«نعتقد أن الأطفال الذين يشعرون بالامتنان هم أطفال أسعد وأكثر رضا بحياتهم» كما
يوضح جيفري فروه أستاذ علم النفس بجامعة هوفسترا في مقال قرأته في جريدة واشنطن
بوست.
«فهم يقيمون علاقات أفضل مع
أصدقائهم وعائلاتهم، يحرزون درجات دراسية أعلى، يكونون أقل مادية وحسدا للآخرين
وأيضا أقل إحباطا، بجانب شعورهم برغبة في التواصل والعطاء مع المجتمع المحيط».
كانت هذه الجملة كافية
لإثارة فضولي كأم.. ورسمت ابتسامة على وجهي، إذ ربما وجدت فرصة للحصول أخيرا على
الابن المثالي فقط لمجرد أنه يشعر بالامتنان ويقول شكرا ويشعر بما نفعله من أجله.
فمعظم الشكاوى التي تتردد
بين الآباء والأمهات أن الأبناء نادرا ما يشعرون بالامتنان أو التقدير للآباء
المرهقين المحبطين الذين يتكبدون الكثير من العناء لنيل رضاهم الشحيح.
وهذا ليس كل شيء.. فمع
مواصلة القراءة في موضوع الامتنان تكتشف أنه يعتقد أن الشعور بالامتنان يزيد من
المناعة ويخفض من ضغط الدم على المدى البعيد.
فقد كشفت دراسة أخرى لجامعة تيمبل أن المصابين
بالتوتّر ينخفض ضغط الدم لديهم بمجرد الحديث التليفوني يوميا من خلال الخط الساخن
الخاص بالامتنان، فلو كان الأمر هكذا مع الكبار من ذوي المشاكل الصحية فتخيلوا
ماذا سيكون التأثير مع الأطفال إذا ما أعلنوا عن شكرهم وامتنانهم بالأشياء الجيدة
في الحياة في سن مبكر؟
في الدراسة التي شملت
المراهقين الصغار، وجد أن الأطفال الذين يدوّنون يوميات عن حظهم السعيد والأشياء
الجيدة التي تحدث لهم في حياتهم ولمدة أسبوعين كانوا أقل عرضه للإحباط وأكثر رضا
عن حياتهم وهو ما سيجعلهم أكثر قدرة على العناية بأنفسهم جسمانيا على المدى
البعيد.
وفي كتاب العالم النفسي
روبرت إيمونز «Thanks!» أو
«شكرا» يوضح أن الأنظمة العاطفية لدينا نحن البشر تحب كل جديد، ولكن حتى قبل مضي
فترة طويلة جدا نحن نتكيف مع ظروف الحياة الإيجابية الجديدة مثل السيارة الجديدة،
والزوج الجديد، والمنزل الجديد ولم نعد نشعر بأنها أشياء جديدة جدا أو مثيرة.
العرفان والشكر يجعلانا نقدر قيمة أي شيء، وعندما نقدر قيمة شيء نعرف كيف نستفيد
منه أكبر استفادة أو نستخرج منه المزيد من الفوائد.
ولكن مثل أي شيء آخر في
الحياة، يلزمنا وقت للاعتياد على الامتنان والشكر. لذا يجب أن نضع روتين «الشكر»
على قائمة ما نفعله يوميا وهذا الروتين كان العامل المشترك بين كافة الدراسات التي
لاحظت تحسنا في المرضى.
تعليمُ الأطفال
العرفانَ
يمكن البدء بمهمة مباشرة
للأطفال وأولياء أمورهم : كبداية اكتب خمسة أشياء تكون ممتنا لها في يوم ما. إذا كنت
لا تستطيع التفكير في خمسة أشياء، فيمكن شحذ الحواس، وكما يوضح إيمونز: ما هو أفضل
شيء كنت قد سمعته، تذوقته، لمسته، رأيته أو حتى شممته في ذلك اليوم بالذات؟
تعليم الطفل أن يقول «شكرا»
ليس سوى نصف المعركة. فبنفس القدر من الأهمية يجب أن نعلمه أن يكون شاكرًا وممتنًا.
من خلال مساعدة الأطفال على التعرف على الجوانب الإيجابية من الحياة مثل تقاسم
الأشياء المفضلة لديهم مع الآخرين لتقدير أهمية المبادرة الطيبة سوف يجدون معنى
أعمق في تجاربهم يوما بعد يوم.
نقدم هنا بعض الأنشطة التي
يمكن القيام بها مع الأطفال لمساعدة الصغار على تنمية الشعور بالامتنان، والكبار
بالارتياح والتفاؤل.
الأعمار 3-7
كل ليلة قبل النوم، سل
طفلك: «ما هي الأشياء الخمسة المفضلة لديك اليوم؟» يقول يقول جيفري فروه، مدير
مختبر الامتنان بين الشباب في جامعة هوفسترا. على الرغم من أن الأطفال الصغار لا
يعون تماما مفهوم الامتنان، فإننا - ببساطة - نبدأ العادة التي تساعدهم على ملاحظة
الأشياء الجيدة في حياتهم وتدفعهم ليصبحوا أكثر إيجابية.
الأعمار 8-10
يبدأ الأطفال في هذا العمر
في فهم مشاعر التقدير، لذلك فمن المهم أن تقوم بشرح اللفتة الكريمة لطفلك بوضوح،
كما يوضح د.فروه. وأضاف «لو أن قريبًا أو صديقًا قام بعمل لفتة كريمة لابنك،
فساعده على فهم طبيعة معنى هذه اللفتة، وكيف أنها جعلت حياته أفضل». على سبيل
المثال، يقول، «كان ذلك لطيفا من الجدة أن تأخذ من وقتها لإعداد كعكة لعيد ميلادك.
وأيضا صنعتها من الشوكولاتة المفضلة لديك».
الأعمار 11 - 13
أعط طفلك الكاميرا واطلب
منه التقاط صور الأشياء التي يشعر بالامتنان لها على مدار أسبوع. اطبع الصور وقم
بلصقها على لوحة. في عام 2007 كشفت دراسة للدكتور فروه، استمرت أسبوعين على طلاب
الصفين السادس والسابع، أن الذين كتبوا قائمة يومية بالأشياء التي كانوا شاكرين
لها جعلتهم أكثر تفاؤلا ورضا عن الحياة وامتنانا. والفكرة هي نفسها هنا: تحويل
الأفكار التي تشعرنا بالامتنان إلى أفعال ملموسة كنوع من التعبير عن الذات، سواء
كتابة أو رسمًا أو التقاط صورة، يساعد الأطفال على جعلهم أكثر واقعية.
أعمارهم أكثر من
14
مشاهدة فيلم موضوعه عن
الامتنان، مثل Field of Dreams أو The
Pursuit of Happiness،
والحديث عن الفيلم في ما بعد. يقول د.فروه: «إن الخلايا العصبية المرآة Mirror
Neurons هي خلايا الدماغ التي
تساعدنا على تجربة مشاعر مماثلة لتلك التي نراها من حولنا».
«في هذه السن، يبدأ الأطفال
في التفكير المجرد والمنطقي نظرا لتطور هذه الخلايا العصبية» كما يوضح فروه، مضيفا
أن مشاهدة تجربة شخص عن الامتنان الشديد أو المكثف، مثل شخصيات أبطال الأفلام، سوف
تساعد الابن المراهق على أن يشعر بشعور مماثل.
نهى مصطفي
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع
تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات
معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
الطفل ووالديه.. كيف
تنسج العلاقة بينهم؟
قصص الأطفال: الأسد
والقنفد
إختر مهنتك: الهندسة
المعمارية
قصة غريبة: كيف يمكن
للأعمى أن يقود أعمى!
الأهرامات.. من بناها؟
كيف تم بناؤها؟ ومن أين أحجارها؟
نشأة النظام الأبوي
للمزيد
حدوثة
قبل النوم
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق