الخميس، 12 نوفمبر 2020

• المقابلة الإرشادية بين المرشد والمسترشد


يمكن تعريف المقابلة الإرشادية بأنها علاقة وجهٍ لوجه بين شخصين أحدهما المرشد والآخر المسترشد، يسعى فيها المسترشد للحصول على معاونة المرشد في علاج مشكلته والوصول إلى الحلول السليمة لها، والاستفادة من طاقاته إلى أقصى حد ممكن بعد تخلصه من المشكلات التي كانت تحول بينه وبين تقدمه العلمي والأكاديمي، والتفاعل والمودة والاحترام المتبادل بين المرشد والمسترشد يدفع المقابلة إلى تحقيق أهدافها المرسومة

كما يمكن تعريفها بأنها عبارة عن علاقة ديناميكية بين شخصين: المرشد والمسترشد، يحاول خلالها المسترشد أن يجد حلا للمشكلة أو المشاكل التي يعاني منها، ويحاول المرشد بالمقابل أن يقدم المساعدة الفنية التي يراها ملائمة للحالة سواء كانت هذه المساعدة مباشره أو غير مباشره (ربيع، 2007).

وعلى ذلك فان المقابلة هي المحور الأساسي الذي تدور حوله عمليات الارشاد النفسي والتربوي والمهني. (ربيع ،2007)

والمقابلة هي الوسيلة الأولى الأساسية في الإرشاد النفسي، وأنها ليست قاصرة على الإرشاد والعلاج النفسي ولكنها وسيلة يستخدمها المرشدون الأطباء والأخصائيون وأصحاب الإعمال والباحثون الاجتماعيون بصورة خاصة والباحثون بصوره عامة والصحفيون وفي مجالات عديدة (المعروف، 1986).

عناصر المقابلة الإرشادية

1)    المواجه الإنسانية: لا تتم المقابلة بدون مواجهة بين الأطراف المعنية بها، ممثله بالمرشد والمسترشد وجها لوجه، والمواجهة وحدها لا تكفي لكن يجب أن تتميز بالسمة الانسانية مثل الابتسامة والمشاعر الودية المتميزة بالصدق والأمانة والتعاطف الوجداني.

2)    المكان المحدد: ليس من المعقول أن تتم المقابلة على جانب الطريق، أو عند باب المصعد أو في المطاعم، فمن البديهي أن تتم المقابلة في مكان محدد ثابت لا يتغير بين حين وآخر بحيث يكون معروفاً لكل من المرشد والمسترشد.

3)    الموعد المُسبق: لا يبالي نفرٌ من المرشدين بتحديد موعد مُسبق لمقابلة  مسترشديه، حيث يقابلهم كلما أتى أحد إليهم في أي وقت خلال ساعات العمل المكلف بها، وقد يوثر هذا على ممارسته اليومية وخططه الإرشادية التي ينتجها في المقابلة، ومن جهة أخرى يُصِرُّ الكثير من المرشدين النفسيين على تحديد موعد مسبق لمقابلة مسترشدية، فلا يسمح بمقابلة أي منهم بدون موعد محدد مسبق مما يدعم الهدف العام من المقابلة الإرشادية وينظم العمل خلالها..

4)    فترة زمنية معينة: إن تحديد الفترة الزمنية التي تستغرقها المقابلة هام جداً في بنائها، حيث أنها تساعد المرشد على تخطيط استراتجياته الإرشادية وفقا لها في كل مقابلة، كما أنها تنظم المقابلات المتتالية مع المسترشدين، فلا تطغى مقابلة مع مسترشد ما على مقابلة أخرى مع مسترشد آخر، كما تنظم عمل المرشد النفسي حيث يمكنه التنبؤ بعدد العملاء الذين يمكن مقابلتهم خلال ساعات ممارساته اليومية، فيُعِدُّ نفسه لاستقبالهم .

5)    الأهداف الخاصة: لا تتم المقابلة لمجرد الثرثرة الفارغة، أو تجاذب أطراف الحديث بشكل عام، أو الاستماع بمناقشة في أمر في أمور الدنيا، إنها تتم من أجل تحديد أهداف خاصة واضحة ومحددة مسبقاً تتعلق بمساعدة المسترشدين الذين يترددون على المرشد النفسي. (عمر، 1985).

مبادئ المقابلة الارشادية

لا يجوز لأي مقابلة أن تتم على أي نحو كان فلا بد من وجود مبادئ عامة تشكل ملامحها:

1)    العلاقة الانسانية.

2)    تسجيل المقابلة .

3)    المناقشة الموضوعية .

4)    وضوح المناقشة.

5)    الصمت والإنصات. (عمر،1985).

اتجاهات المقابلة الارشادية

1)    الاتجاه المباشر: يتميز هذا الاتجاه بأن المرشد هو الذي يحدد أهداف المقابلة الإرشادية والغرض منها، وذلك بالسيطرة على الظروف المحيطة، وعلى وسائل الاتصال بينه وبين مسترشديه وتوجيهها كيفما يشاء، وهذا ما يسلكه أصحاب الاتجاه المباشر في الإرشاد أمثال (أليس).

2)    الاتجاه غير المباشر: يتميز هذا الاتجاه بأن المسترشدين هم الذين يحددون الأهداف من المقابلة والغرض منها، وذلك بالسيطرة على وسائل الاتصال بينهم وبين مرشدهم النفسي وتوجيهها كيفما يشاؤون، وهذا ما يسلكه أصحاب الاتجاه غير المباشر أمثال( روجر)، ويسمى هذا الاتجاه التفاعل الشخصي التأثيري. (عمر، 1985)

أهداف المقابلة

إن للمقابلة أهدافاً متعددة تُحَدَّدُ بمجال استخدامها، فتارةً تُستخدم للحصول على معلومات تتعلق باتجاهات وآراء وقيم، أو أسباب مشكلة ما، أو للتاكد من صدق معلومات سابقة، أو لاستكمال بيانات محدودة، وتلك هي الأهداف الدراسية حيث يتم التركيز على جمع البيانات والحقائق المتصلة بالموضوع (القاضي، 2002).

ولها أهداف تشخيصية يتم التركيز هنا على اختيار بعض الفروض التشخيصية التي تكونت بفعل معلومات تم جمعها في مرحلة سابقة، لذلك فإن الهدف هنا هو الوصول إلى كيفية تفاعل العوامل التي أدت بالمشكلة، ولها أهداف علاجية تتركز في تحرير المسترشد من خلال صراعاته ومشاعره السلبية وانفعالاته المكبوتة. (عمر، 1985).

أنواع المقابلة

من الممكن تقسيم المقابلة بصفة عامة إلى:

1)    المقابلة المبدئية: ويتم الترحيب بالمسترشد وتحيته والاهتمام به والتحدث عن موضوعات عامة شيقة مع ترك المجال مفتوح كي يتحدث المسترشد بصراحه وطمانينة. (حماد، 2006).

2)    المقابلة القصيره: وهي تستغرق مدة قصيرة وهي مقدمة لمقابلات أخرى أطول. (حماد، 2006).

3)    المقابلة المقيدة: وتكون عادة مقيدة باسئلة محددة للإجابة عليها من قبل المسترشد، ومن مميزات هذا النوع من المقابلة هو ضمان الحصول على المعلومات الضرورية، وتوفير الوقت ومن عيوبها النقص في المرونة والجمود، وتفويت الفرصة للحصول على معلومات يريد المسترشد أن يتحدث بها بشي من التفصيل.

4)    المقابلة الحرة: وهي المقابلة الغير مقيدة بموضوعات محددة، إنها مقابلة مرنة وحرة ويشعر المسترشد بالحرية، ويترك له بتداعي أفكاره عن طريق التداعي الحر ثم يعرض الموضوع بأسلوبه الخاص .

5)    المقابلة الفردية: وهي التي تتم بين المرشد وبين مسترشد واحد فقط.

6)    المقابلة الجماعية: وتتم مع جماعة من المسترشدين، كما يحدث مع جماعة من الطلاب يعانون من مشكلات مختلفة (المعروف، 1986).

وهناك تقسيم يراعي أهداف المقابلة:

1)    المقابلة التشخيصية: تهدف هذه المقابلة إلى الكشف عن العوامل الدينامية الموثرة في السلوك والتي أدت إلى الوضع الحالي، ويخطط لهذه المقابلة مسبقاً وفي ضوء ذلك تصاغ الاسئلة الهادفة للحصول على معلومات عن ماضي وحاضر وشخصية المسترشد وطبيعة المشكلة ومحاولة الربط بين هذه المعلومات للخروج بأفكار تشخيصية عن سلوك المسترشد. (القاضي، 2002).

2)    المقابلة الارشادية: تهدف هذه المقابلة إلى تمكين الفرد من فهم نفسه وقدراته واستبصاره لمشكلاته ونواحي القوة والضعف، وتستخدم في حل المشكلات الانفعالية التي لم تصل إلى حد الاضطراب (القاضي، 2002).

3)    المقابلة العلاجية: تهدف هذه المقابلة إلى استبصار الفرد بذاته وبسلوكه وبدافعه، وتخليصه من المخاوف والصراعات الشخصية التي تؤرقه، وتحقيق الانطلاق لمشاعره وأفكاره وانفعالاته واتجاهاته، وفي هذه المقابلة يتم علاج الموقف تبعاً للمعتقدات وظروف وقناعات المسترشد فلا يفرض الحل عليه فرضاً. (القاضي، 2002).

4)    المقابلة المهنية: تهدف هذه المقابلة إلى دراسة إمكانية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وصلاحية الشخص لمهنة معينة، وإن الأمور المهمة في المقابلة هي جمع المعلومات عن النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعيه والانفعالية. (المعروف، 1986).

5)    المقابلة المسحية: تهدف هذه المقابلة الى الحصول على بيانات ومعلومات عن متغيرات أو قضايا معينة مثل معرفة اتجاهات الناس حول موضوع معين، أو مدى انتشار ظاهرة ما في قطاع من قطاعات المجتمع، فهذه تفيد في إضافات معارف جديدة أو تتخذ سبيلاً لعلاج مشكلة معينة (القاضي، 2002).

كيف تتم المقابلة الإرشادية:

1)    فترة الإعداد للمقابلة: ويمكن تلخيص هذه المرحلة بانها مرحلة استعداد الأخصائي للمقابلة ويتضمن ذلك:

·       معرفة بعض المعلومات عن المسترشد.

·       بيانات عن المشكلة ومعرفة الجهود التي بذلت في علاجها.

·       تحديد أهداف المقابلة الرئيسية حيث يترتب على ذلك تحديد المعلومات المرغوب في الوصول إليها.

·       تحديد نوع المقابلة.

·       تحديد الأسئلة الرئيسية التي تدور حولها المقابلة وصياغتها بطريقة تضمن تتابعها بشكل منطقي .

·       تحديد موعد للمقابلة ومكان يكون مريحاً للمرشد والمسترشد بعيداً عن الضوضاء واحتمالات الآخرين، وعادة ما يتم الاتفاق على الموعد والمكان معاً.

·       تحديد أدوات التسجيل التي سيتم استخدمها في المقابلة. (القاضي، 2002).

2)    بدء المقابلة الإرشادية: بعد أن يأتي المسترشد إلى المرشد ويرحب المرشد به على أفضل وجه، تبدأ المقابلة عادة بسوال المرشد، يسأل به المسترشد عن ما يود أو ما يرغب أن يتحدث به، وعلى المرشد ألا يضغط عليه للتكلم ولا يجعله يشعر بأنه يعمل على إضاعة الوقت وعليه أن يتيح له جواً من الثقة والتقبل لما يدلي به من آراء أو ما يقوم به من أفعال للتعبير عن مشاعره. (ربيع، 2008).

3)    سير المقابلة الارشادية: يجب أن يعطي المرشد الحرية الكاملة للمسترشد للتعبير عن نفسه، وعلى المرشد أن يتقبل كل ما يدلي به المسترشد، وفي معظم الأحيان نلاحظ أن تقبل المرشد للمسترشد يساعد المسترشد على الاستمرار في التعبير عن مشاعره والتحدث عن مشكلته، حيث بالإمكان بعد ذلك أن يقوم المسترشد بإتباع الخطوات الجريئة لحل مشكلته ويبدأ في التفكير بالحلول المناسبة والخطوات التي تعمل على الإيصال إلى الحل الأمثل. (ربيع، 2008).

4)    إنهاء المقابلة الارشادية: تنتهي المقابلة عندما تحقق أهدافها، ويجب أن يكون ذلك بالتدريج، أي يجب ألا يتم إنهاء المقابلة بصورة فجائية وإنما يجب أن يتم الإنهاء بنفس روح البداية وألا يشعر المسترشد بالرفض بعد انتهاء المقابلة. ويتم الإنهاء عندما يصل المسترشد إلى قرار بشان مشكلته، واتخاذ الخطوات اللأزمة لحلها وذلك عندما يشعر أن بمقدوره الاستقلال والاعتماد على نفسه وان يبدأ بحل مشكلته بنفسه. (ربيع، 2008).

5)    تسجيل المقابلة الارشادية: بعد انتهاء المقابلة الارشادية مباشرة يجب القيام بتسجيلها تسجيلاً كاملاً أو تسجيلاً موجزاً، لأن المرشد لا يستطيع الاعتماد على ذاكرته في حالة تطلب الأمور الرجوع إلى نفس المقابلة بعد فترة من الزمن، وهناك مجموعه من الأخطاء التي قد يقع فيها المرشد عند قيامه بعملية تسجيل المقابلة.

·       لا يجوز للمرشد القيام بتسجيل المقابلة فيما لم يوافق لمسترشد على ذلك وضرورة التسجيل إذا وافق على ذلك إثناء المقابلة.

·       يفضل أن يستخدم المرشد استمارة المقابلة التي تحتوي على عناصر المقابلة وتحديد الإجابات المحتملة وذلك من اجل استخدامها للدلالة على إجابة المسترشد. (ربيع، 2008).

مزايا المقابلة

تمتاز المقابلة كوسيلة من وسائل جمع المعلومات :

1)    الحصول على معلومات لا يمكن الحصول عليها عن طريق الوسائل الأخرى مثل التعرف على الأفكار والمشاعر والآمال وبعض الخصائص مما يتيح فهماً أفضل للمسترشد ومشكلاته.

2)    إتاحة فرصة تكوين جو من الألفة والتجاوب والاحترام والثقة المتبادلة بين المرشد والمسترشد، وتكوين علاقة إرشادية ناجحة.

3)    إتاحة ألفرصة أمام المسترشد للتفكير –بصوت عال- في حضور مستمع جيد مما يمكنه من التعبير عن نفسه وعن مشكلته .

4)    إتاحة فرصة الاستبصار والحكم على الأحكام الذاتية التي يصدرها أو يكونها كل من المرشد والمسترشد عن نفسه.

5)    إتاحة فرصة التنفيس الانفعالي وتبادل الآراء والمشاعر في جو نفسي آمن

6)    تنمية المسوولية الشخصية للمسترشد في عملية الإرشاد (زهران، 1982).

عيوب المقابلة

رغم مزايا المقابلة الإرشادية إلا أن لها بعض العيوب منها:

1)    انخفاض معامل الصدق، وذلك لاختلاف الاستعدادات والقدرات والميول وتقدير المشاعر.

2)    انخفاض معامل الثبات، وذلك لاختلاف مشاعر المسترشد تجاه خبراته ومشكلاته من يوم لآخر.

3)    الذاتية في تفسير نتائج المقابلة، وقد يخطئ المرشد في تقدير السمات أو يبالغ فيها حسب خبراته، وقد يكون متحيزاً عند تسجيل ملاحظته أو عند تحليلها.

4)    عدم جدواها كثيراً في حالات الأطفال الصغار الذين يصعب عليهم التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم, (زهران، 1982).

منقول عن: #عمران _الشرمان

المصادر

- المعروف،صبحي.(1986).أساليب الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي،الطبعة الأولى،مطبعة القادسية –بغداد.

 ربيع، هادي. (2008). الإرشاد التربوي والنفسي من المنظور الحديث، الطبعة الأولى، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع.

 زهران، حامد. (1982). التوجيه والإرشاد النفسي،عالم الكتب - القاهرة.

 القاضي، يوسف وآخرون. (2002). الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، دار المريخ – الرياض.

 – عمر، ماهر. (1985). المقابلة في الإرشاد والعلاج النفسي، دار المعرفة الجامعية –الكويت.

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                           

كيف تبدأ بمحبة نفسك

العقاب كوسيلة تربوية: ما هي أنواعه؟ وما مدى فاعليته؟

5 تقنيات للاسترخاء للتخلص من الأرق والتوتر

نوادر العرب: ضريبة الحمير على حكم الزوجات

12 طريقة طبيعية لتحسين الذاكرة

المهنة والاضطرابات النفسية

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق