يُحكى أنه في قديم الزمان، وفي بلد
غير معروف لنا الآن، كانت هناك أميرة صغيرة، ابنة ملك عظيم، ولسوء حظها فقد ابتلعت
خاتمًا من الذهب مما جعلها تشعر بالاختناق، لأن الخاتم كان قد استقر في حلقها.
أرسل والدها الملك رسلاً إلى كل أنحاء المملكة يبحثون عن طبيب يستطيع إنقاذ ابنته
الصغيرة.
وتشاء الصدفة أن يصل رُسُلُ الملك،
أثناء بحثهم، إلى منزل أحد الحطابين حيث أخبرتهم زوجته أنه يفهم كثيرًا في أمور
الطب، مما جعلهم يفتشون عنه في كل الأرجاء حتى وجدوه وأحضروه ليذهب معهم إلى
الملك.
حاول الحطاب أن يقنعهم بأن زوجته كذبت
عليهم وأنه لا يستطيع أن يخلّص الأميرة مما أصابها، لكن دون جدوى فقد حملوه بالقوة
إلى قصر الملك. وهناك حاول مرة أخرى أن يشرح للملك حقيقة الأمر، لكن الملك ثار في
وجه الحطاب، وقال له مهددًا:
- اسمع أيها الرجل، إذا لم تنقذ ابنتي
فسوف تدفع حياتك ثمنًا لتفاخرك بأنك طبيب.
وهكذا سارت الأمور إلى ما لا تحمد
عقباه، واضطر الحطاب المسكين أن يستسلم لأوامر الملك.
فكر الحطاب في حيلة تنقذه من هذا
المأزق، فهل تعرفون ماذا فعل ذلك الرجل العبقري؟
لقد بدأ الحطاب في القفز والشقلبة
بحركات بهلوانية، مما جعل الأميرة الصغيرة رويدًا رويدًا، تضحك ثم تغرق في الضحك.
وفي نوبة من نوبات الضحك هذه سَعَلَت الأميرة بشدة فانطلق الخاتم المستقر في حلقها
إلى الخارج وسقط على الأرض، وبذلك تخلصت من الخطر الذي كان يتهدد حياتها.
غمرت السعادة الملك وهنأ الحطاب على
ذكائه الخارق وقال له مواصلاً حديثه: عليك الآن أن تستقبل بعض الأشخاص الذين يشكون
مر الشكوى من المرض. فإذا استطعت أن تعالجهم وتشفيهم فسوف أعطيك ثروة طائلة وستصبح
رجلاً من الأثرياء. وأما إذا فشلت فسوف يقوم أتباعي بتنفيذ حكم الإعدام فيك.
لم يجد الحطاب بُدًا إلا أن يقبل عرض
الملك، فنادى على المرضى واجتمع بهم، ثم قال: أيها الناس، لكي أستطيع أن أشفيكم من
الأمراض التي تعانون منها يجب أن أقوم بذبح واحد منكم وأقدمه قربانًا حتى يشفى
الجميع. فمن منكم مستعد لهذه التضحية؟ شخص واحد فقط أيها الناس يكفي لشفاء الجميع.
عند سماع تلك الكلمات، فزع الجميع،
وسقطت العِصيّ التي يتكئ عليها المرضى وكذلك عكاز الأعرج وشرعوا في الجري بأقصى
سرعة وهم يصيحون في صوت واحد: لا تشغل بالك بنا أيها السيد، فقد شفينا الآن
تمامًا.. تمامًا.
دهش الملك من براعة الحطاب وابتسم
أمام هذا النجاح الساحق وكما كان قد وعده من قبل بأن يجعله من الأغنياء فقد قدم إليه
صندوقًا مليئًا بالذهب والجواهر.
وهكذا عاد الحطاب الطيب إلى منزله
مسرورًا هانئ البال، وأصبح هو وزوجته من أسعد الناس وأكثرهم احترامًا وتقديرًا.
وقد اشترط على زوجته ألا تكذب أبداً،
فربما لا تفلح الحيلة كل مرة في النجاة من العقاب.
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين
والأهالي
حكايات معبرة وقصص
للأطفال
إقرأ أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم
كيف تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق