السبت، 8 يونيو 2019

• الأمراض النفسية والعقلية وانتقالها للأبناء


رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة إلا أن نسبة الأمراض النفسية والعقلية آخذة في الارتفاع. فقد بلغت الإصابة الوراثية العقلية عند الأطفال والناتجة عن أبوين مريضين حوالي 3% من الأطفال العرب وهي نسبة تستلزم أن ندق ناقوس الخطر .

تقول الدكتورة سامية التمتامي أستاذ الهندسة الوراثية وطب الأطفال: إن معظم الأمراض العقلية والنفسية تنتقل بالوراثة من الأبوين للأبناء، وأهمها وأوسعها انتشاراً هو الاكتئاب الدوري والشيزوفرينيا والأنواع المختلفة للتخلف العقلي ومرض الزهايمر ومرض هنتنجتون الرعاش وهو مرض عصبي يظهر في الكبر من 20 - 30 سنة ويصاحبه فقدان في الذاكرة وأعراض نفسية مختلفة، وقد أثبتت الدراسات المتعددة أن زيادة نسبة التخلف عند الأطفال ترجع إلى عادة زواج الأقارب.. التي تزداد معها فرصة ظهور أمراض وراثية متنحية نادرة، كما أن الأسباب الأخرى للتخلف العقلي لا تختلف عن مثيلاتها في جميع دول العالم مثل: التخلف العقلي المرتبط بالجنس والذي ينتقل من الأم الحاملة للمرض لأولادها بنسبة 50% من الأولاد الذكور وتكون 50% من بناتها الإناث حاملات للمرض وينتقل لأطفالهن الذكور.
فإذا كان التخلف، والاكتئاب، وغيرهما من الأمراض التي من شأنها إحداث الإعاقة في أي مجتمع تنتشر فيه، وإذا كان علم الهندسة الوراثية قد تقدم لدرجة أصبح معها من الممكن التنبؤ بما إذا كان هذا الطفل سيولد مريضا أم لا، فهل يترك أمر الإنجاب - على الرغم من كل هذا التقدم - لرغبة الأبوين إذا ثبت أنهما مريضان بأمراض من شأنها أن تنتقل للأبناء أم يجب أن يكون هناك ميلاد الطفل مشوهاً.. كان هناك حل إجباري (كالتعقيم مثلاً) الذي نادى به البعض كحل للحد من وراثة تلك الأمراض اللعينة التي لا تورث بجيل واحد بل تظل فعلا كاللعنة تنتقل من جيل لجيل في الأسرة الواحدة.
في بداية البحث عن حل لتلك المعضلة التي من شأنها تعطيل طاقة بشرية في الأمة العربية، واجهتنا قصة طريفة يرويها د. أحمد مستجير أستاذ الهندسة الوراثية وعميد كلية الزراعة جامعة القاهرة تحكي أن طبيبا سأل زميله: أب مصاب بالزهري.. وأم مصابة بالسل.. أنجبا أربعة أطفال الأول: أعمى.. ومات الثاني.. وكان الثالث أصم أبكم، أما الرابع فأصيب بالسل، والأم الآن حامل.. فبماذا تنصحها؟
فأجابه: لن أتردد في أن أنصحها بالإجهاض.
أجابه قائلا: لتكون بذلك قد قتلت بيتهوفن.
ولكن - يقول د. أحمد مستجير- إن ذلك لا يعني عدم التصدي للمرض الوراثي العقلي والنفسي الذي يدمر الإنسان، خاصة عندما يكون مؤكدا انتقاله بالوراثة، ولدينا نوعان من الجينات:

جين سائد: ولكن نسبة إصابة الجنين فيه 50 %.
جين متنح: ولا يظهر المرض فيه لدى الجنين إلا إذا كان كل من الأبوين يحمل الجين المريض.. فلا يكفي طرف واحد لانتقال المرض.
والطريقة المثلى لتجنب إصابة الأجنة، ومن ثم الأطفال بالأمراض الوراثية كما يراها د. أحمد مستجير تبدأ (بالكشف المبكر) لأن هناك أمراضا يكتشف فيها الطبيب من البداية أن الطفل سيولد مريضا مثل حالة الطفل المغولى) الذي يتأكد لنا بالكشف عن الحامل أنها ستضع طفلا (أبله) وهذه هي الحالة الوحيدة التي أوافق فيها على (التعقيم) لأن الإصابة تكون مؤكدة، والحل لدي يكمن في إقناع الوالدين بالتخلي عن الطفل إذا غلب الشك لب ميلاده مريضا. ثم ترك الأمر لهما باعتبارهما ولي الأمر!!
متى ينصح بالإجهاض؟
أما الدكتور فكري عبدالعزيز أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية لرعاية المعوقين ذهنياً فيرى أنه في حالة الأمراض التي يثبت فيها بالدليل القطعي أنها ستورث للجنين فلا بد من نصح الحامل بالإجهاض، وذلك كما لو كانت الأم مصابة بالصرع أو الاضطراب النفسي.
ونحن نعلم أنه من القسوة على النفس أن نحتكم على مصير إنسان، وعلى التكامل الأسري بمثلى هذا التصرف، ولكن الواجب الطبي - بعد الفحص الإكلينيكي والاختبار المعملي والوراثي- يجبرنا على مواجهة الأسرة بالواقع ويذكر د. فكري أن (قلة الوعي والتواكل وا لاعتماديه) تجعل كثيرا من الحالات ترفض فكرة التخلي عن الجنين، ويقول: كانت إحدى مريضاتي مصابة بالصرع وزوجها مضطربا عقليا ويتناولان عقاقير كثيرة وحملت الأم.. أخبرتهما أنه من الرحمة بالجنين أن ينزلاه لأنه سيولد ( مريضا عقليا).. أو على الأقل، (مشوها) نتيجة للعقاقير،. فماذا كانت النتيجة؟ لم أر مريضتي مرة ثانية!!.
فإذا كان هناك رأي شرعي يوافق التعقيم الإلزامي كحل لمواجهة تلك التصرفات غير المسئولة من جانب الأبوين، بعد اختبارات معملية على الجنين تؤكد خروجه محملا بالجينات المريضة فليس هناك مانع من التعقيم كحل.
ولكن السؤال: في مجتمعاتنا العربية، هل يمكن أن يمر موضوع التعقيم بيسر؟
لا أظن ذلك مع أن هناك قاعدة أصولية تقول ( لا ضرر ولا ضرار). ومع ذلك. فإذا قلنا (بالتعقيم الإلزامي) فسوف نلقى معارضة شديدة، لذا فلا بد من أخذ رأي الدين.
رأي الدين
واستجلاء لهذا الأمر توجهنا لفضيلة الدكتور عبدالجليل شلبي الذي قال: يجوز منع الحمل بأي طريقة كانت إذا اتفق الزوجان على ذلك توقيا لإنجاب أبناء مرضى بناء على نصيحة الطبيب. ولكن لا يجوز إعدام الجنين في بطن أمه خوفا من خروجه مشوها حتى لو رأى الطبيب ذلك، إنما.. من بادئ الأمر يجوز الامتناع عن حمله.
شيرين المنيري

تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا                      

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق