الاثنين، 13 يناير 2020

• عسر القراءة: التعرف على دلالات عسر القراءة


عسر القراءة عبارة عن اضطراب تعلّم يتميّز بصعوبة القراءة بشكل رئيسي. يؤثر عسر القراءة على 20% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية مع احتمال وجود ملايين الحالات التي لم يتم تشخيصها، ويتعلّق عسر القراءة بكيفية عمل المخ ولا تحدث الحالة بسبب ضعط التعلّم أو الذكاء أو البصر.

يعاني الأشخاص المصابون بعسر القراءة من مشاكل عند تقسيم الكلمات عادة وعند وضع الأصوات مع بعضها لكتابة أو نطق الكلمات. بمعنى آخر، يعاني المصاب بعسر القراءة من صعوبة بالغة في تحويل اللغة إلى فكرة (عند الاستماع أو القراءة) وتحويل الأفكار إلى لغة (عند الكتابة أو التحدث).
لهذا السبب، لا يمكن للأشخاص المصابين بعسر القراءة القراءة بنفس دقة أو بنفس تفوّه وسرعة غيرهم ممن لا يعانون من عسر القراءة. الشيء الجيد هو أنه بالغم من كون عسر القراءة مشكلة تستمر طوال الحياة، إلا أنه من الممكن علاجها وتخفيفها بعد تشخيص الحالة. على الرغم من أن العرض الرئيسي هو تأخّر أو صعوبة القراءة، إلا أن هناك العديد من طرق اكتشاف الإصابة بعسر القراءة لدى الأطفال بعمر ما قبل المدرسة أو عمر الدراسة أو البالغين.
أولاً: الأطفال في عمر ما قبل الدخول للمدرسة (3-6 سنوات)
1 ابحث عن صعوبات التحدث والسمع. تتميّز حالة عسر القراءة بصعوبة فك ترميز ومعالجة اللغة، لذا فإن الأعراض تظهر في مناطق غير القراءة ولا تقتصر عليها.لا يشير وجود عرض أو عرضين فقط على وجود عسر القراءة بالضرورة، ولكن يمكن التحدث مع طبيب أطفال إن كان الطفل يعاني من عرض أو عرضين من هذه الأعراض.
·       تأخّر النطق (على الرغم من أن هذا قد يحدث للعديد من الأسباب الأخرى). استشر طبيب أطفال إن كنت قلقًا بشأن تطوّر النطق لدى الطفل.
·       صعوبة نطق الكلمات، بما في ذلك قلب الحروف - مثل "صلم سغير" عوضًا عن "سلم صغير".
·       صعوبة تقسيم الكلمات إلى أصوات والعكس والقدرة على دمج الأصوات لخلق كلمات عند التحدّث.
·       صعوبة مناغمة الكلمات مع بعضها.
2 تفقّد صعوبات التعلّم. بما أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يصعب عليهم المعالجة الصوتية (التلاعب بالأصوات) وسرعة الاستجابة البصرية اللفظية[٩]، قد يختبر أولئك الأطفال بعض الصعوبات في التعلّم البسيط، بما في ذلك:
·       بطء تكوين قاموس المصطلحات الخاص به. يقول الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة في عمر ما قبل المدرسة القليل من الكلمات فقط في العادة.
·       بطء استرجاع الأصوات والحروف والألوان والأرقام. قد تلاحُظ بُطء استرجاع الأطفال حتى للأشياء المألوفة بالنسبة لهم.
·       صعوبة التعرّف على أسمائهم.
·       صعوبة مناغمة أو تكرار أناشيد الحضانة.
·       صعوبة تذكّر المحتوى، حتى من مقطع الفيديو المفضّل.
·       لاحظ أن أخطاء الكتابة لا تشير بالضرورة إلى عسر القراءة لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، ويعكس الكثير من طلاب الحضانة والصفوف الدراسية الأولى الحروف والأرقام أثناء تعلّم كتابتها. من ناحية أخرى، قد يشكّل ذلك دلالة على عسر القراءة لدى الأطفال الأكبر عمرًا وإن استمر عكس أو قلب الحروف والأرقام عند الكتابة، ويجب حينها فحص الطفل لاكتشاف عسر القراءة.
3 تفقّد الصعوبات الجسدية. بما أن حالة عسر القراءة تشير إلى مشاكل في الترتيب الفراغي والتحكّم الحركي الدقيق، قد تُظهر الحالة أيضًا بعض الأعراض الجسدية لدى الأطفال الصغار، ومنها:
·       بُطء تطوّر مهارات القدرة الحركية الدقيقة كالإمساك بقلم أو كتاب أو استخدام الأزرار والسحابات وفراشي الأسنان.
·       صعوبة التمييز بين اليسار واليمين.
·       صعوبة التحرّك بشكل متناغم مع الموسيقى.
4 تحدّث مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك. إن كنت قلقًا من إصابة طفلك بعسر القراءة، يفضّل استشارة طبيب الرعاية الأساسية للطفل حيث أن التشخيص المبكّر أمر ضروري في مساعدة الطفل على التأقلم مع عسر القراءة بشكل فعّال.
·       يمتلك المحترفون مجموعة من الاختبارات التي تسمح لهم بفحص وتشخيص عسر القراءة لدى الأطفال الصغار من عمر 5 سنوات.
ثانياً: الأطفال في المدرسة (6-18 سنة)
1 تفقّد صعوبة القراءة. يتم تشخيص عسر القراءة لدى الأطفال والشباب الصغار أولا عند تأخرهم عن زملائهم في تعلّم القراءة أو عند القراءة بمستوى أقل من مرحلتهم السنية، وهذا دليل رئيسي على الإصابة بعسر القراءة. وقد تتضمّن مشاكل القراءة ما يلي:
·       تأخّر في تعلّم الربط بين الحروف والأصوات.
·       الخلط بين الكلمات الصغيرة مثل "في" "و" "من" "حتى" "إلى" وغيرها.
·       أخطاء القراءة والنطق والكتابة المتكررة، حتى بعد إظهار الشكل الصحيح له. تتضمّن الأخطاء الشائعة قلب الحروف (كتابة الحروف بشكل معكوس) وقلب الكلمات (إحلال كلمة مشابهة مكان الكلمة الأصلية) والإبدال (وضع حرف محل حرف آخر) والإبدال (ككتابة "شعر" محل "عشر") والتبديل (كتابة مرادف مختلف للكلمة).
·       الحاجة لقراءة مختارات قصيرة عدة مرّات لاستيعابها.
·       صعوبات فهم المفاهيم المناسبة للمرحلة السنية.
·       صعوبة أخذ الملاحظات وتوقّع ما سيحدث في القصة أو التسلسل.
2 راقب المشاكل السمعية (مشاكل السمع) والنطق. السبب الكامن لحالة عسر القراءة هي مشكلة في المعالجة الصوتية، وهي القدرة على رؤية وسماع الكلمة وتقسيمها إلى أصوات منفصلة ومن ثم ربط كل صوت بالحروف المكوّنة للكلمة. على الرغم من أن ذلك يصعّب القراءة بشدة بشكل رئيسي، إلا أنه يؤثر أيضًا على قدرة الطفل على السماع والتحدث بوضوح وبشكل سليم.تتضمّن الدلالات:
·       مشاكل استيعاب التعليمات السريعة أو استرجاع تتابع الأوامر.
·       صعوبة تذكّر الأشياء المسموعة.
·       صعوبة صياغة الأفكار على شكل كلمات. قد يتحدّث الطفل أيضًا بجمل متقطعة وترك الجمل غير مكتملة.
·       الحديث المشوّه: إحلال كلمات خاطئة أو كلمات مشابهة محل الكلمات التي يعنيها الطفل.
·       صعوبة إنتاج واستيعاب الأناشيد.
3 انتبه للأعراض الجسدية. بما أن عسر القراءة يتضمّن صعوبات في التنظيم الفراغي، قد يعاني الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة مع المهارات الحركية أيضًا. تتضمّن الدلالات الشائعة لمشاكل المهارات الحركية:
·       صعوبة الكتابة أو النسخ، وقد لا يكون خط اليد مفهوم بشكل واضح.
·       التخبّط المتكرر بين اليسار واليمين، وبين الأعلى والأسفل.
4 راقب الدلالات السلوكية والانفعالية. يعاني الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة في المدرسة عادة، وخصوصًا إن كان نظرائهم قادرون على القراءة والكتابة بسهولة نسبيًا. كنتيجة لذلك، قد يشعر أولئك الأطفال بأنهم أقل ذكاءً من غيرهم أو أنهم فشلوا بشكل من الأشكال. هناك العديد من الدلالات السلوكية والانفعالية التي تشير إلى أن طفلك يعاني من عدم تشخيص وعلاج عسر القراءة منها:
·       قلة تقدير الطفل لنفسه.
·       انسحاب الطفل عن الآخرين أو شعوره بالاكتئاب وعدم اهتمامه بالاختلاط بالآخرين أو التواجد مع أصدقائه.
·       اختبار الطفل للقلق. يعتبر بعض الخبراء أو القلق أحد الأعراض الانفعالية متكررة الحدوث لدى الأطفال المصابين بعسر القراءة.
·       اختبار الطفل لإحباط شديد، ويظهر ذلك عادة على شكل غضب. قد يُظهر الطفل أيضًا سلوكًا مقلقًا، بما في ذلك "التمثيل العصابي"، من أجل إبعاد الانتباه عن مشاكل التعلّم التي يعاني منها.
·       قد يعاني الطفل من صعوبة في الحفاظ على تركيزه ويظهر كأنه "مفرط النشاط" أو أن يحلم أحلام يقظة.
5 راقب الآليات التفاعلية. قد يحاول الأطفال والشباب الذين يعانون من عسر القراءة أن يتجنبوا المواقف التي يضطرون فيها للقراءة أو الكتابة أو التحدث علانية أمام زملائهم أو أساتذتهم أو ذويهم بشكل متعمد، ويستخدم الأطفال الكبار على وجه الخصوص استراتيجيات التكيّف والتجنّب. ما يظهر لك على أنه سوء تنظيم أو كسل قد يكون طريقة لتجنّب الصعوبات المتعلقة بعسر القراءة.
·       قد يتظاهر الطفل بالمرض حتى يتجنّب القراءة أو التحدث بشكل علني خوفًا من الإحراج.
·       قد يسوّف الأطفال أيضًا واجبات القراءة والكتابة لتجنّب المعاناة لأطول منة ممكنة.
6 تحدّث مع مدرّس أو طبيب الطفل. إن كنت تظن أن طفلك يعاني من عسر قراءة اعتمادًا على أي من الدلالات سابقة الذاكرة، من البديهي استشارة الأشخاص الآخرين الذين يتعاملون مع الطفل كمدرّسيه وطبيب الرعاية الأساسية. يمكن لأولئك الأشخاص المساعدة على توجيه الطفل إلى المختص النفسي المناسب حتى يتم اختبار الطفل بشكل مناسب حيث أن التشخيص المبكّر أمر ضروري في مساعدة الطفل على التأقلم مع عسر القراءة بشكل فعّال.
·       قد تؤدي الحاجات التي لا يتم تلبيتها لدى الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة إلى تبعات في مراحل لاحقة من حياة أولئك الأطفال. تُظهر الدراسات أن أكثر من ثلث الطلاب الذين يعانون من عسر القراءة يتركون المدرسة، ويشكّل ذلك أكثر من ربع حالات الخروج من المدرسة كليًا.
·       لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص عسر القراءة، وتتضمّن مجموعة الاختبارات المعيارية حوالي 16 مهمة منفصلة تفحص كل مناحي عملية القراءة لمعرفة أماكن الصعوبات الحادثة ومقارنة مستوى القراءة بمستوى القراءة المتوقع بناءً على درجة الذكاء وتختبر مدى ارتياح الطلاب في امتصاص وإعادة إنتاج المعلومات (سمعيًا وبصريًا وحركيًا).
·       يتم وضع الاختبارات من خلال مدرسة الطفل عادة، ويمكنك إيجاد مساعدة إضافية عن طريق البحث عن مراكز عسر القراءة في دولتك.
ثالثاً: عسر القراءة لدى البالغين
1 ابحث عن المشاكل المتعلقة بالقراءة والكتابة. يختبر البالغون الذي عاشوا مع عسر القراءة عادة نفس المشكلات التي يختبرها الأطفال، وتتضمّن دلالات صعوبات القراءة والكتابة لدى البالغين ما يلي:
·       القراءة ببطء مع عدم الدقة.
·       ضعف الهجاء. قد يتهجى الطفل الذي يعاني من عسر القراءة أيضًا نفس الكلمة بعدة طرق في نفس المقطوعة.
·       نقص قاموس المصطلحات.
·       صعوبة التخطيط والتنظيم، بما في ذلك تخطيط المعلومات وتلخيصها.
·       ضعف مهارات الذاكرة وصعوبة تخزين المعلومات والقراءة.
2 تفقّد استراتيجيات التكيّف. يقوم الكثير من البالغين بتطوير استراتيجيات تكيّفية لتعويض مشاكل عسر القراءة. وتتضمن هذه الاستراتيجيات:
·       تجنّب القراءة والكتابة.
·       الاعتماد على الآخرين للنطق.
·       تسويف مهمات القراءة والكتابة.
·       الاعتماد على الذاكرة عوضًا عن القراءة.
3 لاحظ وجود بعض المهارات فوق المستوى الطبيعي. على الرغم من أن الشخص الذي يعاني من عسر القراءة قد يواجه صعوبة في القراءة، إلا أن ذلك لا يشير إلى نقص مستوى الذكاء. في الواقع، يمتلك من يعاني من عسر القراءة عادة "مهارات اجتماعية" مذهلة ويكون سريع البديهة ويمتلك قدرة هائلة على قراءة الآخرين. يميل أولئك الأشخاص أيضًا إلى امتلاك مهارات تفكير فراغية قوية وقد يعملون في المجالات التي تتطلب هذه المهارات مثل الهندسة والمعمار.
4 اخضع للفحص. بعد تشخيص حالة عسر القراءة، يمكن للبالغين تعلم استراتيجيات ليتمكنون من القراءة والكتابة بشكل أكثر فعالية، وقد يؤدي ذلك بدوره إلى زيادة تقدير الشخص لنفسه. تحدّث مع محترف طبي لإيجاد محترف (طبيب نفسي عادة) لإجراء الفحوصات اللازمة.
أفكار مفيدة
ü   يختبر معظم الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة حياة ناجحة للغاية في العديد من المجالات، وتضم قائمة المشاهير الذين كانوا يعانون من عسر القراءة توماس إديسون وألبرت أينيشتاين وجور واشنطن وشارلز شواب وأندرو جاكسون وألكساندر جراهام بيل، وكذلك العديد من السياسيين والقادة العسكريين والعلماء الذين تميّزوا وأضافوا للعالم الكثير. هناك كذلك العديد من الفنانين والمصممين المشاهير الذين يعانون من عسر القراءة منهم ستيفين سبيلبيرغ وأورلاندو بلوم وتومي هيلفجير وليوناردو دا فنشي وأنسيل أدامز وغيرهم.
ü   إن كنت تعاني من عسر القراءة بنفسك أو كان شخص تعرفه يعاني منها، اعلم أن هناك علاجات متاحة وفرصة نجاح كبيرة في المستقبل.
تحذيرات
ü   هناك الكثير من الأفكار المغلوطة حول عسر القراءة والأشخاص المصابين بهذه الحالة. على سبيل المثال، لا علاقة بين عسر القراءة ومستوى الذكاء ولا تعكس الصعوبة التي يعاني منها المصابون فيما يتعلّق بالقراءة أي نقص في مستوى الذكاء أو في الجهد المبذول، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يصارعون مع عملية الترميز الصوتي سواءً أصحاب مستوى الذكاء المرتفع أو المنخفض، والترميز الصوتي هو تقسيم الكلمات إلى أجزاء منفصلة والعكس ووضع الأصوات معًا لكتابة ونطق كلمات معيّنة. لهذا السبب، من المهم جدًا التأكد من فهم عسر القراءة عند محاولة اكتشاف ما إن كنت تعاني من الحالة أنت أو أي شخص آخر.
ü   قد يكون التعرّف على حالة عسر القراءة أمر صعب لأن الأعراض ومستوى الإعاقة يظهران بشكل مختلف من شخص إلى آخر. إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي وجود إعاقات أخرى إلى الخلط بين الحالة وبين حالات إعاقة أخرى و/أو التسبب بعدم وضوح الخط الفاصل بين السبب والتأثير.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا                           

للمزيد
أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق