الثلاثاء، 18 فبراير 2020

• الطيبة والحنان: كيف تصبح إنساناً طيباً وحنوناً


الطيبة والحنان عامل أساسي كي تصبح حياتنا وحياة الآخرين ذات قيمة، وعندما نصبح طيبين سيكون لدينا القدرة على مد قنوات التواصل بيننا وبين الآخرين، ونصبح أكثر إحساساً بمن حولنا وأكثر تزويداً بالطاقة الإيجابية لحياتهم، والطيبة الحقيقية تنبع من أعماقنا، صحيح أن هناك أناس طيبون بالفطرة لكن كل منا بإمكانه أن يكتسب صفة الطيبة ويكون إنساناً طيّباً.
أولاً: اكتساب منظور ألطف

1)    اهتم بالآخرين بصدق. الطيبة -في أبسط صورها- هي أمر يتعلق بالاهتمام المخلص للآخرين من حولِك، وتمني الأفضل لهم وأن ترى فيهم نفس الرغبات والاحتياجات والطموحات وحتى المخاوف التي تشعر بها بداخل ذاتك. الطيبة تشمل رقة ومرونة وصبر وثقة وإخلاص وامتنان. يرى بييرو فيروتشي أن الطيبة تتمحور حول "بذل مجهود أقل" لأنها تحررنا من التقيد بعقلية سلبية ومشاعر كالسخط والغِيرَة والشك والخداع، والطيبة عمومًا هي اهتمام عميق بكل الكائنات.
·       مارس الطيبة والكرم تجاه الآخرين. طبيعي أن تفتقر لمهارة التفاعل مع من حولك إن لم تكن متمرسًا على ذلك يوميًا، والخجل و عدم معرفة كيفية التواصل مع الآخرين، وغيرها من المشقة التي تصاحب محاولاتك للاندماج، لن يمكنك تخطيها سوى ببذل المجهود وعن طريق المحاولة المستمرة ليصبح لديك نزوعًا طبيعيًا للطيبة والعطاء تجاه الآخرين.
·       عدم انتظار مقابل. أعظم ما في الطيبة هو عدم توقع أي شيء؛ ألّا يأتي مع الطيبة ما يرتبط بها وألا تضع شروطًا على أي مما يُقال او يُفعل.
2)    لا تكن طيبًا بغرض الحصول على ما تريده. احذر الطيبة المخادعة. الطيبة ليست أمرًا يتعلق بـ "التأدب للمصلحة الشخصية/ الكرم المحسوب/ الإيتيكيت الظاهري". كونك ببساطة لطيفًا تجاه الآخرين لأنك تعتقد أن ذلك سيخدعهم ليمنحوك ما تريده في الحياة، أو كوسيلة للتحكم بهم، ليست طيبة. والطيبة كذلك ليست بالتظاهر بالاهتمام بأحدهم طوال الوقت الذي نكبح فيه مشاعر الغضب أو الاحتقار مخفيين حنقنا أو إحباطنا وراء المزاح الكاذب.
·       أخيرًا، كونك شخصًا خاضعًا للآخرين ليس طيبة. هذا السلوك ببساطة مُجرد للاستسلام للوضع وتراخي عن تغييره أو خوف من "أرجحة السفينة" كي لا تتسبب في إغراق نفسك والسفينة.
3)    كن طيبًا مع نفسك. يرتكب الكثير من الناس خطئًا شائعًا وهو محاولة أن يكونوا طيبين تجاه الآخرين، بينما ينسون ذلك مع أنفسهم. جزء من هذا الأمر ربما ينبع من عدم قبول بعض الجوانب من نفسك، لكنه في أغلب الأحيان يصدر عن عدم معرفتك بنفسك معرفة جيدة. لسوء الحظ، إذا لم تكن متماسكًا بما يكفي من الداخل، ستخاطر بأن تتحول طيبتك تجاه الآخرين لنوع مضلل من الطيبة كما سبق ذكره في النقاط السابقة، أو قد تقودك للإرهاق وخيبة الأمل لأنك وضعت الجميع أولًا.
·       معرفتك بنفسك تؤهلك لرؤية ما يسبب لك الألم والصراع الداخلي، كما تُمكنك من التصالح مع تناقضاتك وتعطيك مساحة للعمل على ما لا ترضى عنه من صفاتك. في نفس الوقت تساعد معرفتك بذاتك على منع تسليط جوانبك السلبية على الآخرين، وبالتالي تمكنك من معاملتهم بحب وعطف.
·       خذ وقتك لتصبح أكثر وعيًا بذاتك مستخدمًا هذا الوعي لتكون ألطف تجاه الآخرين وتجاه نفسك (متذكرًا أن لكل شخص عيبه الخفي). تنجح بتلك الطريقة في التعامل مع قلقك الداخلي بدلًا من شحن ميلك لأذية وإيلام الآخرين.
·       لا تُفكر في الوقت الذي تمضيه مُنشغلًا باحتياجاتك على أنه أنانية. على العكس تمامًا يعتبر ذلك شرطًا أساسيًا له الأولوية على القدرة على التواصل مع الآخرين، ومنحهم وقتك ومجهودك، بقوة ووعي كبير.
·       اسأل نفسك: ماذا يعني لك أن تكون طيبًا مع نفسك؟ بالنسبة لكثيرين، يتضمن كونهم ألطف تجاه أنفسهم، مراقبة أنماط التفكير السلبية وغير المفيدة في عقلهم.
4)    تعلَّم الطيبة من الآخرين. فكر في الأشخاص الطيبون بحق في حياتك وكيف يشعرك تعاملهم معك؛ هل يحمل قلبك وهجًا دافئًا في كل مرة يخطرون ببالك؟ من المحتمل أن ذلك يحدث لأن الطيبة تبقى، حتى عندما تكون أصعب التحديات في مواجهتك. حينما يجد الناس طريقًا ليحبوك كما أنت، من المستحيل أن تنسى ثقةً كتلك بما تضمنه من تأكيد على قيمتك، وطيبتهم ستكون باقية للأبد.
·       تذكر كم تُبهجك طيبة الآخرون. ماذا في طيبتهم يجعلك تشعر بأنك مميز ومعتنَ بك؟ هل توجد من أفعالهم ما يمكنك إيجاد أفعال وقيم مماثلة لها في قلبك؟
5)    اتصف بالطيبة لصالح صحتك الشخصية. ثبت أن الصحة النفسية والسعادة تكم في التفكير بشكل أكثر إيجابية، والطيبة بدورها حالة ذهنية إيجابية. وكما أن الطيبة في جوهرها تعني العطاء والانفتاح على الآخرين، منح الطيبة أيضًا يعود علينا بإحساس بالخير والترابط، الأمر الذي يحسن صحة حالتنا العقلية.
·       برغم بساطتها، القدرة على أن تكون لطيفًا في حد ذاتها هي مكافئة متسقة ومؤثرة تغزز تقديرك للذات.
6)    اعتد التركيز على الطيبة. يقول ليو باباتو أن الطيبة عادة؛ أي أنها أمر يمكن للجميع تنميته. يقترح باباتو التركيز على الطيبة يوميًا لمدة شهر. في نهاية هذا التركيز المباشر ستكون مدركًا لتغييرات عميقة في حياتك؛ ستشعر بشكل أفضل تجاه نفسك كشخص، وستجد أن الناس تستجيب لك بشكل مختلف، بما في ذلك معاملتك بشكل أفضل. كما يقول: "على المدى الطويل، تُردّ الطيبة لصاحبها عمليًا". فيماي لي مجموعة من الاقتراحات لمساعدتك على تنمية طيبتك:
·       افعل شيئًا طيبًا لأحد الأشخاص يوميًا. اتخذ قرارًا واعيًا في بداية اليوم أن فعلًا طيبًا سيُنفذ وسيكون هناك وقتًا لعمله خلال اليوم.
·       كن طيبًا وودودًا وعطوفًا وأنت تتفاعل مع شخص ما من حياتك، وحتى -بل خاصةً- عندما يكون من عادة ذلك الشخص أن يجعلك غاضبًا أو يسبب لك ضغطًا نفسيًا أو يضايقك. استعمل الطيبة كأداة قوتك.
·       كوّن من تصرفاتك الطيبة الصغيرة أعمالًا أكبر عطفًا. التطوع لمساعدة من يحتاجون وأخذ الخطوة لتخفيف معاناة المتألمين من أهم الأعمال البسيطة كبيرة الأثر العامرة بالرحمة والطيبة.
·       مارس التأمل لمساعدتك على نشر الطيبة. اقرأ عن تأمل "ميتا" لمعرفة المزيد.
7)    كن طيبًا مع الجميع، ليس فقط مع من هم "في حاجة" إلى الطيبة. وسِّع دائرة طيبتك؛ من السهل جدًا أن نكون طيبين عندما نمارس بغير وعي ما يدعوه ستيفاني دوريك "الطيبة الاستعلائية"؛ يشير هذا المصطلح إلى الطيبة المُعطاة لمن نشعر أنهم حقًا بحاجة للتعاطف (المرضى، الفقراء، الضعفاء، من تتماشى معهم مُثُلنا العليا... إلخ). كوننا طيبون مع أناس قريبين لنا عاطفيًا (كالعائلة أو الأصدقاء) أو بطرق أخرى (من نفس الوطن/ اللون/ الجنس.. إلخ) أسهل من أن نكون طيبين مع من يدعوهم الفيلسوف هيجل بـ"الآخر". بمعنى آخر، من الأصعب أن نكون طيبين مع من نعتبرهم مساويين لنا (أنداد)، وكذلك من هم أقوى، لكن ذلك هو التحدي الحقيقي لطيبتك.
·       المشكلة في أمر تخصيص طيبتنا لحالات "ملائمة" هو أننا نفشل في استيعاب حاجتنا لأن نكون طيبين مع الجميع، أيًا من كانوا، أيًا كان مستوى غناهم وثروتهم أو قيمهم ومعتقداتهم أو سلوكهم وتصرفاتهم أو ديانتهم وموطنهم الأصلي أو مدى إعجابنا الشخصي بهم... إلخ.
·       عندما نختار أن نكون طيبين فقط مع هؤلاء الذين نشعر أنهم يستحقون طيبتنا، فنحن نطلق العنان لتحيزنا وأحكامنا، ونمارس فقط طيبة مشروطة. الطيبة الطبيعية تشمل كل الكائنات، وكما ستجد أن التحديات التي ستواجهها وأنت تحاول إرساء هذا المفهوم الأوسع عن الطيبة ستكون أحيانًا مجهدة، إلا أنك لن تتوقف أبدًا عن معرفة قدرتك العميقة على أن تصبح طيبًا بحق.
·       إذا كنت تتعالى بطيبتك عن شخص ما لأنك تظن أنه بمقدوره مواجهة الأمر بمفرده دون حاجة لدعمك أو تفهمك، فأنت إذًا تمارس "طيبة انتقائية".
8)    قلِّل من حكمك على الآخرين. إذا كنت تريد بالفعل أن تكون طيبًا، عليك إذًا أن تنتهي تمامًا عن إصدار الأحكام على الآخرين. بدلًا من قضاء وقتك في انتقاد الآخرين، اعمل على أن تكون إيجابيًا وعطوفًا. إذا كنت تميل للتفكير في الناس باحتقار أو تتمنى أن يرتقي الآخرون بمستواهم أو تنظر لمن حولك على أنهم في احتياج ونقص للمعرفة، فلن تتعلم أبدًا الطيبة الحقيقية. توقف عن إصدار الأحكام على الناس واستوعب أنك لا تملك المعرفة الكاملة عن ظروفهم ولن تكون لديك إلا إذا وُضِعت في حياتهم وعشتها كما عاشوها. ركز على رغبتك في مساعدة الناس بدلًا من الحكم عليهم لأنهم كان بمقدورهم أن يكونوا أفضل مما هم عليه.
·       طالما بقيت ممن يصدرون الأحكام أو كنت شخصًا ميالًا للنميمة أو سليط اللسان دائمًا تجاه من هم حولك، لن تصبح قادرًا أبدًا على تخطي تلك الأنماط الذهنية ولن تصبح طيبًا أبدًا.
·       الطيبة تعني أن تعطي الناس مساحة أوسع من التوقعات تتضمن حسن الظن بهم وبدوافعهم وتقبل أخطائهم بدلًا من توقع الكمال منهم.
ثانياً: تنمية صفات طيبة
1)    كن رحيمًا تجاه الآخرين. من المهم أن تصلك الرسالة بأن "كن لطيفًا، لأن كل شخص تلتقيه يخوض معركة صعبة". هذا القول المنسوب لأفلاطون هو اعتراف بأن الجميع في مواجهة تحدٍ أو آخر في حياته، وأنه أحيانًا يكون من السهل جدًا أن نغفل عن ذلك ونحن متورطون في مشاكلنا الخاصة أو في الغضب تجاههم. قبل ارتكاب فعل من الممكن أن يؤثر سلبًا على أحدهم، اسأل نفسك سؤالًا بسيطًا: "هل هذا فعل طيب؟" وطالما كانت إجابتك بالنفي أو الإثبات غير الواثق 100%، فذلك إشارة لضرورة تغيير الفعل والأسلوب الذي تنتهجه فورًا.
·       حتى وأنت تشعر بأنك في أسوأ حالاتك، تذكر بأن الشخص الآخر بدوره يشعر بالحيرة والألم والضيق والحزن والإحباط والفقد. لن يخفف ذلك مما تشعر به بأي شكل، لكنه يمكنك من إدراك أن ردود أفعال الناس تصدر غالبًا من ألمهم وضعفهم، وليست منهم بشكل كامل، وأن الطيبة هي المفتاح لرؤية ما وراء الانفعالات وربطه مع الحقائق بداخل صدر الطرف الآخر الذي تتنازع معه.
2)    لا تتوقع الكمال. إذا كان لديك ميل للكمال أو التنافسية أو شعور قهري بالتعجل، فقد تضيع الطيبة الذاتية في قلبك ضحية لطموحك وتعجلك، وينطبق نفس الأمر على شعورك بالخوف من أن تظهر كسولًا أو أنانيًا. تمهل وسامح نفسك حينما لا تسير الأمور كما كنت تتمنى.
·       تعلم من أخطائك بدلًا من جلد الذات أو مقارنة نفسك بالآخرين. يمكنك بواسطة الاستجابات الرحيمة تجاه ذاتك أن تبدأ في رؤية الآخرين بعيون رحيمة وأكثر طيبة.
3)    كن حاضرًا. أعظم ما تمنحه الطيبة للشخص الآخر هو تواجدك التام في حضورهم؛ أن تستمع باهتمام وأن تكون منتبهًا لهم بصدق. نظم يومك بشكل مختلف وتوقف عن كونك معروفًا بأنك الشخص المتعجل دائمًا. كونك حاضرًا يعني أن تكون متاحًا، وهو ما يمكنك فعله فقط عن طريق عدم التعجل وتجنب تزاحم مهامك ومواعيدك مع بعضها البعض.
·       خفف من استعمال وسائل التواصل الإلكترونية. وسائل التواصل الإلكترونية السريعة وغير المتضمنة للتواصل وجهًا لوجه، مثل الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، أصبح لها حيزها في حياتنا، لكنها ليست وسيلتك الوحيدة للتواصل. خصص وقتًا لتتواصل مع الناس وجهًا لوجه أو عبر مكالمة هاتفية والتزم بذلك بوتيرة ثابتة. أرسل رسائل ورقية بدلًا من البريد الإلكتروني وفاجئ شخصًا ما بلطفك وأخذ وقت من يومك لتخط بقلمك على الورق من أجله.
4)    كن مستمعًا جيدًا. الاستماع الجيد من الأمور التي يسهل أن تقال لا أن تنفذ في عالمنا السريع؛ عالمنا الذي أصبحت فيه العجلة والانشغال من الفضائل الممدوحة! وأصبح تجاهل الآخرين لأنك مشغول -أو في عجلة من أمرك- أمرًا طبيعيًا. حين تتحدث مع أحدهم، استمع له بإصغاء وانتبه لما يقوله بصدق إلى أن ينتهي من الإفصاح عن أفكاره وحكي قصته بالكامل.
·       الاستماع إلى أحدهم حقًا والتواصل بالعين وتجنب كل المشتتات وإعطاء الآخرين وقتًا من يومك من أعظم الأعمال الطيبة. خصص من وقتك فترة كافية لاستيعاب ما يقوله الطرف الآخر جيدًا بدلًا من الرد عليه بإجابة نصف كاملة أو مقاطعته. أظهر له أنك تقدر الوضع الفريد الذي يمر به وأنك موجود لتستمع له بآذانٍ مصغية.
·       أن تكون مستمعًا جيدًا لا يعني أن تكون حلالًا عظيمًا للمشاكل. بعض الأحيان يكون أفضل ما يمكنك فعله هو التواجد فقط والاستماع للطرف الآخر، حتى في وقت التيقن من أنه ليس لديك ما تفعله أو تقوله لمساعدته.
5)    كن متفائلًا. السعادة والمرح والامتنان أمور من جوهر الطيبة تؤهلك لرؤية الخير في الآخرين وفي العالم، وأن تعبر التحديات واليأس والقسوة التي تشهدها وتختبرها، وتجدد إيمانك بالإنسانية. التحلي بعقلية متفائلة يضمن أن ترتبط أفعال الطيبة ارتباطًا وثيقًا بالفرح الصادق والبهجة عِوَضًا عن صدورها دون رغبة داخلية أو تأديتها كواجب أو خدمة. من جهة أخرى، يضمن لك الاحتفاظ بحس الفكاهة ألا تأخذ نفسك بجدية زائدة وأن تتعاطى مع تناقضات الحياة ولامنطقيتها بإتزان وهدوء.
·       ليس من السهل دائمًا أن تكون متفائلًا خاصةً بعد مرورك بيوم مزرٍ. لكن بالتمرن يقدر الجميع على تنمية خصلة التفاؤل، وذلك بالتركيز على الجانب الإيجابي بدلًا من الجانب السلبي، والتفكير بنظرة مستقبلية في الأحداث السعيدة وعيش حياة ممتلئة بالسعادة بدلًا من الحزن. عامة لن يكلفك النظر للجانب المشرق من الأمور أي مشقة!
·       يُكسبك التفاؤل والإيجابية عقلية تساعدك على أن تكون طيبًا، كما أنها تجلب السعادة لك ولمن حولك. إذا قضيت الكثير من وقتك بالتشكي، سيكون من الصعب أن تجلب السعادة للناس في محيطك.
·       اقرأ المزيد عن كيفية أن تكون سعيدًا وكيف تكون ممتنًا للآخرين وكيفية البناء على تلك الصفات لتكون شخصًا أكثر تفاؤلًا.
6)    كن ودودًا. الأشخاص الطيبون عادةً ما يكونون ودودين بالطبيعة. لا يعني ذلك بأنهم الأكثر اجتماعية في المكان، لكنهم يبذلون جهدًا للتعرف على أناس جدد ويشعرون بالراحة لفعل ذلك. إذا كان هناك شخصًا جديدًا في مدرستك أو مكان عملك، حاول التحدث إليه واشرح له كيف تجري الأمور وحتى أن تدعوه لمناسبات اجتماعية. حتى إذا لم تكن اجتماعيًا، يمكن لمجرد التبسم وإجراء محادثات صغيرة أن يجعلك شخصية ودودة أكثر، واستوعب دومًا أن هذا اللطف البسيط لن يمر دون أن يلاحظ ويثني عليه الآخرون.
·       الودودون طيبون لأنهم يتوقعون الأفضل من الآخرين. يتحدثون مع أناس جدد ببساطة كما يتحدثون مع أصدقائهم؛ بطريقة مطمئنة تجعلهم يشعرون بالراحة.
·       إذا كنت خجولًا بطبعك، لست مُجبرًا على تغيير شخصيتك. فقط يمكنك القليل من الجهد من أن تكون لطيفًا مع الآخرين، وذلك بالانتباه لهم وسؤالهم عن أحوالهم وإظهار الاهتمام بهم.
7)    كن مهذبًا. التهذب ليس علامة بحد ذاته على الطيبة، إلا أن التهذب الصادق يثبت لمن تتعامل معهم احترامك (سلوكك الشخصي الحسن) وتقديرك لهم. التأدب هو طريقة لطيفة لجذب انتباه الناس وتوضيح وجهة نظرك للجميع. من الطرق البسيطة لفعل ذلك:
·       جد طرقًا لإعادة صياغة اقتراحاتك أو ردودك على الآخرين. مثلًا قل "هل تسمح لي؟" بدلًا من "هل يمكنني؟"، قل "أنا متفاجئ" بدلًا من "هذا ليس عدلًا"، قل "دعني أشرح الأمر بطريقة أخرى" بدلًا من قول "ليس هذا ما قلته". إعادة صياغة لغتك أمر له قيمة كبيرة.
·       تحلَّ بسلوكيات ممتازة؛ أبقِ الأبواب مفتوحة للناس وتجنب السوقية في التعامل مع الآخرين ولا تكن حميمًا أكثر من اللازم مع أناس جدد.
·       قل مجاملات وأنت تعنيها.
8)    كن شاكرًا. الأشخاص الطيبون بحق يمكنهم بسهولة التعبير عن امتنانهم. لا ينسون قيمة أي شيء ودائمًا يشكرون الناس لمساعدتهم. يعرفون كيف ومتى يقولون "شكرًا" وهم يعنونها بحق ويكتبون بطاقات شكر وهم مرتاحون للاعتراف بأنهم تم مساعدتهم. الأشخاص الشاكرون أيضًا يشكرون الناس على أمور مثل جعل يومهم مشرقًا بدلًا من الشكر فقط على إتمام مهمات محددة. إن جعلت ترديد الشكر والاعتراف بفضل الآخرين عليك عادة، سترى بنفسك زيادة قدرتك الداخلية على أن تكون طيبًا.
·       إذا كنت منتبهًا أكثر لكل التصرفات اللطيفة التي يفعلها الناس من أجلك، ستكون أكثر استعدادًا للمبادرة بتصرفات لطيفة تجاه الآخرين وستكون مدركًا لمدى السعادة التي تشعرك بها طيبة الآخرين وستشعر بأنك أكثر ميلًا لنشر الحب.
ثالثاً: المبادرة بالفعل
1)    حِبَّ الحيوانات ومختلف الكائنات الحية. حب الحيوانات والاهتمام بالأليفة منها هو درب من الطيبة. لا شيء يجبرك على الاهتمام بكائنات من أنواع أخرى، خاصةً في زمن يُهيمن فيه البشر على كل شيء، ولذا، فإن محبة حيوان واحترامه لقيمته الخاصة هو أمر ينم عن طيبة عميقة. من جهة أخرى، الطيبة مع العالم الذي يغذينا ويساعد على بقائنا أمر منطقي وعقلاني كما هو طيب، فالحفاظ على حياة الحيوانات يضمن ألا نسمم الطبيعة التي تضمن لنا حياة صحية.
·       اقتنِ حيوانًا أليفًا وربيه. استشعر طيبتك ومارسها يوميًا حين تسمح لكائن حيّ جميل بالدخول لحياتك جالبًا معه الحب والسعادة.
·       اعرض على صديق متغيب أن تعتني بحيوانه الأليف. طمئن صديقك إلى وجود من هو مهتم ومحب وسوف يعتني بحيوانه خلال غيابه.
·       احترم الحيوانات التي تعتني بها. البشر لا "يمتلكون" الحيوانات، بل نحن في علاقة متبادلة نُعتَبر فيها الطرف المسؤول عن العناية بهم وعن صالحهم.
·       خصص وقتًا لإحياء ورعاية أجزاء من بيئتك المحلية. اذهب للتنزه في الطبيعة مع العائلة أو الأصدقاء أو وحدك وقم بمناجاة العالم الذي أنت جزء منه. شارك حبك للطبيعة مع الآخرين لتساعد على إيقاظ اتصالهم بالطبيعة.
2)    شارك. الأشخاص الطيبون تسعدهم المشاركة مع الآخرين. يمكن أن تشارك سترتك المفضلة مع صديق أو نصف طبقك اللذيذ مع طفل فقير أو حتى قل كلمات تنصح بها شخصًا أصغر منك بخصوص الدراسة أو الوظيفة. المهم هو أن تشارك شيئًا تهتم به بالفعل، بدلًا من التخلي عن شيء لست في حاجة إليه أصلًا. من الرائع أن تُعيري صديقتك سترتك المفضلة بدلًا من إعطائها شيئًا قديمًا لا ترتديه أبدًا. المشاركة مع الناس ستجعلك أكثر كرمًا، وبالتالي أكثر قربًا للطيبة.
·       انتبه لمن ستتحقق لديهم استفادة كبيرة بالفعل جراء مشاركتك تلك الأغراض معهم بالتحديد. ربما لا يطلبونها دائمًا، لكن يمكنك أن تعرضها عليهم قبل أن يعترفوا حتى باحتياجهم لها.
3)    ابتسم أكثر. التبسم من الأمور الطيبة البسيطة التي تعني الكثير. اجعل من عادتك التبسم للغرباء أو لأصدقائك وأقربائك. ليس المقصود أن تتجول بابتسامة مثبتة على وجهك، إلا أن التبسم للناس سيجعلهم يبادلونك الابتسام وسيجلب شيئًا يسيرًا من الفرح ليومهم. الأكثر من ذلك أن التبسم يمكن أن يخدع عقلك ويجعله أسعد مما كان. الكل يستفيد عندما تبتسم وقدرتك على الطيبة ستزداد.
·       التبسم للناس يجعلهم يشعرون بالراحة ويجعلك تبدو أكثر قربًا، وهي طريقة أخرى لتكون لطيفًا. أن تكون مرحبًا بالآخرين وتبادر بالنوايا الحسنة تجاه الغرباء بالتبسم لهم هي طريقة أخرى لتكون طيبًا.
4)    اهتم بالناس. الأشخاص الطيبون بحق يهتمون بصدق للآخرين. ليسوا طيبون معهم فقط لأنهم يريدون التحصل على شيء ما أو لأنهم يلقون بالصنارة ليحصلوا على صيد. بل يفعلون ذلك لأنهم يهتمون بصدق بأحوال الآخرين ويريدون لهم أن يكونوا سعداء وبخير. لتكون أطيب، اعمل على تزويد اهتمامك بالآخرين وأظهر لهم أنك مهتم عن طريق الانتباه لهم؛ تطرح أسئلة وتنتبه لما يقولونه. إليك بعض الطرق للاهتمام بالناس:
·       اسأل الناس عن حالهم وأنت تعني ذلك.
·       اسأل الناس عن هواياتهم واهتماماتهم وعائلاتهم.
·       إذا كان لدى شخص تعرفه مناسبة حياتية كبيرة، اسأله كيف سارت.
·       إذا كان لدى شخص تعرفه اختبار أو مقابلة عمل، تمنَّ له الحظ.
·       عندما تتحدث مع الناس، تأكد من أنهم على الأقل يقومون بنصف المحادثة. لا تستولي على المحادثة وركز على الطرف الآخر بدلًا من التركيز على نفسك.
·       أنظر لعين من تحدثه وضع هاتفك جانبًا مُظهرًا له أنه أولويتك الأولى.
5)    اتصل بصديق بدون مناسبة. أنت لا تحتاج دائمًا لسبب للاتصال بصديق جيد. ضع لنفسك هدفًا بأن تجري مكالمة مع صديق واحد أو اثنين على الأقل أسبوعيًا فقط للتعرف على أخباره والاطمئنان عليه. لا تتصل لعمل خطط أو لسؤاله عن شيء محدد. التواصل مع أصدقائك بلا سبب يجعلهم يشعرون بأن هناك من يهتم بهم وسيجعلك تشعر بالرضا؛ هذا السلوك البسيط يظهر الطيبة والاهتمام.
·       إذا لم يكن لديك الوقت، يمكنك البدء بعادة الاتصال بأصدقائك في أعياد ميلادهم. لا تكن كسولًا وتكتفي برسالة نصية أو منشور على فيسبوك، لكن أجرِ اتصالًا من القلب مع صديقك.
6)    تبرع بأغراضك. طريقة أخرى لتكون طيبًا هي أن تمنح بعضًا من ممتلكاتك للمؤسسات الخيرية. بدلًا من رمي أشيائك القديمة أو بيعها بثمن بخس في سوق خيري، تبرع بالأغراض التي لا تحتاجها لسبب وجيه. إذا كان لديك ملابس أو كتب أو أدوات منزلية أخرى في حالة جيدة، اعتاد دومًا على التبرع بها للجمعيات الخيرية، بدلًا من تخزينها أو رميها. إنها طريقة رائعة لنشر طيبتك والمشاركة مع الآخرين ومساعدة المحتاجين.
·       إذا كان لديك ملابس أو كتب وهناك شخص تعرفه قد يكون بحاجة لها، لا تكن خجولًا وامنحه تلك الأغراض؛ إنها طريقة أخرى لتكون طيبًا.
7)    اعمل أمرًا طيبًا عشوائيًا. "نفذ أمرًا طيبًا عشوائيًا، بدون توقع لمكافآت، واثقًا بمعرفة أنه يومًا ما قد يفعل أحدهم المثل من أجلك." هذه كلمات الأميرة ديانا. الأفعال العشوائية الطيبة موجودة ولا عيب إن كانت متعمد لنشر الطيبة، حتى أن هنالك مجموعات أنشأها أصحابها لتأدية هذا الواجب الأساسي. إليك بعض أعمال الطيبة العشوائية الرائعة التي يمكنك فعلها:
·       نظف مدخل أحد جيرانك وكذلك مدخلك.
·       اغسل سيارة أحد أصدقائك.
·       ساعد أحدهم في حمل حقيبة ثقيلة.
·       أترك هدية على عتبة أحدهم.
8)    غيِّر حياتك سعيًا لأن تكون أكثر طيبة. تغيير أسلوب حياتك والطريقة التي ترى بها العالم قد يبدو أمرًا شاقًا، لكن استمع لوصفة ألدوس هكسلي لتغيير حياتك: ""يسألني الناس كثيرًا عن أكثر الأساليب فعاليةً لتغيير حياتهم. من المحرج إلى حد ما أنه بعد سنين وسنين من البحث والخبرة، علي أن أقول بأن أفضل إجابة هي -فقط- أن تكون أطيب قليلًا. آمن بما قاله هكسلي بقلبك واستوعب خلاصة خبرته وسنين بحثه سامحًا للطيبة أن تغير حياتك، لتسمو على كل مشاعر وأفعال العدائية والكراهية والاحتقار والغضب والخوف وانتقاص الذات؛ يساعدك ذلك أن تُجدد القوة التي أبلاها اليأس.
·       عندما تكون طيبًا، أنت تأخذ موقفًا تجاه الحياة جراء تأكيدك الدائم بأفعالك وأقوالك أن الاهتمام بالآخرين وببيئتنا وبأنفسنا هو الطريقة الصحيحة للحياة. الأمر لا يتعلق بالتأثير الفوري، فالطيبة هي اختيار لأسلوب حياة عام؛ دندنة وإيقاع يجمعان كل شيء تفكر فيه وتفعله.
·       عندما تكون طيبًا، أنت تتخفف من عبء شعورك بالقلق من أن الآخرون لديهم أكثر مما لديك أو أنهم يستحقون أكثر/ أقل منك، كما تمتنع عن وضع نفسك في درجة من التفوق أو الدونية مقارنة بالآخرين، وبدلًا من ذلك تفترض - من منطلق الطيبة- أن الجميع بشر، بهم عيوب ونواقص، وبهم مميزات وفضائل، وللجميع حق الحياة الكريمة الهانئة.
·       عندما تكون طيبًا، فأنت تدرك أننا جميعًا في نفس الشيء معًا. عندما تؤذي إنسانًا آخر، فأنت بذلك تؤذي نفسك. في المقابل، ما تفعله لدعم الآخرين، يدعمك أنت أيضًا.
أفكار مفيدة
ü   بالتأكيد لن تحب كل الناس وهذا أمر طبيعي؛ حتى ألطف الناس فوق الأرض يغضبون! فقط احرص أن تستمر في التعامل بأدب مع الجميع، حتى من لا تحبهم.
ü   عندما يسقط أحدهم شيئًا ما، احمله من أجله، وأعرض عليه مشاركته في حمل هذة الأغراض الثقيلة أيًا كان حجمها!
ü   الفعل المهذب ينمو من شخصِ لآخر، لذلك مرره للآخرين دون أي انتظار للمقابل، وسوف يعود لك في الوقت المناسب.
ü   إذا ابتسم لك شخص لا تعرفه، لا تترد في مبادلته الابتسام؛ إنها لفتة طيبة.
ü   لا تفكر فقط في المدى القصير؛ الأفعال الطيبة التي تقوم بها اليوم قد تعلم شخص ما أن يتصرف بشكل مهذب مع الآخرين. علاوة على ذلك فالطيبة يتردد صداها بشكل جيد ما وراء نقطتها الأولية للتواصل. الكثير من الناس يتفاجئون عند الاكتشاف بعد العديد من السنوات كيف أن تصرف طيب قد لمس شخصِ ما وألهمه للقيام بشئ رائع أو للإيمان بنفسه أكثر. ضع في عقلك دائمًا أن "الطيبة" تعيش للأبد.
ü   اصنع وجبة العشاء لصديقك الذي يمر بأوقات صعبة. شاركه في التنزه أو الذهاب للسينما. مارس دورك في تخفيف همومه ومشاكله.
ü   احمل الحقيبة الثقيلة عن شخص يبدو عليه أنه يعانى من حملها.
ü   اسأل من حولك "كيف حالك؟" استفسر واستمع لهم باهتمام. "الطيبة" تتضمن الرعاية والتعاطف. والجميع يريدون أن يستمع الآخرين بانصات لما يقولونه.
ü   اذهب لزيارة دار للمسنين واقضِ ساعة أو ما يقاربها في لعب الورق مع مُسن لا تأتيته الكثير من الزيارات.
ü   ساعد شخصًا أعمى ليعبر الطريق.
ü   كن مهذبًا مع الفقراء والمشردين وامنحهم الطعام والمال.
ü   ابدأ السلام والتحية مع الجميع بدءًا من عامل المحل التجارى وحتى رئيسك في العمل. افعل ذلك يوميًا.
ü   الطيبة مجانية، لذلك شاركها مع الجميع، كل يوم. اعرض على صديقك الاعتناء بحيوانه إذا كان مسافرًا. إذا عرفت أن أحد جيرانك مريض، اسأله إذا ما كان يحتاج أن تجلب له أغراض عندما تقوم بالتسوق. تحدث مع شخص تبدو عليه الوحدة وتناول معه كوبًا من القهوة وادفع الحساب.
ü   اشترِ علبة من المكسرات وبعض الشوكلاتات من السوبر ماركت وامنحها لشخص مشرد.
ü   تأمل القول المأثور: "كن قاسيًا حتى تصبح طيبًا". فكر لماذا هذا القول شائع. هل تظن هذه طريقة مناسبة للتحدث عن ظروف الناس؟ عندما تظن حقًا أن شخصًا ما يحتاج لتعلم درسٍ ما، يكون أعظم ما يمكنك فعله هو أن تتوقع عن تقيمهم وأن تقوم بالأمر الأصعب وتوفر لهم البيئة المناسبة لصنع التغيرات التي يحتاجونها دون أن تقوم بهذا التغير بدلًا عنهم. نحن جميعًا واعون أنه من غير الممكن تغير إنسان آخر، لكن من الممكن تغيير الأوضاع المحيطة به حتى يصبح قادرًا على القيام بالتغييرات الضرورية بنفسه. ما يعنى أننا لسنا بحاجة لإظهار أفعالنا بشكل قاس أو صلب. لكن القيام بالأمور الطيبة التي "تمكنهم" من التحسن بدلًا من أن تجبرهم عليه.
ü   تحكم في عواطفك. إذا كنت غاضب ومنزعج لا تقل كلمات تؤذي من حولك وتؤذيك فيما بعد. كن هادئًا ومتحكمًا في أعصابك.
ü   كونك شخص طيب ومهذب، سيمكنك من أن تكون أكثر ثباتًا وتوازن وإيجابية في حياتك.
تحذيرات
ü   تأكد أن أفعالك الطيبة مرحب بها، فالمساعدة الغير مطلوبة منك قد تؤدي لنتائج عكسية. "خير تعمل، شر تلقى". هناك بعض الأوقات عندما نظن أننا نساعد الآخرين، بينما نتسبب لهم بالمشاكل لأننا لا نكون على علم كافٍ بكل تفاصيل المشكلة.
ü   لا تشعر بالحاجة للابتهاج بأفعالك الجيدة، بل كن متواضعًا. فعل التصرفات الحسنة وانتظار مقابل لها ممن حولك ليست "طيبة حقيقة". مساعدة الآخرين دون حتى إدراكهم لمساعدتك هو الخيار الصحيح الأفضل.
ü   إذا كنت غاضبًا تمامًا من شخصٍ ما، ضع في اعتبارك أن الطيبة تدين الآخر أكثر من الانتقام. قد يستخدم الناس كل أنواع المبررات للقيام بالأخطاء لكن مع التسامح والسلوك الطيب لا يجد الآخر أي وسيلة للهرب.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا                           

للمزيد
أيضاً وأيضاً





هناك تعليق واحد: