عند
بداية ظهور الطيور والحيوانات في الغابة، كان يرأسها ظبي ضخم، ذات يوم، جلس الظبي
مع زوجته يتحدثان في بقعة خالية من الشجر، في ذلك الحين، كان هناك أرنب يتقافز
قريبًا من المكان، سمعهما يتحدثان، فتوقف وقال لنفسه: (أريد أن أسمع ما يقولانه)،
وزحف مقتربًا منهما، واختفى خلف جذع شجرة مقطوعة، وبدأ يختلس السمع.
كان
الظبي الضخم يقول: "لديّ كل هذه القرون والفروع المتشعبة منها، وينبغي أن
أمنحها للبعض، لكنها ليست كافية للجميع، لذلك عليّ أن أقرر أيّاً من الحيوانات
سأمنحها له".
-
"لمن في ظنك أعطي هذه الفروع؟" سأل الظبي الضخم زوجته في اللحظة نفسها
التي كان الأرنب يوشك أن يتحدث، فأجابت:
-
"أعطها للغزال، ستحميه".
-
"عظيم.. وماذا عن هذين القرنين الكبيرين؟".
قبل
أن تكون هناك فرصة لزوجة الظبي لقول أي شيء، وثب الأرنب من خلف جذع الشجرة وصاح:
-
"أعطهما لي أيها الظبي الضخم".
قال
الظبي الضخم: "لماذا؟ يا صديقي الصغير، أنت لست في حاجة إلى هذين القرنين
الكبيرين، ماذا ستفعل بهما؟".
-
"مؤكد أنني أحتاج إليهما، فأنا أخاف من كل الحيوانات الأخرى، ولو أخذتهما،
فسيخاف مني الجميع".
-
"حسنًا.. خذها" قال الظبي الضخم ذلك ووضع القرنين على رأس الأرنب، أخذ
الأرنب يثب ويقفز سعيدًا، فجأة اصطدم بفرع شجرة أرز كبيرة، فنطّ في الهواء وأراد
أن يجري، لكنه لم يستطع، فقد تشابك قرناه الطويلان في الأعشاب النامية تحت الشجرة،
لم يستطع الأرنب أن يخلّص نفسه منها، فصرخ بصوت مرتجف.
انفجر
الظبي الضخم وزوجته في الضحك:
-
"حسنًا يا صديقي العزيز، أرى أنك جبان، حتى أكبر القرون لا تساعد جبانًا،
سأمنحك أذنين طويلتين بدلاً منهما، حتى يعرف الجميع أنك تحب أن تختلس السمع".
حدث ذلك عندما فقد الأرنب قرنيه، ونمت له بدلاً منهما أذنان طويلتان.
إقرأ أيضًا
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف