الاثنين، 1 ديسمبر 2025

• قصة للأطفال: العجوز ذات اليد الحديدية

حلم مزعج

    أحمد وجدّته يعيشان في قرية ريفية. هو في الصف الثاني الابتدائي، وهي في الستين من عمرها. وعندما حانت إجازة نصف العام قالت له: غدًا نترك قريتنا هذه ونسافر إلى المصيف. لنا فيه شقة جميلة تطل على منظر جميل.

بعد رحلة طويلة بالقطار، ثم ركوب سيارة أجرة، يصلان إلى العمارة العالية. ومن الشرفة يطل «أحمد» على السيارات والناس. تسليته الوحيدة ستكون مشاهدة السيارات والناس من الشرفة. جدته تخاف عليه من النزول إلى الشارع، وهي تقضي معظم الوقت أمام شاشة التلفزيون الكبيرة تستمتع ببرامج الطبخ.

«أحمد» يحب مشاهدة قنوات الكرتون، لكن جدته تأخذ «جهاز التحكم» من يده وتبحث عن قنوات الطبخ، فيخرج أحمد إلى الشرفة وينظر إلى حركة الناس والسيارات في الشارع المزدحم. يندهش لرؤية المطر الغزير ومع ذلك الشوارع نظيفة. الأشجار تستحم والناس يسرعون. عندما يتوقف المطر تنشف الشوارع وتلمع الطرقات. وعندما يدخل أحمد من الشرفة يرى جدته أمام الشاشة تتابع باهتمام وصفات غذائية متتالية. 

وفي الليل رأى «أحمد» حلمًا عجيبًا لكنه كان مزعجًا: إنه وحده في الشقة ويشاهد قنوات الكرتون بحرية تامة. جدته هناك في القرية وهو مسرور في الحلم. جدته أرسلت إليه رسالة قصيرة على الهاتف: هات «جهاز التحكم» يا أحمد! وفي الحلم أيضًا ركب أحمد القطار، وكانت سيدة عجوز تجلس إلى جواره، أنفها طويل جدًا، وعيناها حمراوان. خاف منها، لكنها سألته إلى أين هو ذاهب.

- إلى جدتي لأعطيها «جهاز التحكم».

- تجعلك تسافر كل هذه المسافة وتتعب كل هذا التعب من أجل شيء بسيط كهذا؟! ما اسم قريتك؟

حاول «أحمد» أن يتذكر اسم قريته فلم يفلح. بكى لأنه لا يعرف في أي محطة سينزل من القطار. لكن السيدة العجوز قالت له: لا تخف! أنا أعرف قريتكم وأعرف جدتك، وسأوصلك حتى باب البيت.

شكرها أحمد. ونزل الركاب من القطار والسيدة العجوز تسير أمامه وهو يمشي خلفها خطوة بخطوة. لكن ما هذا؟ لاحظ أحمد أن يدها اليمنى ليست كأيدي الناس. يدها من الحديد! خاف منها وفكر في الهرب. كانت تسير أمامه وفي يدها عصا حديد والطريق موحل. أحمد يكاد يتعثر، لكنه في الوقت المناسب رأى منزلهم ورأى جدته تفتح الباب، ورأى السيدة العجوز تمسك يد جدته بيدها الحديدية وتصيح بها والجدة تتألم:

- كيف تطلبين منه أن يسافر كل هذه المسافة ليعطيك «جهاز التحكم»؟!

صاح «أحمد» في السيدة العجوز: اتركي يد جدتي! إنها تتألم!

التفتت جدته إليه وطلبت منه أن يعطيها «جهاز التحكم» بسرعة!

بحث «أحمد» عن «جهاز التحكم» ولم يجده. صرخ عاليًا واستيقظ من نومه وهو يقول:

- نسيته في القطار يا جدتي!

- عن أي قطار تتحدث وما هذا الشيء الذي نسيته؟

حكى «أحمد» الحلم المزعج لجدته فضحكت وقالت وهي تربت على كتفيه:

- لن تزعجك العجوز ذات اليد الحديدية بعد اليوم. سأعطيك «جهاز التحكم» لترى «الكرتون» الذي تحبه بشرط ألا تجلس طويلاً أمام الشاشة. حافظ على سلامة عينيك، واجعل وقتًا للمشاهدة وأوقاتًا للنشاط والحركة.

بواسطة د. محمد السنباطي

المصدر: 1 

 فيسبوك: https://www.facebook.com/ali.ramadan.206789

منصة أكس: https://x.com/AliRamadan54

جديدنا كتاب:

 100 قصة حب من كل زمان ومكان

  إقرأ أيضاً:

قصة وعبرة: فرصة نادرة

قصة وعبرة: حين يخبئ القدر وجهه الآخر

قصة ملهمة: متسوّل على رصيف المحطة

قصة وحكمة: الديك الأحمر والثعلب

قصة وحكمة: الأسد والضفدع

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

جديدنا كتاب:

 100 قصة حب من كل زمان ومكان



 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق