صياد المواهب هو ذلك الأب اللبيب الذي
يبحث بعين لماحة عن موهبة في ولده لينميها، الأب الذي يؤمن أن ولده مهما بدا
عاديًا إلا أن لديه موهبة أعطاها له الله لم تكشف عن نفسها بعد، قد تكون في
الموسيقى أو الرسم أو الحفظ أو الخيال المبدع، وربما تكون في الصوت الحسن أو في
ميله للشعر أو رواية القصة.
الأب اللبيب يغتنم الفرصة
فتراه يذهب ليشتري له آلة موسيقية إذا رأى في ولده ميلاً للموسيقى، أو دفترًا
وفرشاة إذا رأى فيه ميلاً للرسم، ويصحبه للمكتبة إذا رآه يعشق الاطلاع، ويحفظه
القرآن والأناشيد إذا كان عذب الصوت.
والأهم من ذلك أنه يدرك
جيدًا أن الموهبة إذا لم تُرعَ ذبلت واضمحلت، أو كما تقول القاعدة (كل شيء لا
نستخدمه نفقده)، فينمي بداخله الاتجاه العملي وحب الإنجاز، وتكون النزعة العملية
لديه أقوى من الكلام والتنظير.
والأب الذي يستطيع أن
يربي ابنه على اتخاذ الخطوة الأولى في أي مشروع، ويترجم أفكاره ومواهبه إلى مشاريع
ملموسة هو أب يرفع من قدر ابنه ومكانته، ويساعده على اكتشاف مهارات وأفكار لم تكن
لتكتشف إلا بالتجريب والعمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق