الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

• كيف تتعاملين مع الطفل العنيد


يتسبب عناد الأطفال بالضغط العصبي لوالديْهم أو أيًا من كان يقوم بتربيتهم وقد يكون عناد الأطفال دليلًا على ضيقهم أو خوفهم أو حيرتهم. يتطلب التعامل مع الطفل العنيد بعض المهارة والتكتيك، لكن يمكنكِ العمل مع طفلكِ حتى يتعلَّم التحكم بنفسه ومن ثَمَّ يشعر كلاكما بالهدوء أكثر من ذي قبل.

تذكَّري أن سلوك الطفل هو المشكلة وليس الطفل نفسه، لذلك احرصي على أن يشعر حتى الأطفال العنيدين أنكِ تحبينهم وأنكِ تنظرين لهم نظرة إيجابية برغم سلوكهم الفوضوي، كما يجب ألا تصفعي أو تضربي طفلًا أبدًا ولا ترُجِّي أو تضربي طفلًا رضيعًا أبدًا أيضًا.

أولاً: خلق نظام من بين السلوك الفوضوي

1)    حددي عددًا من القواعد تسير الأسرة وفقها. ينبغي أن يكون تحديد القواعد بشأن السلوكيات التي تتسبب بالفوضى أو تتسبب بالأذى أولويتك الأولى، إن كنتِ أنتِ من يربِّي الأطفال فيمكنكِ تحديد القواعد بنفسكِ، أما إن كان طفلكِ يقضي الكثير من وقته مع شخص آخر يرعاه (مثل خالته أو جدته أو مربيته) فينبغي أن تعملي مع هذا الشخص على تحديد القواعد.

·       احرصي على أن تكون القواعد بسيطة وواضحة. إن كان لدى الطفل مشكلة مع العنف الجسدي مثلًا فقد تكون القاعدة ببساطة: "ممنوع الضرب".

2)    امنحي طفلكِ البدائل عن السلوك السيء. يحتاج الأطفال للمساعدة من أجل تبديل السلوكيات غير المرغوب بها بسلوكيات جديدة تساعدهم أن يتعلموا كيف يتحكمون بأنفسهم ويمكنكِ تجربة بضعة بدائل مختلفة على حسب السلوكيات التي تحتاجين للعمل عليها.

·       توقفي ثم فكري ثم اختاري. توقفي عن النشاط الحالي، ثم فكري في الطريقة التي تفكرين بها وفكري في العواقب التي ستعود عليكِ وعلى الآخرين قبل أن تختاري الفعل الذي ستقومين به.

·       خذي وقتًا مستقطعًا واتركي الغرفة لبضعة دقائق حتى تهدئي قبل أن تعودي للموقف.

·       تحدَّثي عما تشعرين به. أخبري شخصًا تثقين به عما تشعرين به وصفي له المشاعر التي تراودكِ وكيف يؤثر هذا الأمر عليكِ.

·       خذي عدة أنفاس عميقة لتساعدكِ إن غلبتكِ مشاعركِ.

3)    حددي المكافآت والعواقب ذات المعنى. اجعلي للطفل مكافآت ذات معنى عندما يتبع القواعد، لكن ينبغي أن تكون العواقب التي تختارينها أقل ما يمكن أن تكون ويجب ألا تتضمن صفع الطفل أو ضربه، كما ينبغي أن تكون العواقب ملائمة لعمر الطفل.

·       إن التعزيز الإيجابي للسلوك الجيد أمر قوي وفعال جدًا لكن ليس بالضرورة أن تكون المكافآت ألعابًا أو نزهات باهظة الثمن. قد يكون قضاء بعض الوقت مع طفلكِ حيث تلعبين معه لعبة يحبها مكافأة ملهمة لطفلكِ، كما أن مدحكِ له يُعد مكافأة لها معنى كبير.

·       عندما نأتي للعواقب فاجعليها أقل ما يمكن أن تكون. يمكنكِ منع المصروف عنه أو إعطائه المزيد من المهام، أما بالنسبة للأطفال الصغار فإن الوقت المستقطع القصير (ليس أكثر من دقيقة مقابل كل عام من عمر الطفل) سيكون ملائمًا أكثر.

4)    استغرقي الوقت الكافي لتناقشي القواعد مع طفلكِ. آخر شيء تريدينه هو أن يشعر طفلكِ بالحيرة وعدم فهم معنى القواعد أو ما "يُعد" كسر للقاعدة، لذلك ركزي على ما تريدين من الطفل عمله بدلًا من التركيز على السلوك السيء.

·       أخبري طفلكِ مثلًا أن يأتي لإخباركِ أنه غاضب بدلًا من أن يضرب أحد زملائه.

·       جربي أن تلعبي مع طفلكِ لعبة الأدوار باستخدام مواقف من "الحياة الواقعية" حيث يتضايق طفلكِ وعلِّقي على السلوك السيء.

5)    كوني قدوة لطفلكِ من حيث السلوكيات التي تريدين أن تريها في طفلكِ. يُعد التعليم بالقدوة هو أحد أهم طرق مساعدة الأطفال على فهم كيف ينبغي عليهم أن يتصرفوا، لذلك إن اتفقتِ أنتِ وطفلكِ على أن أفضل طريقة لتجنُّب الضرب هي أن يختلي بنفسه بضعة دقائق كي يهدأ فيمكنكِ تجربة الأمر نفسه أمام طفلكِ.

6)    كوني متسقة في تطبيق القواعد على الفور. استخدمي العواقب فور كسر طفلكِ القواعد؛ لأنكِ إن انتظرتِ لتعاقبيه لاحقًا أو طبقتي القواعد بعض الأوقات فحسب فغالبًا لن تشاهدي تغيرًا في سلوك طفلكِ وبالمِثل إن اتبع طفلكِ جميع القواعد باستخدام السلوك البديل الذي عملتما عليه معًا، فينبغي أن تحرصي على أن تكافئيه وتمدحيه على الفور أيضًا.

·       غالبًا لا يرى الوالدان اللذان لا يطبقان القواعد باتساق ويعطيان رد فعل مباشر عقب تصرفات أطفالهم أي تغيُّر في سلوكيات أطفالهم.

7)    أخبري كل من يقضون الوقت مع طفلكِ عن القواعد. إن كان طفلكِ يقضي العطلة الأسبوعية مع والده أو كان يقضي فترة ما بعد المدرسة مع جليسة أطفال فسيتحتم عليكِ أن تُخبري هؤلاء الأشخاص بالنظام الذي وضعتيه مع الطفل، فالاتساق في القواعد بكل مكان يقضي به الطفل وقته سيساعد الطفل على النجاح في الالتزام.

ثانياً: تخطِّي نوبة غضب الطفل

1)    اعرفي الحقائق. نوبات الغضب أمر طبيعي عند الأطفال خاصةً الصغار منهم ويمكن أن تبقى لعدة دقائق أو عدة ساعات وبالطبع تكون مرهقة بالنسبة للطفل ولمن يعتني به أيضًا وقد يصرخ الطفل الذي انتابه الغضب أو يبكي، كما يمكن أن يتدحرج على الأرض أو يجري بالمنزل أو يضرب الحائط بقبضة يده.

·       يمكن أن تتسبب مختلف الأشياء بنوبات الغضب لدى الأطفال، بدءًا من الإرهاق، إلى الجوع، إلى عدم معرفة أي الكلمات التي ينبغي عليه استخدامها أو حتى إيجاد صعوبة في القيام بمهمة عسيرة عليه.

2)    حافظي على هدوئكِ عند بدء نوبة الغضب. مهم جدًا أن تحافظي على هدوئكِ عندما يدخل طفلكِ في نوبة غضب، لأنكِ إن تضايقتِ أو غضبتِ سيصبح الموقف أسوأ لكليكما واعلمي أن نوبات الغضب أمر طبيعي لدى الأطفال وأنها ستمر.

3)    لا تستسلمي للطفل ولا تتشاجري معه أو تصيحي به. لا تستسلمي لما يريده طفلكِ لأن هذا سيعلِّمه أن الغضب يفلح في إيصاله لما يريده، في حين أنه ينبغي أن يتعلم الطفل كيف يتعرف على مشاعره ويعبر عنها بطريقة ملائمة، كما أن الشجار والصياح بطفلكِ لن يفلح أيضًا؛ فبالرغم من صعوبة التواجد بجوار طفل غاضب إلا أن الشجار والصياح سيخلق صراعًا لإثبات القوة، لذلك أفضل شيء يمكنكِ فعله هو البقاء هادئة.

4)    احرصي على ألا يتأذَّى طفلكِ. قد يُعرِّض الأطفال – خاصةً الصغار – أنفسهم إلى الخطر أثناء نوبة الغضب، لذلك احرصي على ألا يُعرِّض طفلكِ نفسه للخطر خلال نوبة الغضب وراقبيه خلال ذلك الوقت.

·       احرصي على ألا يتأذى شخص آخر جراء نوبة غضب لك مثل طفل صغير قريب من طفلكِ.

5)    حاولي أن تتحدثي مع طفلكِ بهدوء. إن كان طفلكِ كبيرًا بما يكفي كي يفهمكِ فاذهبي إليه وتحدَّثي معه بهدوء واشرحي له ما الفعل الذي تريدين منه إيقافه وكيف تريدينه أن يستبدل السلوك السلبي بسلوك آخر.

6)    انقلي طفلكِ لمكان هادئ وآمن. إن بدى لكِ أن طفلكِ لن يتوقف عما يفعله حينها يمكنكِ أن تنقلي الطفل لمكان هادئ وآمن وتطلبي منه أن يبقى هناك هادئًا لمدة دقيقة وبمجرد أن يُنفِّذ الطفل ما طلبتهِ منه ويصمت لدقيقة أنهي الوقت المستقطع.

7)    أظهِري حبكِ لطفلكِ بعد انتهاء نوبة الغضب. مهم جدًا أن يشعر الأطفال بحب أبويهم بعد انتهاء نوبة غضبهم، لذلك حافظي على هدوئكِ وعبِّري عن حبكِ لطفلكِ وامدحيه لأنه توقف عن التمادي في الغضب.

·       أزيلي أيًا ما تسبب في نوبة غضب طفلكِ وأعطيه شيئًا سهلًا ليفعله، فإن حدثت نوبة الغضب مثلًا بعد محاولة طفلكِ أن يلوِّن صورة صعبة عليه، فأزيلي تلك الصورة من أمامه وأعطيه شيئًا أسهل ليعمل عليه.

8)    تفادي نوبات الغضب بالمنزل. اعرفي المواقف التي تتسبب بنوبات الغضب لدى طفلكِ واقضي بعض الوقت مع طفلكِ لتشرحي له كيف يدرك مشاعره ويعبِّر عنها بصورة ملائمة واحرصي على أن تكون الألعاب التي يلعب بها طفلكِ ملائمة لعمره وحافظي على انتظام مواعيد النوم والوجبات الخاصة بطفلكِ.

·       يمكنكِ أيضًا أن تتحدثي مع طفلكِ وتشرحي له كيف يعبِّر عن مشاعره بالكلمات أو بتنفيس طاقة الغضب لديه بطريقة إيجابية.

9)    تفادي نوبات الغضب خارج المنزل. إن كان طفلكِ عرضة لأن ينتابه الغضب عندما تخرجا من المنزل فلا تجعليه يخرج معكِ وهو متعبٌ واحرصي على أن يكون معكِ تصبيرات له عندما يصاحبكِ للخارج واشغليه معكِ بأن تشرحي له ما يحدث وساعديه على أن يشارك بنشاط فيما تفعلينه وإن كان ما تفعلينه هو الانتظار في صف طويل بالبنك.

ثالثاً: التعامل مع أطفال الآخرين العنيدين

1)    كوني مستعدة لتتحدثي مع أولياء أمر الطفل. لا يستطيع الأطفال – خاصةً ذوي الخمسة أعوام ومن هم دون ذلك – التحكم في مشاعرهم أو تصرفاتهم في كثير من الأحيان، لذلك كوني مستعدة لإساءة التصرف أو الانهيار من قِبَل الأطفال وتحدَّثي مع أولياء أمر الطفل (مثل الوالديْن) بشأن ما الذي ينبغي تجنُّبه وما القواعد التي يعتاد عليها الطفل وكيف يمكنكِ تطبيق تلك القواعد في غياب أولياء أمر الطفل.

·       مهم جدًا أن يعتاد الأطفال على تطبيق القواعد على اختلاف الأشخاص الذين يعتنون بالطفل بما في ذلك أنتِ، لذلك يجب أن تعرفي القواعد التي ينبغي أن يتبعها الأطفال وكيف يود الوالدان التعامل مع كسر الأطفال للقواعد.

2)    لا تحاولي أن تحلِّي محل "الوالديْن". حتى إن كنتِ تفضِّلين القيام بالأمور بطريقة مختلفة عن الوالديْن لابد أن تتبعي قواعدهم بأي حال؛ فالأطفال يحتاجون إلى الاستماع لرسائل متسقة عما هو متوقع منهم وإلا سيحتارون وسيسيئوا التصرف أكثر من ذي قبل.

·       يمكن أن يتسبب الاستسلام لرغبات الأطفال مثل تناول الكثير من الحلوى أو عدم الخلود للنوم بالوقت المحدد بمضايقة الوالديْن وحيرة الأطفال وبالرغم من أن الأطفال قد يستجيبوا بطريقة إيجابية لخضوعكِ في بداية الأمر إلا أن سلوكهم سينحدر بطريقة سريعة إن لم تضعي حدودًا جيدة بينكِ وبينهم معتمدة على إرشادات الوالديْن.

3)    أبقي الأطفال منشغلين بالأنشطة. يُعد الملل أحد الأسباب الرئيسية لسوء تصرف الأطفال، لذلك إن كنتِ تعتنين بأطفال أناس غيركِ فاحرصي على أن تقضي معهم بعض الوقت حيث تقوما بشيء ممتع وشيِّق واشغلي الأطفال حيث غالبًا ما سيصبحون حينها غير عنيدين.

·       حاولي أن تعرفي مسبقًا ما الأشياء التي يستمتع الأطفال بفعلها إن استطعتِ ذلك ويمكن أن تكون تلك الأشياء مثل الألعاب أو الأعمال الفنية أو اللعب بالدمى المفضلة لديهم فكل ذلك يمكن أن يكون نشاطًا يشغل الأطفال.

4)    لا تتركي الأطفال للجوع أو الإرهاق. يمكن أن يكون الجوع والإرهاق سببًا رئيسيًا أيضًا في عناد الأطفال، لذلك احرصي على أن تكون الوجبات والتصبيرات جاهزة عندما تحتاجين إليها وأن تعرفي مواعيد قيلولات الأطفال الصغار، فالأطفال يتصرفون بطريقة أفضل عندما يحصلون على ما يكفيهم من النوم والطعام.

5)    حافظي على هدوئكِ واستخدمي التهذيب الإيجابي. مهم جدًا أن تحافظي على هدوئكِ إن أساء الطفل التصرف، ثم تنحني لتصبحي بمحاذاة الطفل وتقولي له بهدوء عن الخطأ الذي اقترفه، ثم تقولي للطفل ما الذي تريدين منه فعله بدلًا من ذلك وتذكَّري أن تستخدمي القواعد والعواقب التي ناقشتِها مع والديّ الطفل.

·       لا ترفعي صوتكِ أبدًا أو تضربي طفلًا ولا ترُجِّي طفلًا رضيعًا أو تضربيه مهما كان.

6)    شتتي انتباه الطفل واجعليه مرتاحًا إن تضايق. إن تخطَّى الطفل مرحلة التعقل فحينها سيكون من الأفضل أن تشتتي انتباهه وتجعليه يرتاح، فحاولي أن تحتضنيه وتعطيه دماه أو لعبه المفضلة أو تصبيرة يحبها أو تقومي معه بنشاط جديد لتساعديه على أن يشعر بتحسن.

تحذيرات

ü   لا تحاولي تهذيب الطفل الرضيع ولا ترُّجيه أو تضربيه أبدًا، فعندما يبكي الطفل الرضيع تكون علامة على أنه بحاجة لاهتمامكِ فاذهبي للطفل واتخذي الطرق التي يمكنك من خلالها توفير سبل الراحة للطفل.

ü   إن كنتِ جليسة أطفال فلا تضربي الطفل أبدًا أو تصفعيه واسألي أولياء أمر الطفل (سواء الوالديْن أو غيرهما) كيف يريدون منكِ المساعدة في تهذيب الطفل.

ü   لا تضربي أو تصفعي أي طفل أبدًا، فهناك عدة دلائل أن طرق التهذيب الجسدي غير فعالة بالإضافة إلى أن نتائجها سلبية، فيمكن أن يؤدي ضرب أو صفع الطفل إلى إيذائه من الناحية الجسدية والنفسية.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                           

قصة تاريخية: جلجامش... الباحث عن الخلود

قصة تاريخية: ملحمة جلجامش السومرية

اضطراب القلق المرضي: الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

الوسواس القسري فكر وفعل

المقابلة الإرشادية بين المرشد والمسترشد

المقابلة في العملية الإرشادية

الاكتئاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق