الأحد، 7 أبريل 2013

• أيها الأب: لا تفرق بين أبنائك



يجب توفير جو من العدالة داخل جنبات البيت، وقديمًا قال أجدادنا: "المساواة في الظلم عدل!!".
ومن الأخطاء الشائعة في التربية تمييز أحد الطرفين على الآخر وعدم المساواة بين الأبناء، هل تظن أن هذا شيء هين؟! تعال واقرأ هذه الآيات من سورة يوسف: (إذ قالوا لَيوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عُصبة إن أبانا لفي ضلال مبين) [يوسف: 8]. 

والأب هنا نبي صاحب رسالة، غير أن تفضيله لاثنين من أبنائه دفع الآخرين إلى أن يقوموا بعمل غير معقول. وتعالوا واقرؤوا تكملة الآيات: (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضًا يَخْلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين) [يوسف: 9]، ما أعجب ما أبرم إخوة يوسف، نقتله ثم نتوب ونصبح صالحين، يقول ابن كثير متعجبًا من قولهم: "فأضمروا التوبة قبل الذنب". فقط من أجل تفرقة الأب بين أبنائه قتل بعضهم بعضًا.
ولهذا كان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أشد الناس حرصًا على هذه النقطة، فنراه يقول للنعمان بن بشير - رضي الله عنه - وقد أخبره أنه وهب ابنه عبدًا كان عنده: "أكل ولدك نحلته مثله؟" (أي أعطيتهم كما أعطيت هذا)، فقال: لا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأرجعه".
ولطالما أعلنها صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم". [رواه مسلم]. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أولادكم في العطية" [رواه البخاري].
ولعل هذا ما دفع بعض السلف لأن ينتبهوا قائلين: "إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك".
والأطفال الصغار ينتبهوا بشكل يثير الدهشة لأي حركة تمييز أو تفضيل لأحد إخوانهم عليهم، حتى لو في بسمة أو كلمة تشجيع، فكان أمر الرسول الهادي بأن يكون العدل عاطفيًا ونفسيًا كما هو معنويًا وماديًا حتى في اللمسة والقبلة.


إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق