؤذي سمعتك المهنية، أو راحتك الشخصية.
1)
الشخص الذي هو على حق دائماً
هذا
النوع من الأفراد منتشر بشكل كبير، ودائماً ما يحصل على القول الفصل في معظم
المواقف، ويصر على رأيه بشكل كبير خاصة في اجتماعات العمل، وبطبيعة الحال فإن
الآخرين لا يملكون خياراً آخراً سوى ترك المجال لهذا الشخص لأنه مفعوم بالثقة، حتى
إذا كان عمله فوضويًا أو غير دقيق، فإن الشخص الذي هو "دائماً على حق"
سيستمر في التفوق بسبب السلطة التي يفرضها بثقته الزائدة.
كيفية التعامل مع الشخص
الدائماً على حق: سيكون
التعامل مع هذا السلوك صعباً. في البداية
كن صبوراً وتوصل إلى طريقة مناسبة لكي
تتوافق مع هذا الشخص، وإذا أصبح التعامل معه يسبب لك المتاعب والانزعاج قم بالتحدث
إليه حول الأمر، مباشرة بعد أن تكون قد أخذت كفايتك من الوقت للتفكير فيما تريد
قوله.
2)
محب السيطرة والمتسلط
الشخص المتسلط يشبه كثيراً الشخص الذي
يعتقد أنه دائماً على حق، فإن "مهووس السيطرة" لديه شخصية قوية جداً،
فهو يشعر بأنه مهم وأنه يعرف دائماً أفضل الطرق –وغالباً ما يعتقد أنها الوحيدة–
للقيام بالأشياء. بسبب هذه العقلية؛ لا يحصل الآخرون على فرصة كافية لإظهار
مواهبهم لأن مهووس السيطرة مشغول جداً بغلق المجال عليهم بـ"طريقته الصحيحة"
لمعالجة الأمور.
كيفية التعامل مع المتسلّط: أولاً عليك أن تحافظ على مهنيتك في
العمل، وإذا تجاوزت الأحداث المحبطة التي تتعرض لها بسببه حدود قدرتك على التحمل،
فقم بتخصيص وقت للتحدث مع زميلك "المتسلط" بشكل خاص عندما تكون هادئاً،
واشرح له سبب انزعاجك من الوضع وتأثيره عليك، واقترح أن تتساعدا معا للتوصل إلى حل
يرضي الطرفين بحيث يمكن أن تعملا معاً بشكل جيد.
3)
المنغمس كلياً في العمل
لا تنحصر أنواع زملاء العمل على الأشخاص
الذين يتسببون بالإزعاج لغيرهم، بل يمكن أن يكون أحدهم ضحية العمل الكثير وبصفة
دائمة، حيث يبقي هذا النوع من الأشخاص رأسه منحنياً باستمرار ولا يطلب الكثير
مقابل عمله، وبالتالي غالباً ما يتم نسيانه عندما يحين وقت توزيع المناصب الجديدة
والترقيات.
كيفية التعامل مع الشخص
المنغمس: يستحسن
الانتباه له في وقت مبكر من حياته المهنية، وإرشاده والتأكد من أنه يلفت انتباه
رؤسائه إلى العمل الكثير الذي يقوم به والسعي لمساعدته على الحصول على الثناء
والمكافآت المناسبة.
4)
الثنائي الذي يحارب من أجل تحقيق السيطرة
يتمثل هذا النوع من زملاء العمل في فردين
من الموظفين أو أكثر يكافحان من أجل فرض سيطرتهما في مكان العمل، حيث يريد كل واحد
منهما أن يصبح أهم الموظفين وأحسنهم على الإطلاق. قد يتكون هذا الثنائي من شخصيتين
من "مهووس السيطرة" الذي ذكرناه سابقاً ويحب أحدهما أن يتغلب على الآخر
بأي شكل من الأشكال.
كيفية التعامل مع الثنائي: إذا وجدت نفسك تناضل من أجل السلطة،
فاعلم أنك تنتمي إلى هذا النوع من الموظفين، عليك أولاً أن تأخذ خطوة للوراء وتدرك
أنه يمكنك الحصول على أبعد وأحسن مردود من خلال العمل كفريق، وعليك دائماً الحرص
على استخلاص نقاط القوة من زملائك في العمل واعتبارهم كمكملين لك. أما إذا كان هذا
النوع من الأشخاص يعمل معك وتشعر بالانزعاج منه، فعليك التصرف ومناقشة الأمر معه
بنفس الطريقة التي ذكرناها سابقاً وأن تدعوه لاتباع نفس تلك النصائح.
5)
ملكة النحل
هي تلك الموظفة التي دائماً ما تبتسم في
وجهك وتعاملك بلطف، لكن بمجرد أن تدير ظهرك تقوم بالتحدث عنك وعن آخر تدخلاتك
وتفاعلاتك في العمل، وفي معظم الأحيان يكون حديثها عنك وعن الجميع بالسوء.
كيفية التعامل مع ملكة
النحل: تجنب
القيل والقال والأحاديث الجانبية مع زملائك في العمل وعنهم أيضاً، من الأفضل أن
تبقى خارج أي موضوع آخر يطرح غير الأمور الخاصة بالعمل.
6)
الشخص القدوة
هذا النوع من زملاء العمل هو النجم الساطع
والشخص الذي تطمح إلى أن تكون مثله، فإذا وجدت نموذج "القدوة" في مكان
عملك؛ عليك التأكد أولاً بأن جميع سماته حقيقية وأنه لا يتصنع في شخصيته وأفعاله.
كيفية التعامل مع الشخص
القدوة: حاول
محاكاة جوانب هذا الشخص الجيدة، مع الاعتراف في قرارة نفسك بأنك تملك مواهب فريدة
أيضاً. اسأل هذا الشخص إذا كنت قادراً على مرافقته خلال يوم كامل من العمل وملاحظة
طريقته في التعامل مع مختلف الأمور والمواقف للاستفادة منه قدر المستطاع.
كما ذكرنا من قبل، لا يمكنك التحكم في
العمل إلا بنفسك، وإذا كنت ترغب في اتباع طريقة أخرى لتوسيع قدرتك على التعامل مع
الحالات المهنية المزعجة؛ يمكنك الاستعانة بمدرب مهني، الذي يمكنه مساعدتك في
الأمر.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق