السبت، 1 فبراير 2020

• التفكير والسلوك الإيجابي: كيف تطوره لتصبح سعيداً


التفكير والسلوك الإيجابي أمر مهم لضمان امتلاك حياة ممتعة ومرضية. يسهّل تطوير التفكير والسلوك الإيجابي من خلال التعرّف على المشاعر الإيجابية والتأمل بها أثناء اختبارها. ستبدأ أيضًا بإعادة تأطير مشاعرك السلبية لحظة حدوثها. استقطاع بعض الوقت لنفسك وبناء العلاقات مكوّنات مهمة في عملية بناء السلوك الإيجابي.
أولاً: فهم أهمية التفكير والسلوك الإيجابي

1)    اعلم أن السلوك الإيجابي سيقلّل المشاعر السلبية. سيساعدك امتلاك سلوك إيجابي على اختبار الكثير من المشاعر الإيجابية. هذه هي اللحظات التي لا تثقل المشاعر السلبية فيها كاهلك. يمكن أن يساعدك السلوك الإيجابي على إيجاد مزيد من المتعة والرضا في الحياة. قد يساعدك ذلك أيضًا على الاستشفاء من التجارب السلبية بسرعة أكبر.
2)    تعرّف على الرابط الموجود بين المشاعر الإيجابية والصحة الجسدية. تشير الدراسات إلى أن التوتر والمشاعر السلبية الأخرى قد تساهم في المشاكل الصحية كمشاكل أمراض القلب.يمكن أن يؤدّي إحلال المشاعر الإيجابية محل السلبية إلى تحسين صحتك بشكل عام.
·       يمكن للمشاعر الإيجابية أيضًا إبطاء تقدّم الأمراض. يحدث ذلك لأن المشاعر الإيجابية تقلّل من فترة تأجّج المشاعر السلبية.
3)    تواصل بشكل إيجابي وبإبداع واهتمام. إضافةً إلى الفوائد الجسدية المترتبة على ذلك، يُنتج السلوك الإيجابي أيضًا قدرة إدراكية واسعة ومرنة وقدرة على دمج الأشياء المختلفة. ترتبط هذه التأثيرات بزيادة مستويات الدوبامين في الجسم. مما يحسّن انتباهك وقدراتك الإبداعية وقدرتك على التعلّم. تحسّن المشاعر الإيجابية أيضًا من قدرة الشخص على التعامل مع المواقف المختلفة.
4)    الاستشفاء من أحداث الحياة السلبية بشكل أسرع. يمكن أن يؤدّي تطوير سلوك إيجابي والمحافظة عليه إلى منحك مناعة تجاه أحداث الحياة السلبية كالصدمات وفقد الأشخاص الأعزاء.
·       يميل الأشخاص الذين يختبرون مشاعر إيجابية خلال الفواجع إلى تطوير خطط صحية طويلة المدى. قد يؤدّي امتلاك أهداف وخطط إلى امتلاك شعور أفضل بالصحة خلال عام من الفاجعة التي تعرّض الشخص لها.
·       لقد تم تقديم مهمة تدعو إلى التوتر للأشخاص الذين شاركوا في اختبار للمرونة والتجاوب مع الضغط خلال تجربة علمية، وأظهرت النتائج أن كل الأشخاص المشاركين كانوا متوترين بشأن المهمة بغض النظر عن مستوى مرونتهم، إلا أن زيادة مستوى المرونة لدى بعض الأشخاص جعلهم يعودون إلى حالة أهدأ بشكل أسرع من الأشخاص الذين لم يمتلكوا نفس مستوى المرونة.
ثانياً: استقطاع الوقت للتأمل بالنفس
1)    اعلم أن التغيّر يحتاج إلى وقت. فكّر ببناء سلوك إيجابي بنفس طريقة بناء القوة واللياقة. يعد ذلك غاية تتطلب مجهودات متواصلة.
2)    تعرّف على أقوى خصالك وقم بتغذيتها. ركّز على نقاط قوتك لمساعدتك على خلق تجارب نفسية أكثر إيجابية. سيؤدّي ذلك بدوره إلى جعل التعامل مع الأزمات أسهل بكثير.
·       قم بإعداد قائمة بالأشياء التي تستمتع بفعلها والأشياء التي تجيدها. حاول فعل بعض هذه الأشياء بانتظام. سيؤدّي ذلك إلى زيادة مخزون التجارب الإيجابية التي تمتلكها.
3)    اكتب مذكّرات شخصية. تُظهر الدراسات أن التأمل بالذات قد يكون فعّالًا كأداة للتعلّم والتعليم في المدرسة والعمل. يمكن استخدام التأمل في الذات لمساعدتك على تطوير سلوك إيجابي أيضًا. يمكن لكتابة مشاعرك وأفكارك مساعدتك في التعرّف على سلوكك واستجاباتك للأشياء.
·       قد تبدو كتابة التأملات في الذات غريبة في البداية، إلا أنك ستتعرّف على بعض أنماط السلوك والمشاعر في كتاباتك مع مرور الوقت والتدرّب. سيساعدك ذلك على استهداف مناطق قد تكون تعيقك عن تحقيق أهدافك.
4)    اكتب عن الأشياء الإيجابية في يومك. راجع يومك وابحث عن أشياء إيجابية فيه. يمكن أن يتضمن ذلك الأشياء التي جعلتك تشعر بالسعادة أو الفخر أو الذهول أو الامتنان أو الهدوء أو الرضا أو أي شعور إيجابي آخر.
·       استرجع روتينك الصباحي مثلًا واقض بعض الوقت في ملاحظة اللحظات التي شعرت فيها بالسلام أو السعادة. قد يتضمن ذلك مشهد جميل تراه في الصباح أو أول رشفة قهوة تشربها أو أي حديث ممتع خضته.
·       خصّص وقتًا مميزًا للتركيز على اللحظات التي شعرت فيها بالفخر بنفسك أو الامتنان لشخص آخر. يمكن أن تكون هذه الأشياء صغيرة، كشعورك بالامتنان تجاه شريكك لقيامه بترتيب السرير. يمكنك أيضًا أن تشعر بالفخر بالطريقة التي أنجزت بها مهمة أو تحديًا وضعته لنفسك.
·       قد تجد أن البدء بالتأمل في اللحظات الإيجابية من اليوم أمر سيساعدك كثيرًا. أعد اختبار المشاعر الإيجابية لمساعدتك على التأقلم مع اللحظات السلبية.
5)    اكتب عن اللحظات التي شعرت فيها بمشاعر سلبية. حدّد لحظات يومك التي شعرت فيها بمشاعر سلبية. قد يتضمن ذلك الشعور بالذنب أو الخزي أو الإحراج أو الإحباط أو خيبة الأمل أو الخوف أو التقزّز. هل تبدو هذه الأفكار متطرّفة؟ قد تشعر بالسوء لأنك سكبت القهوة على مديرك عن طريق الخطأ. هل تفكّر في أنك قد تفقد وظيفتك بسبب ذلك وأنك لن تتمكن من إيجاد وظيفة أخرى للأبد؟ يمكن أن تحجب ردود الفعل المتطرّفة للأحداث اليومية التفكير الإيجابي المنتج.
6)    أعد تأطير اللحظات السلبية كأفكار إيجابية. ابحث عن لحظات سلبية في قائمتك واستقطع بعض الوقت لإعادة تأطير هذه اللحظات بطريقة تحوّلها إلى مشاعر إيجابية (أو محايدة على الأقل).
·       إن كنت قد شعرت بغضب عارم أثناء القيادة مثلًا، أعد تأطير نيّة السائق الآخر واعتبر أن ما فعله مجرّد خطأ غير مقصود. إن شعرت بالإحراج بسبب شيءٍ قد حدث خلال اليوم، فكّر في أن هذا الموقف قد يكون سخيفًا ويدعو إلى الضحك. حتى إن كان مدريك يشعر بالانزعاج بسبب سكبك للقهوة عليه، فإن الأخطاء تحدث بين الحين والآخر. قد يرى مديرك أيضًا الجانب الفكاهي من ذلك إن كان حظك جيدًا.
·       ستتمكن من التعامل مع المواقف بشكل أفضل إن لم تتعامل مع الأخطاء الصغيرة كتجارب تغيّر مجرى الحياة. أحد طرق التعامل مع موقف سكب القهوة هو التعبير عن اهتمامك بسلامة مديرك ومن أنه لم يتعرّض للحرق. يمكنك بعد ذلك عرض شراء قميص آخر لمديرك خلال فترة استراحتك أو عرض تنظيف القميص المتلطّخ.
7)    استجمع "مخزون سعادتك". تؤدّي مهارات التأقلم الجيدة إلى زيادة المشاعر الإيجابية مع مرور الوقت. الفوائد التي تجنيها من اختبار المشاعر الإيجابية قيّمة للغاية. تدوم هذه المشاعر لفترة أطول من فترة اختبارك للسعادة ويمكنك الاستفادة من "مخزون السعادة" الذي تمتلكه خلال لحظات الحياة الأخرى وفي حالات ذهنية مختلفة.
·       لا تقلق إن كنت تعاني من مشاكل في بناء مشاعر إيجابية. يمكنك أيضًا استخدام الذكريات التي تمتلكها بالفعل لبناء "مخزون السعادة" الخاص بك.
8)    تذكّر أن كل شخص يمر بمشاكل حياتية. من المهم تذكّر أن كل شخص يمر بمشاكل حياتية صغيرة وأخرى هائلة، لذا فإنك لست وحيدًا. يتطلب إعادة تأطير ردود الفعل المتطرّفة بعض التدرّب، إضافةً إلى بعض الوقت لتعديلها وقبولها، إلا أنه من الممكن التخلّي عن الأشياء البسيطة من خلال التدرّب. ستتمكن من رؤية المشاكل الأكبر بشكل صحيح والنظر إليها على أنها فرص يمكن التعلّم منها.
9)    تآلف مع ناقدك الداخلي. يمكن أن يؤذي "الناقد الداخلي" الموجود بداخلك عملية تقدّم سلوكك الإيجابي.
·       قد تجد أن ناقدك الداخلي قد وصفك بأنك شخص أخرق عندما سكبت القهوة على مديرك. ناقدك الداخلي يحبطك دائمًا ويؤدّي ذلك إلى إيذائك. تأمل في الأوقات التي يقول فيها ناقدك الداخلي مثل هذه الأشياء السيئة. ستمتلك المزيد من المعلومات عن الأوقات والمواقف التي يظهر فيها ناقدك الداخلي.
·       يمكنك أيضًا البدء بتحدّي ناقدك الداخلي وطرق التفكير السلبية الأخرى. يعد ذلك جزءًا مهمًا من تطوير سلوك إيجابي.
ثالثاً: استقطاع وقت لنفسك
1)    افعل الأشياء التي تستمتع بها. خصّص وقتًا لفعل الأشياء التي تستمتع بها أو الأشياء التي تُشعرك بالسعادة. قد يكون تخصيص بعض الوقت لنفسك أمرًا صعبًا، خصوصًا إن كنت شخصًا يقدّم مصلحة الآخرين على مصلحته. قد يكون ذلك صعبًا أيضًا إن كنت تمرّ بموقف حياتي كامتلاك أطفال صغار في المنزل أو الاعتناء بشخص مريض.
2)     ولكن تذكّر دائمًا أنه يتوجب عليك ارتداء قناع الأوكسجين الخاص بك قبل مساعدة الآخرين على ارتداء أقنعتهم. يكون الشخص أفضل من يقدّم المساعدة إن كان بحالة جيدة.
·       استمع للموسيقى إن كانت تشعرك بالسعادة. إن كانت قراءة الكتب هي ما يشعرك بالسعادة، استقطع بعض الوقت للقراءة في بيئة هادئة. اطّلع على منظر جميل أو توجّه إلى متحف أو شاهد فيلمًا تستمتع به.
·       حافظ على نشاطك خلال الأشياء التي تشعرك بالمتعة. هذه الطريقة رائعة للتركيز على الجوانب الإيجابية.
3)    استقطع بعض الوقت للتفكير في لحظات الرضا التي تختبرها. ليس هناك شخص آخر ليحكم على مراجعتك ليومك ولنفسك، لذا فلا حاجة للقلق من أن تبدو مغرورًا. لا حاجة لأن تكون جيدًا في شيء ما أو لإسعاد الآخرين لتتمكن من الاستمتاع بالشيء. 
·       إن كنت جيدًا في الطهي، اعترف لنفسك بأنك طاهٍ جيد. لا حاجة أيضًا لإذهال الآخرين لتستمتع بالغناء.
·       إن مراقبة لحظات الرضا والفخر والاقتناع والفرح في حياتك وفي النشاطات التي تؤدّي إليها طريقة رائعة لضمان إمكانية تكرار ذلك مجددًا في المستقبل.
4)    لا تقلق كثيرًا بشأن الآخرين. إنك تختلف عن الآخرين، لذا فلا حاجة للحكم على نفسك وفقًا لمقاييس الآخرين. قد تجد أنك تستمتع بالأشياء التي لا يستمتع بها غيرك. يمكنك بالتأكيد تعريف معنى النجاح بالنسبة لك.
5)    تجنّب مقارنة نفسك بالآخرين. تختلف نظرتك لنفسك عن نظرتك للأشخاص الآخرين، بنفس طريقة اختلاف النظر إلى لوحة فنيّة من مكان بعيد أو قريب. لاحظ أن صورة شخص آخر تراها قد لا تكون صورته الحقيقية وأنه يسعى لإظهار هذه الصورة. لا تعكس هذه الصورة سوى جزء من الحقيقة فقط. لا تقارن نفسك بالأشخاص الآخرين ولا تقدّر قيمتك الذاتية اعتمادًا على آراء الآخرين. سيساعدك ذلك على استقاء استنتاجات أقل موضوعية عن سلوك الآخرين.
·       لا تفترض مثلًا أن أحد أقاربك لا يحبّك لأنك مررت بتجربة سلبية معه. افترض عوضًا عن ذلك أن هناك سوء تفاهم حادث بينكما أو أن هناك شيء آخر يزعج قريبك.
رابعاً: تحصيل العلاقات
1)    حافظ على علاقات صحية. العلاقات جزء مهم من التجربة الإنسانية، حتى إن كنت تصنّف نفسك على أنك شخص انطوائي أو شخص يبعد نفسه عن الآخرين ولا يشعر بحاجة لامتلاك عدد كبير من الأصدقاء. الصداقات والعلاقات هما مصدر الدعم والتصديق والقوة لجميع أنواع الشخصيات. حافظ على علاقات صحية في حياتك مع أفراد عائلتك وأصدقائك.
·       تشير الأبحاث إلى أن مزاجك سيتحسّن بعد إجراء حوار مع شخص تهتم لأمره وتلقّي الدعم منه بشكل فوري.
2)    كوّن علاقات جديدة. عند مقابلة أشخاص جدد، حدّد الأشخاص الذين يشعرونك بشعور جيد عند التواجد معهم. كوّن علاقات معهم. سيضيف أولئك الأشخاص إلى شبكة الدعم الخاصة بك ويساعدونك على الاستمرار بتطوير السلوك الإيجابي.
3)    تحدّث مع صديق عن مشاعرك. إن وجدت أنك تعاني من مشكلة في خلق تجارب حسيّة إيجابية خاصة بك، توجّه إلى صديق للحصول على الدعم. لا يفترض أن تشعر باضطرارك لإخفاء مشاعرك السلبية. قم عوضًا عن ذلك بالتحدّث عن هذه المشاعر مع صديق لمساعدتك على حلّها وإفساح مساحة للمشاعر السعيدة.
خامساً: التعامل مع المواقف التي تؤدّي إلى التوتر
1)    أضف لمسة إيجابية على المواقف التي تؤدّي إلى التوتر. يعني التعامل مع المواقف التي تؤدّي إلى التوتر بإيجابية إضافة لمسة جديدة إلى الموقف.
·       إن كنت تمتلك قائمة أعمال مرهقة مثلًا، فكّر في أنه يمكنك تحقيق معظم عناصر اللائحة عوضًا عن التفكير في أنه لا يمكنك تحقيق كل هذه العناصر أبدًا.
2)    جرّب التأقلم مع المشكلات. التأقلم مع المشكلات هو وضع تركّز فيه على المشكلات التي تتسبب لك بالضغط وإيجاد حل لها. قسّم المشكلة إلى خطوات تسمح لك بتحقيقها. حدّد العقبات المحتملة وطريقة التعامل معها عند حدوثها.
·       إن كنت تعاني للعمل مع فريق أو زميل مثلًا، اجلس أولًا وحلّل الموقف. حدّد أنواع المواقف التي تمر بها وقم بعد ذلك باستجماع أفكارك وكتابة الحلول المحتملة لهذه المشكلات.
·       قد يكون مديرك لا يشجّع العمل الجماعي وينسب الفضل إلى أشخاص معيّنين، يمكنك من خلال استخدام منهجية التعامل مع المشكلات ذِكر ذلك والتعامل معه على أنه يجب أن يكون هناك حد أدنى من الاحترافية بغض النظر عن العلاقات الشخصية. قم بعد ذلك بممارسة تدريب جماعي يقوم فيه كل شخص بذكر 3 أشياء إيجابية عن الشخص الآخر.
·       يمكنك من خلال توصيل أعضاء الفريق ببعضهم وإتمام المشاريع بنجاح باهر طرح الفريق كمثال للمساعدة على تغيير البيئة في الشركة.
3)    ابحث عن معنى إيجابي في الأحداث الاعتيادية. أحد الطرق الأخرى التي يختبر بها الأشخاص المشاعر الإيجابية خلال فترات الضغط هي إيجاد معنى إيجابي للأحداث الاعتيادية وحتى الأحداث العسيرة.
·       تذكّر أن تدرّبك على إضفاء لمسة إيجابية إلى المواقف السلبية سيجعل من الأمر أكثر سهولة وطبيعية. ستجد أيضًا أن إضافة لمسات إيجابية للمواقف السلبية يجعل حياتك أسعد وأمتع.
المصدر: 1
المصدر: 2
إقرأ أيضًا                           

للمزيد
أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق