الاثنين، 23 سبتمبر 2013

• قصص الأطفال: الرجل الحكيم واللص


في قديمِ الزمانِ في قريةِ «بادواس نيورا» عاشَ رجلٌ كبيرٌ في السنِّ يدعى «أبوهامي» وكانَ يقصدهُ الناسُ من الأماكنِ البعيدةِ للأخذِ بنصيحتِهِ. وبسبب حكمته عُرفَ بينَ الناسِ أنّه زعيمُ القريةِ.

في أحدِ الأيامِ قَدم مزارعٌ اسمه «بانداييا» لرؤيتِهِ. انحنى احترامًا له وشكا إليه سرقةَ البطيخِ الأصفرِ من مزرعتِهِ وهو يشكّ في أن اللصَّ «ساروث» هو الفاعلُ ولكن ليسَ لديهِ البرهانُ. بعدما انتهى  المزارعُ من شكواه فكّر زعيمُ القريةِ قليلاً ثمّ قال له: سوفَ ترى الحقيقةَ بنفسكَ وتتحقّق العدالة في الغدِ.
في ذاك المساءِ زارَ «أبوهامي» «ساروث» في منزلِهِ وقالَ له: حضرتُ لدعوتكَ إلى اجتماعٍ مهم في صباحِ الغدِ وأنتَ الرجلُ الذي يمكن الاعتماد عليه.
ما إن غادرَ الزعيمُ المكانَ حتى سمع «ساروث» صوتَ رسول «أبوهامي» يضربُ الطبلَ في زوايا القريةِ الأربعِ ويدعو إلى اجتماعٍ مهم في صباحِ الغدِ. غادرَ «ساروث» منزله وزارَ كلَّ الناسِ في القريةِ ليخبرَهم بأنّ الزّعيم زارهُ شخصيًا ليدعوه إلى الاجتماعِ، وأخذَ يقول:
لقد أتى ليزورَني في منزلي «أبوهامي» الرئيسُ العظيمُ.
أنا الذي يتّهمني الناس بأنّني لصٌّ حقيرٌ.
أخبرني عند لقائه بأنّ رأيي في غايةِ الأهميةِ.
بل رأيي الأهم بين آراء الأكثريةِ.
تجاهلَ «ساروث» نظراتِ الناسِ وهمساتهم أنّه لصٌّ، وفي صباحِ اليومِ التالي توجّه إلى الاجتماعِ. مشى شامخَ الرأسِ وبكبرياءٍ، كاشفًا عن صدرِه العاري كما جرتِ العادةُ في الاجتماعاتِ. وجدَ «ساروث» أن «أبوهامي» قد حفظَ له مكانًا في الصفِّ الأولِّ فسُرَّ. بعد لحظاتٍ رفع «أبوهامي» يده فسكتَ الجميعُ ثم قالَ: قامَ أحدُهم بسرقةِ البطيخِ الأصفرِ من مزرعةِ «بانداييا»، ومن عادتِه أنّه يرشّ الرمادَ فوقَ البطيخِ الأصفرِ ولابدّ أنه يوجد على كتفي السارق بعضُ الرمادِ من أثرِ حمْلِ البطيخِ على كتفيهِ ولذلك سوفَ ألقي نظرةً قريبةً عليكم، وسوف يضطرُّ الشخصُ الذي أجد الرمادَ على كتفيهِ أن يشرحَ لنا كيفَ وصل إلى كتفيهِ.
امتدت يدا «ساروث» إلى كتفيهِ ومسحَهُما بسرعةٍ، فرآه كلُّ الحاضرينَ وخاصة أنّ العيونَ كانت كلّها مشدودةً عندما ذكرَ الزعيمُ أمرَ السرقةِ.
صاحَ الزعيمُ: «ساروث» هو السارقُ. قال  «ساروث»: لم أفعلْ ذلك! قال الزعيمُ له: تصرّفك أشار إلى أنكَ المذنبُ.
وافقَ رجالُ القريةِ على أن تصرّفَ «ساروث» التلقائي هو اعترافٌ بذنبِهِ وطُلبَ منه أن يدفعَ ثمنَ البطيخِ الأصفرِ الذي سرقه، كما تعرّض للجَلْدِ. وهكذا تحقّقت العدالةُ.
تابعونا على الفيس بوك
إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق